«المنار»

على طريقِ الراموسة نحوَ حلب، عبرت الإنجازاتُ الميدانيّةُ للجيشِ السوري والحلفاءِ بأمان، فساهمت بتعجيلِ الطريقِ السياسيّةِ نحوَ لقاءِ جنيف بينَ وزيرِ الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرهِ الأميركي جون كيري.

لقاء مصحوب بصَخَبِ التصريحاتِ المتقلّبةِ حولَ إمكانيّةِ التوصّلِ إلى هدنةٍ حقيقيّةٍ في جبهاتِ سورية مقدّمةً لوضعِ المفاوضاتِ السياسيّةِ على سكّةِ الجديّة، واللافتُ أنّ رأسَي الدبلوماسيّة اجتمعا، وبينَ أيديهِما خبرُ قطعِ رأسِ «جبهةِ النصرة» العسكري، المدعو أبو عمر سراقب وعددٍ من كبارِ قادةِ ما يسمّى بـ«جيشِ الفتح».

إنجازٌ لم يتزاحم على تبنّيهِ أحد، مع العلم أنَ القتلى هم العماد التنظيمي للجيشِ المولودِ من آباءٍ إقليميّينَ ودوليّين، وضَعوا خطوطاً حمراءَ لحمايتهِ قبلَ أن يُصابوا بخيباتِه.

وعلى كلِ حالٍ فالقائدُ القاعديُّ المقتول، يعرفهُ اللبنانيّونَ جيداً عبرَ سياراتِ الموتِ التي أرسلَها إليهم، ويعرفهُ السوريّونَ وتحديداً أطفالَ كفريا والفوعة المحاصرينَ بنيرانهِ وقذائفهِ القاتلة، ويعرفهُ العراقيّون، منذُ أولِ مذابحِ تنظيمِ القاعدة.

في لبنانَ، لا زالت قاعدةُ التفهُمِ والتفاهُمِ هيَ المطلوبةَ لفكِّ شيفرةِ الأزمةِ المعقّدة، وعدمِ ربطِ أمورِنا بأمورِ المِنطقة كما نصحَ نائبُ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم، فيما أكّدت مصادرُ التيارِ الوطني للمنار أَنَّ الهدفَ ليسَ تعطيلَ الحكومة، بل الضغطُ للتسليمِ بأمورٍ وطنية.

«أن بي أن»

لا تمديد للمجلس النيابي، حُسم الأمر، ومن هنا حتى كانون الأول فرصة سياسيّة للاتفاق على قانون جديد، وإلّا فإنّ القانون النافذ هو الستين، فهل يكون الحلّ اللبناني عن طريق الانتخابات في نهاية المطاف؟

الرئيس نبيه برّي بدا واضحاً كعادته، قائلاً، إنّ السيناريو المفترَض في هذه الحال هو أن يُنهي الانتخابات النيابيّة انتخابات هيئة مكتب المجلس، ثمّ انتخاب رئيس الجمهوريّة بعد ذلك فوراً تحت مظلّة التوافق، ما يعني أن اللبنانيّين أمام خيارين إمّا بتّ ملف الرئاسة الآن، وإمّا الانتظار حتى موعد الانتخابات النيابيّة. وإذا كان التعطيل هو سيّد الأفعال في هذه المرحلة حكومة وحواراً، يسقط الخيار الأول ويبقى الثاني ليسري لاحقاً بقوة الدستور.

البلد مشلول الآن، ويرجّح أن يبقى كذلك حتى جلسة مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري، وبعد عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك، وفي تلك الجلسة المرتقبة حسم التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بغياب القدرة على التعيين، ليبقى البحث حول مسألة رئاسة الأركان.

