مجلس الأمن يحثّ اليمنيّين على الحوار
تتوالى الانتقادات الحادّة لتوريدات السلاح البريطاني إلى السعودية، وقد باتت موضع تجاذبات شهدها البرلمان البريطاني، نظراً لاستخدام هذه الأسلحة من جانب القوات السعودية، فيما يراه البعض انتهاكات للقانون الدولي ضدّ المدنيّين في اليمن.
ويتوقّع أن ترتفع وتيرة الانتقادات مع تبرير رئيسة الوزراء البريطانيّة «تيريزا مي» مواصلة تزويد الرياض بالسلاح بحماية أمن المواطنين البريطانيّين، رغم ما يتعرّض له المدنيّون اليمنيّون من مآسٍ بفعل استخدامها.
إلى ذلك، حثّ مجلس الأمن الدولي، أمس، أطراف الأزمة اليمنيّة على الاستئناف الفوري لمشاورات السلام من دون طرح شروط مُسبقة، استناداً إلى اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن.
وأفادت وكالة «أناضول» التركيّة، نقلاً عن بيان لمجلس الأمن، بضرورة ألّا تنجم أيّة ترتيبات سياسيّة جديدة في اليمن عن إجراءات أُحاديّة الجانب، يتّخذها أيٌّ من أطراف النزاع، بل عن اتّفاق سيتوصّل إليه اليمنيّون أثناء مفاوضات تجري بالرعاية الأمميّة.
ودعا البيان جميع الأطراف المعنيّة إلى الالتزام بأحكام وشروط اتفاق وقف الأعمال العدائيّة، الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 نيسان ويقضي بتوقّف الأطراف المتصارعة عن جميع أنواع الأنشطة العسكريّة، سواء كانت برّاً أو جوّاً.
وأعرب المجلس عن بالغ قلقه حيال تكثيف تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في شبه الجزيرة العربية هجماتهما الإرهابيّة في اليمن، مثل تلك التي استهدفت مدينة عدن 29 آب المنصرم، داعياً جميع الأطراف اليمنيّة إلى تجنّب فراغ أمنيّ تستطيع الجماعات المتشدّدة استغلاله لتحقيق أغراضها.
وأكّد البيان أنّ الحيلولة دون تفاقم الوضع الإنساني في اليمن تتطلّب التوصّل إلى اتفاق سلام، سيضع حدّاً للصراع الدموي الذي تعاني منه البلاد منذ العام 2014، وحثّ جميع الأطراف على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي واتّخاذ إجراءات عاجلة بغية تحسين الظروف الإنسانيّة داخل البلاد، بما في ذلك السماح بالوصول الآمن للمساعدات الإنسانيّة إلى جميع مناطق اليمن من دون عوائق.
وأكّد مجلس الأمن، مرّة أخرى، دعمه للجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشيراً إلى تمسّكه الثابت بسيادة اليمن ووحدة أراضيه.
يُذكر أنّ ممثّلين عن قوات هادي وحركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» من جهةٍ أخرى، عجزوا عن التوصّل إلى اتفاق أثناء جولة ثانية من مشاورات سلام جرت في العاصمة الكويت تحت رعاية المبعوث الأممي من 21 نيسان حتى 6 آب، ما أسفر عن التصعيد الملحوظ من حدّة التوتر داخل اليمن.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأزمة اليمنيّة، التي اندلعت في صيف العام 2014، مع بدء التصعيد بين الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي من جهة، والجيش اليمني و«أنصار الله» من جهةٍ أخرى، بلغت أعنف مراحلها بعد تدخّل التحالف العدواني بقيادة السعودية في آذار 2015. وقد راح أكثر من 6.6 ألف شخص ضحيّة لهذه الأزمة الدمويّة، فضلاً عن 35 ألف مصاب، وفقاً لمعلومات منظّمة الصحة العالميّة.
ميدانيّاً، أعلنت وزارة الدفاع اليمنيّة عن استهداف القوة الصاروخيّة للجيش واللجان معسكر ماس التابع لقوات هادي بصاروخ بالستي من نوع «زلزال 3» شرق محافظة مأرب، وتتواصل المواجهات العنيفة بين قوات الجيش واللجان الشعبيّة من جهة، وقوات هادي المسنودة بالتحالف السعودي من جهة ثانيةٍ في أطراف مديريّة صرواح، ولا سيّما بعد إحباط الجيش واللجان لخمس عمليّات زحف كبيرة قامت بها قوات هادي باتجاه منطقة الربيعة، حيث أفاد مصدر عسكري عن مقتل 30 عنصراً من قوات هادي وإصابة آخرين بينهم قائد اللواء 14، خلال محاولة تقدّمهم في مديرية صرواح غرب مدينة مأرب شمال شرقي البلاد.
من جهتها، شنّت طائرات التحالف السعودي أكثر من 50 غارة على سوق صرواح والربيعة ووادي نوع وهيلان في مأرب.
وتحدّث مصدر عسكري يمني عن مقتل وجرح العشرات من قوات هادي، في مواجهات مع الجيش واللجان قرب جبل حريم في نهم على أطراف صنعاء. وأضاف أنّ طائرات التحالف السعوديّ شنّت سلسلة غارات على مناطق متفرّقة في مديريّة بلاد الروس جنوب العاصمة اليمنيّة صنعاء.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليمنيّة استهداف الجيش اليمنيّ واللجان الشعبيّة معسكر ماس التابع لقوات هادي بصاروخ بالستيّ في مأرب.
وتتواصل المواجهات العنيفة في أطراف مديرية صرواح، وفي تعز دارت مواجهات عنيفة في منطقة ثعبات بموازاة اشتباكات متقطّعة في منطقة الزنوج وخطّ الأربعين.
وفي محافظة تعز، تدور مواجهات عنيفة بين الطرفين في منطقة ثعبات شرق المدينة بموازاة اشتباكات متقطّعة في منطقة الزُنوج وخط الأربعين شمال غربيّ مدينة تعز جنوب اليمن.
كما استهدفت صنعاء بـ3غارات جويّة الخط الرابط بين صنعاء ومأرب في منطقة شكوان بمديرية نِهْم شمال شرقيّ العاصمة اليمنيّة.
وفي عمران، عاودت مقاتلات التحالف السعودي شنّ سلسلة من الغارات الجويّة على معسكر لواء العمالقة في مديريّة حرف سفيان شمال المحافظة في شمال البلاد.
وإلى جيزان، حيث شنّت طائرات التحالف السعودي أكثر من 30 غارة جويّة على وادي جارة ومنطقتي القرن والدفينية في الخوبة، في المقابل استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية بعشرات القذائف الصاروخيّة والمدفعيّة تجمّعات القوات السعودية خلف جسر الخوبة ومواقع السوادنة والدخان والفريضة وملحمة في جيزان السعودية.
وفي عسير، قصفت قوات الجيش واللجان الشعبيّة بالمدفعيّة الثقيلة تجمّعات القوات السعودية خلف منفذ علب الحدودي.
أمّا في نجران، فقد استهدفت القوة الصاروخيّة والمدفعيّة للجيش واللجان مواقع السديس ونهوقة وآل الشهي والطلعة الشماليّة ومعسكر تنصاب السعودي، بالتزامن مع تدمير آليّة عسكريّة سعوديّة خلف موقع الفواز .