كوريا الشمالية تجري تجربة نووية

أكدت كوريا الشمالية، أمس، رسميا، إجراءها تجربة نووية جديدة. وأعلنت أنها ستواصل اتخاذ إجراءات تهدف إلى تعزيز قدراتها النووية، في ظل الخطر المتنامي من جانب واشنطن.

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية، أمس، أن بيونغ يانغ «ستواصل اتخاذ الإجراءات الرامية إلى تعزيز قدراتها النووية الوطنية، من ناحية الحجم والنوعية، من أجل ضمان الكرامة وحق البلاد بالوجود، في ظروف الخطر النووي المتنامي من جانب الولايات المتحدة».

وبحسب البيان الرسمي، فإن التجربة النووية جرت بنجاح، في اليوم الذي صادف الذكرى الـ68 لتأسيس الجمهورية، وذلك «وفقا لخطط حزب العمل الكوري، حول إنشاء قوات نووية استراتيجية». وأكد البيان، أن التجربة لم تؤثر سلبا على البيئة، وأنه لم يتم رصد أي تسرب لمواد مشعة.

وتوقعت مصادر كورية جنوبية، أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بشأن كوريا الشمالية، في وقت متأخر، أمس.

ورجح خبراء، سابقا، صحة هذه الأنباء، مستندين إلى تسجيل هزة أرضية قوية، في منطقة قريبة من موقع نووي، في كوريا الشمالية.

وأشارت مصادر كورية جنوبية وصينية وغربية، إلى أن المسح الجيولوجي يؤكد أن الهزة وقعت فوق الأرض، مما عزز، أكثر، فرضية تنفيذ التجربة النووية. وأعلن المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل EMSC ، أن زلزالا بقوة 5.0 درجات وقع في بونغكي – ري بكوريا الشمالية، في الساعة التاسعة صباح أمس.

في هذه الأثناء، قال مصدر روسي مطلع لوكالة «إنترفاكس» للأنباء، إن طاقة الانفجار النووي في كوريا الشمالية، توازي 10 كيلوطن من مادة «تي ان تي» شديدة الانفجار.

وأعلنت هيئة رصد الأحوال الجوية ومتابعة البيئة، في إقليم بريموريه الروسي، المتاخم لكوريا الشمالية، أن مواد خطرة قد تتسرب نتيجة التجربة النووية في هذا البلد، إلا أنها لا تهدد الأراضي الروسية، لأن الرياح في الأيام القريبة المقبلة، ستهب من جهة الشمال. مؤكدة، أن مستوى الإشعاع في الإقليم لا يزيد عن الأرقام الطبيعية.

وعقدت الحكومة الكورية الجنوبية، اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الوزراء، لبحث التجربة النووية الجديدة. كما أعلنت وزارة الدفاع في سيؤول، إن الجيش الكوري الجنوبي، عقد اجتماعا لفريق إدارة الأزمات التابع له، بعد ورود أنباء عن الهزة.

يذكر أن التجربة النووية الرابعة، كانت أجرتها كوريا الشمالية في كانون الثاني الماضي.

في ضوء ذلك، انتقدت الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، بشدة، إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية جديدة. ودعت إلى ضرورة تبني موقف قوي بشأن انتهاك بيونغ يانغ قرارات مجلس الأمن الدولي.

وأكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، أثناء مؤتمر صحافي، جهوزية موسكو لتنسيق خطواتها، بشكل أوثق، مع جميع شركائها في مجلس الأمن الدولي، ردا على إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية. مضيفا: إن الجانب الروسي يجري مشاورات مكثفة بهذا الشأن.

وقال المتحدث باسم الكرملين: «أستطيع القول أن هذا الحدث يستدعي، من دون أدنى شك، بالغ قلقنا». مضيفا: إن هذه الممارسات لا تسهم في إحلال الأمن والثقة في شبه الجزيرة الكورية، بل تؤدي، بالعكس، إلى التصعيد من حدة التوتر في المنطقة.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن قلقه الشديد، بشأن إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية جديدة. مؤكدا، أن إشارة قوية سترسل إلى كوريا الشمالية، بشأن ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن.

وقال لافروف، أمس، في جنيف: «نحن قلقون جدا بشأن إجراء التجربة. ويجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشكل دقيق. وسنرسل إشارة قوية مناسبة بهذا الشأن». وأوضح الوزير الروسي، أنه ينوي إجراء اتصالات هاتفية مع نظيره الياباني، فوميو كيشيدا، الجمعة، أثناء فترة استراحة، خلال مباحثاته مع نظيره الأميركي، كيري، في جنيف.

وانتقدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر عنها، انتهاك بيونغ يانغ لقرارات مجلس الأمن الدولي. مؤكدة، أن خطوات كوريا الشمالية الرامية إلى تقويض نظام عدم انتشار الأسلحة النووية في العالم، تمثل خطرا كبيرا على الأمن والسلم في شبه الجزيرة الكورية، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وجاء في البيان: «ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لكوريا الشمالية نفسها، قبل كل شيء. ونصر على أن يمتنع الجانب الكوري الشمالي، عن مغامراته الخطرة، ويلتزم بدقة بقرارات مجلس الأمن الدولي كافة، ويتخلى، تماما، عن برامجه الصاروخية النووية، ويعود إلى نظام عدم انتشار الأسلحة النووية».

كما دعا بيان الخارجية الروسية، جميع الجهات المعنية، إلى الامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر، مؤكدا، استعداد موسكو لتنسيق الخطوات، من أجل تبني موقف دولي بشأن استفزازات بيونغ يانغ وكذلك، تمسك روسيا بالتسوية السياسية الدبلوماسية للقضية النووية، في شبه الجزيرة الكورية، من خلال إجراء مفاوضات بهذا الشأن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى