الجيش يفتح طريق الراموسة أمام المدنيّين اليوم.. ومقتل 3 جنود أتراك في «تل الهوى»
استأنف وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري محادثاتهما في جنيف حول خطّة جديدة بشأن سورية، بعد تعليق اللقاء لمدّة ساعة. وانضمّ المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى محادثات الوزيرين.
وكان الوزيران قد بدآ اللقاء صباح أمس في فندق «President Wilson « الفاخر بجنيف، ومن ثمّ توقّفت المحادثات بين الوزيرين إذ أوضح مصدر في الوفد الروسي أنّ الاجتماع سيُستأنف بعد ساعة تقريباً، فيما تتواصل المشاورات بين الخبراء الروس والأميركيّين بلا انقطاع.
وذكر مصدر مطّلع أنّ المحداثات الأميركية والروسيّة في جنيف تواجه عراقيل أمام رفض الروس الشرط الأميركي برفع الطوق السوري عن المسلّحين في الأحياء الشرقيّة لحلب.
وتابع المصدر أنّ الوفد الأميركي «غير متحمّس للتوصّل إلى تفاهم» في اللقاء الحالي بجنيف.
وكان المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة جون كيربي قال، إنّ المحادثات سوف تركّز على وقف القتال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة والمضيّ نحو حلّ سياسيّ في سورية.
وأفاد مصدر بأنّ هناك معلومات تُشير إلى «أنّ الجانب الأميركي يطالب الجانب الروسي بالضغط على الجيش السوري لفكّ الحصار عن حلب الشرقيّة كمقدّمة لاتفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى ما يردّده الأميركيّون بأن يلبّي الاتفاق مع الروس مصالح وطموحات الشعب السوري، وإلّا فإنّ المفاوضات لن تستمرّ إلى ما لا نهاية.
ووفق المصدر، فإنّ انضمام المبعوث الأممي ومساعده يأتي من أجل الحديث عن إدخال المساعدات الإنسانيّة إلى حلب. وكانت الأمم المتحدة قد اقترحت من أجل ذلك إدخال قوافل محمّلة بالمساعدات من تركيا باتّجاه حلب مباشرة مروراً بطريق الكاستيلو، على ألّا يتمّ تفتيش هذه القوافل على الطريق، ويتولّى موظفو الأمم المتحدة داخل حلب إنزال وتوزيع هذه المساعدات.
وفي السياق، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنّ الأولويّة بالنسبة للأمم المتحدة هي التوصّل إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية.
وقال دي ميستورا للصحافيّين: «الأولويّة ستكون أن تتوصّل الدولتان الرئيستان المشتركتان إلى رأي واحد حول الاتفاق»، مشيراً إلى أنّ الأمم المتحدة ستدعم النتائج الإيجابيّة التي قد يتوّصل إليها وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.
من جهته، أفاد ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة، أنّ «إيصال المساعدات الإنسانيّة يمثّل ضرورة ملحّة، ولدى الأمم المتحدة خطط مفصّلة وننتظر الضوء الأخضر للبدء في تنفيذ هذه المهمّة شرط توفّر الأمن لسائقي الشاحنات».
وأضاف أوبراين، أنّ الوضع في سورية خلال شهري تموز وآب كان صعباً جداً، ما حال دون إيصال المساعدات إلى العديد من المناطق في سورية، معبّراً عن أمله في أن يتمّ التوصّل إلى اتفاق الشهر الحالي لتسهيل العمليّات الإنسانيّة.
وردّاً على المواربات الأميركيّة، أكّدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسيّة، ماريا زاخاروفا، أنّ الوفد الروسي يبقى مستعدّاً للمحادثات في أيّ لحظة. وذكرت أنّ لافروف وكيري أجريا مساء الخميس مكالمة هاتفيّة، هي الـ 45 لهما منذ بداية العام الحالي، وأكّدا عقد اللقاء الشخصي بينهما في جنيف.
وكانت وزارة الخارجيّة الروسيّة قد أوضحت في معرض تعليقها على المكالمة الهاتفيّة، أنّ المشاورات الروسيّة – الأميركيّة تهدف إلى بحث آفاق التعاون الروسي الأميركي بغية إلحاق الهزيمة بالتنظيمات الإرهابيّة في سورية، والمساهمة في حلّ القضايا الإنسانيّة، ودفع التسوية السياسيّة قُدُماً إلى الأمام. وشدّدت موسكو على أنّ المحادثات تجري على أساس التفاهمات المبدئيّة التي توصّل إليها الرئيسان الروسي والأميركي خلال لقائهما على هامش قمّة العشرين في الصين الاثنين الماضي.
ولم تكشف موسكو وواشنطن عن تفاصيل خطّتهما المشتركة حول سورية، لكنّهما تتحدّثان عن صياغة «آليّة مشتركة» ترمي، بالدرجة الأولى، إلى تسوية الوضع في حلب شمال سورية، حيث تستمر المعارك الشرسة، رغم المساعي لتطبيق اتفاق الهدنة منذ أواخر شباط الماضي.
ومن اللافت أنّ الرئيسين الروسي والتركي أجريا مكالمة هاتفيّة مساء الخميس، ركّزت على تسوية الأزمة السوريّة.
ميدانيّاً، ألقت الطائرات السوريّة منشورات في الأحياء الشرقيذة لمدينة حلب تمهل المسلحين 48 ساعة لتسليم أنفسهم، في ظلّ تقدّم الجيش السوري إلى نقاط ساكوب ومناطق قريبة من الراموسة التي ثبّت فيها كامل نقاطه.
وأفاد مصدر بأنّ الجيش السوري سيفتح طريق الراموسة أمام المدنيّين من أهالي مدينة حلب اعتباراً من صباح اليوم السبت، حيث يُعتبر الطريق الرئيسي من أجل دخول هؤلاء إلى مدينتهم.
وكان الجيش السوري حررّ الراموسة بشكل كامل بعد السيطرة على تلّة أم القرع، والتي انطلق منها لاقتحام الكليّات العسكريّة الثلاث قبل أن يتقدّم منها أيضاً باتجاه البلدة وتحديداً حاجز الراموسة، حيث بدأ الانهيار في صفوف الجماعات المسلّحة والانسحاب أمام تقدّم الجيش السوري الذي تمكّن من إحكام السيطرة عليها.
وفي السياق، حرّر الجيش السوري قرية نحشبا وضهرة أبو أسعد ورويسة الكتف في ريف اللاذقية الشمالي.
من جهةٍ أخرى، يسعى التحالف الأميركي إلى فصل منطقة الشامية عن الجزيرة في دير الزور لمحاصرة «داعش»، كما وألقى منشورات في ريف الميادين شمال شرقي سورية محذّراً من الاقتراب من الجسور، لأنّه سيتم استهدافها.
وفي سياقٍ متّصل، كشف الجيش التركي عن مقتل 3 جنود أتراك وإصابة آخر جرّاء هجوم لـ«داعش» على دبابة تركيّة في شمال سورية.
هذا، وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، عن استمرار جهود تركيّا لإقامة منطقة آمنة في سورية «إلى حين تأمين الحدود التركية والقضاء على التهديدات التي تطال بلاده» بحسب تعبيره.
وكانت تركيا قد بدأت الشهر الماضي عدواناً واسعاً في شمال سورية، تحت ذريعة القضاء على تنظيم «داعش» على حدودها، ووقف تقدّم المقاتلين السوريّين الأكراد.