أمّا خارجيّاً، فالعين تتوزّع بين جنيف التي تشهد مفاوضات روسيّة أميركيّة حول سورية، وبين حلب التي تسجّل تطورات لافتة بعد التقدّم إلى ما بعد الراموسة، وخصوصاً أنّ غارة جويّة استهدفت اجتماعاً خطيراً لفتح الشام في غرب حلب، وقتلت مهندس هذه المجموعة أبو عمر سراقب الذي كان يعدّ لتوحيد كل الفصائل المقاتلة في جسم واحد، هذه الخطوة تعني أنّ هناك من باع أبو عمر سراقب الذي يقف ضدّ التسويات، ويعمل لإطالة أمد الحرب في سورية، فهل انتهى دور هؤلاء المسلّحين ويجري استهدافهم بالمفرّق؟

«او تي في»

في إحصاء بسيط لما استُكتب في وسائل الإعلام الصادرة في لبنان هذا النهار، يطلع معنا 46 خبراً منسوباً إلى ميشال عون.. دزّينة منها باسم «أوساط الرابية»، ودزينة أخرى باسم مصادر عون، ودزينات بأسماء جينيريك، مثل أوساط التيار أو مصادر التكتّل أو زوار الرابية. علماً أنّ العماد عون، كما أكّد لمحطّتنا، مستمر في الصمت ولا يتحدّث باسمه أحد، لا زائر ولا حائر ولا عابر سبيل، أمّا كلام المبادرات والتسويات، فتخطّى التلفيق والتركيب ليبلغ الكذب الخالص، لأنّه في الرابية الحقيقيّة، الرابية الأصليّة، لا رابية الأوساط والمصادر والزوار، في رابية ميشال عون، لا تسويات ولا محاصصات ولا مساومات ولا تنازلات، لأنّ القضايا المطروحة ليست على قياس شخص ولا حتى مجموعة. إنّه مصير وطن على المحكّ… والعدّ العكسي جارٍ، وهو يقرع بعقارب ما تبقّى من وقت نواقيس الخطر والانهيار.. الرابية الحقيقية تُعدّ وتستعدّ. وفي غمرة إعدادها واستعدادها، تترك الأبواب مفتوحة لاتّفاق على أساس الميثاق، لكن أيلول من الأشهر القصيرة في السنة، وتشرين سريع كما غيمه المنذر بالعاصفة، والمعطّلون مرتاحون في سراياهم ودورهم والقصور، بينما الدولة تحتضر من تعطيلهم لها … آخر فضائح حكومة تمام سلام، أنّها تركت لبنان يسقط ضحيّة دعوتين دوليّتين، بغرامة قد تبلغ مئات ملايين الدولارات الأميركيّة، سندفعها نحن من جيوبنا وديوننا ولقمة التعب … لماذا؟ اسألوا تمام سلام… أمّا نحن، فواجبنا أن نعرض، لكم وله، وقائع الفضيحتين.

«الجديد»

عيّدت السياسة قبل العيد، وضحّت بالحكومة والحوار قبل الأضحى، ودخلت البلادُ في عطلةِ تعطيلٍ طويلة لن تستفيقَ منها لا بواسطةِ عباس إبراهيم ولا حتى بقيامةِ النبي إبراهيم رمزِ الأضاحي في الدياناتِ السماوية .

