أديسيات
حوار في المُغتَرَب
ـ هل زرتَ الوطن مؤخّراً يا صديقي؟
ـ لا، ولكن لي نيّة زيارته قريباً لمتابعة بعض الأمور الإدارية والمعاملات الضرورية. ولكنني متوجّسٌ من البيروقراطية والفساد، وأخشى أن أتعرّض لمضايقات وعراقيل تؤخّرني في إنجاز معاملاتي.
ـ اذهب ولا تخشَ شيئاً ممّا ذكرته، لقد تغيّرت الأمور تغييراً جذرياً. ستجد ترحيباً حارّاً بك كمغترب ابتداءً من ضباط المطار حتى أصغر موظف في الدوائر الحكومية التي ستقصد.
ـ هل أنت جاد؟ ولكنني لست ذاهباً للاستثمار حتى ألقى هذا الترحيب الذي تتكلّم عنه.
ـ لا لست ملزماً بذلك أبداً. اذهب ورَ، سيتسابق الموظفون لمساعدتك في إنجاز أوراقك، وسترى كيف أنّ المدراء سيتابعون معاملاتك ويوصون بك الموظفين لإتمامها من دون أيّ عراقيل. لا بل سيمدّونك بأرقام هواتفهم كي تتّصل بهم عند أيّ شكوى أو تذمّر. بل سيتصلون بك هم طوال فترة إقامتك للاطمئنان عنك والتأكد من أنكّ راضٍ عن جودة خدمات دائرتهم. هذا إن لم يدعُك الوزير المختصّ إلى الغداء أو العشاء بعد أن يذيّل بتوقيعه الكريم هذه المعاملات.
ـ أكاد لا أصدّق ما أسمع، هل كنتَ هناك مؤخراً؟
ـ لا، أختي كانت. لِمَ السؤال؟
أديس ديرمنجيان