فلواءُ الأمنِ العامّ ربما وَجد أنّ التفاوض معَ الجهات الإرهابيّة الخاطفةِ قاطعةِ الروؤس أكثرُ إنتاجيّةً من جمعِ رأسَين في الدولة، وهو قال للجديد إنّ مُهمّتَه اقتَصرت على إبلاغِ رسالة إلى رئيسِ الحكومة ونُقطةٍ على السطر، وقال إنّ الرسالةَ هي في تصرّفِ المعنيّينَ الرسميّين فقط وليسَت للرأي العام. ولمّا كانت مُهمّةُ اللواء تُختصرُ برسالة، فإنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق انطلقَ كرسولٍ استيعابيٍّ متمنّياً في المرحلةِ المقبلةِ استعادةَ زِمامِ الحكومة. أمّا لناحيةِ استعادةِ زِمامِ السيطرةِ السياسيّةِ إقليميّاً ودَوليّاً وعلى وقعِ أحكامِ القبضةِ العسكريّةِ للنظامِ وحلفائِه في حلب، فتتواصلُ المفاوضاتُ الثنائيّةُ بين كيري ولافروف وبإيجابيّةٍ لا تعكِسُها بياناتُ التصريحِ الرسميّة الأميركيّون العاملون معَ الروسيّ على الخطِّ السوريِّ، يستعجلونَ الحلَّ في اليمن ويديرونَ مِن مَسقَط عجلةَ تفاوضٍ معَ وصولِ نائبِ وزيرِ الخارجيّةِ الأميركيّة، توم شانون يحومُ الحلُّ فوق اليمن مسابقاً مئاتِ الطلَعاتِ الجويّةِ اليوميّة للتحالفِ الذي خلّفَ دماراً شبهَ شامل، وفي الشروطِ الموضوعةِ لمفاوضاتِ اليمن أنّ التحالفَ الذي تقودُه السُّعوديةُ يطلُبُ إلى الحوثيّين وأنصار علي عبدالله صالح التوقّفَ عن القراراتِ التي يتّخذُها المجلسُ السياسيُّ والتزامَ الهُدنةِ والإقرارَ بخُطةٍ مكتوبةٍ لتسليم السلاح، فيما يطالبُ الحوثيّون بالحلِّ الشاملِ من دونِ تجزئةٍ وتَقسيط، غيرَ أنّ الخطوطَ السياسيّةَ بينَ الأميركيّينَ والسُّعوديينَ طرأ عليها اليومَ أمس عُطلٌ متوقّعٌ بإقرارِ مجلسِ النوّابِ الأميركيِّ تشريعاً يسمحُ لأُسَرِ ضحايا هجماتِ الحادي عشَرَ من أيلول بمقاضاةِ الحكومةِ السُّعوديّةِ طلباً لتعويضاتٍ على الرَّغم من تهديدِ البيت الأبيضِ باستخدامِ حقِّ النقضِ ضِدَّ هذا الإجراء.

«ال بي سي»

فجأة توقّفت المحرّكات الحكوميّة والنيابيّة وحتى البيئيّة، الحكومة دخلت في مدار عيد الأضحى المبارك ولا نشاط في مجلس النوّاب قبل آخر الشهر الحالي عند الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس للجمهوريّة، ولا معالجات بيئيّة في الأفق بعدما توقّفت المساعي المتعلّقة بإعادة فتح مركز تجميع النفايات في برج حمود.

إذاً، لا شيء قبل الأربعاء المقبل، وفي حال لم يعقد مجلس الوزراء جلسة له الأسبوع المقبل، فإنّ الجلسات سترحل إلى الثلث الأخير من أيلول، أي إلى ما بعد عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك. وفي سياق الحديث عن وساطة بين الرابية والسراي، فإنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم نفى لل أل بي سي آي أن يكون قد قام بأيّ وساطة في هذا المجال.

«ام تي في»

من اليوم أمس تدخل الحياة السياسيّة في إجازة طويلة، فبعد عطلة نهاية الأسبوع ندخل في عطلة عيد الأضحى الممتدة إلى صباح الأربعاء، وهي مدّة تتيح استكمال الاتصالات والمساعي التي تُبذل لمعرفة التوجّهات المستقبلية، وقد ألغى رئيس الحكومة زيارته المقرّرة إلى فنزويلا لمواكبة حركة الاتصالات، لكنّ المعلومات تتقاطع عند التأكيد أنّ التيار الوطني الحر مستمر في تصعيده ولن يتراجع، وصولاً إلى القيام بتحرّكات شعبية في الشارع، علماً أنّ مصدراً في القوات اللبنانيّة أكّد لوكالة الأنباء المركزيّة أنّ القوات لا تحبّذ الوصول إلى الشارع حالياً.

من جهةٍ أخرى، قضية المشاعات لا تزال تتفاعل وتثير المزيد من الردود والردود المضادّة، فالوزير السابق سليم جريصاتي طالب وزير المال علي حسن خليل بإلغاء مذكّرته الخطيّة القاضية بنقل مشاعات القرى إلى اسم الجمهوريّة اللبنانيّة، ما استدعى ردّاً من الوزير الخليل عبر تويتر.

إقليميّاً، اجتماع مهمّ عبر جنيف بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا قد يؤدّي إلى فرض هدنة في الميدان قبل حلول عيد الأضحى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى