صفوان سلمان: نواجه ثقافة التفتيت بثقافة الوحدة ونُجابه مشروع الموت بمشروع النهوض والحياة

في مشهد يليق بالشهداء، شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي مدينة حمص الشهيد البطل الرفيق نعيم حداد، الذي استشهد مع الرفيق البطل عبد الكريم حسن عقب تفجير إرهابيّ عند نقطة تفتيش للحزب على دوّار باب تدمر، بعدما تمكّنا من كشف هوية الانتحاريين، ومنعهم من استهداف المدنيين والأطفال.

انطلق موكب التشييع من مشفى حمص العسكري، حيث أقيمت مراسم تكريم الشهداء. وأدّت ثلّة من «نسور الزوبعة» التحية الحزبية، إلى أمام مكتب منفذية حمص في المدينة حيث استقبله القوميون والأهالي بالزغاريد ونثر الأرز. وتقدّم المستقبلين وفد مركزيّ ضمّ عضو المجلس الأعلى الدكتور صفوان سلمان، وكيل عميد الدفاع زينون الأحمر، وكيل عميد العمل والشؤون الاجتماعية فداء سعيد، منفذ عام حمص نهاد سمعان وأعضاء هيئة المنفذية، المنفذون العامون لمنفذيات الحصن والعاصي وطلبة جامعة دمشق غطفان عبود علي عواد وحسن زعيتر، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات وفصائل رمزية من «نسور الزوبعة».

وجاب موكب التشييع مدينة حمص مروراً بمكان الاستشهاد عند دوّار باب تدمر، إلى حيّ الحميدية مسقط رأس الشهيد، ثمّ إلى منزل عائلته في بلدة فيروزة، حيث أقيم استقبال للشهيد من القوميين وأهالي البلدة ومناطق حمص.

وحُمل نعش الشهيد على أكتاف فصيل من «نسور الزوبعة»، من منزل العائلة إلى كنيسة الروم الأرثوذكس في فيروزة، حيث أجريت مراسم التأبين بحضور الوفد الحزبيّ المركزيّ والمسؤولين وعدد من الشخصيات والفاعليات الرسمية والروحية، وكان في مقدّمها محافظ حمص طلال البرازي، عضو مجلس الشعب سناء أبو زيد، وعدد من الشخصيات العسكرية وممثلي وسائل الإعلام.

ترأس الصلاة مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذوكس المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم، وألقى كلمة قال فيها: نصلّي اليوم من أجل راحة أنفس الشهداء جميعاً، الشهداء الذين ترسم دماؤهم حروف نصر سورية الكبير، الذي يسطّره بواسل الجيش في الميدان. كما شرح معاني الفداء والتضحية التي قدّمها الشهيد نعيم حداد في سبيل بلاده.

ثم تحدّث منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي نهاد سمعان شارحاً تفاصيل العمل البطوليّ الذي قام به الشهيد نعيم، والشهيد عبد الكريم حسن، اللذين فَدَيا بدمائهما أرواح المئات من المدنيين والأطفال، بعدما كشفا هوية الإرهابيين ومنعاهم من ارتكاب مجزرة إرهابية كبيرة.

وألقى عضو المجلس الأعلى د. صفوان سلمان كلمة مركز الحزب وقال في مستهلّها: إذا كان تنّين الموت يرقب صباحاتنا ليدهمنا عند مطلعها على عتبة كلّ مدينة أو حيّ، فنحن لنا على عتبة كلّ لحظة شهيد ينتظره ليجابه الموت بالحياة.

وقال: إن معركتنا ضدّ الإرهاب والتطرّف، هي معركة للقضاء على فكرة مُعتمة سوداء قاتلة، تُخترَع لها عناوين سياسية ومبرّرات مذهبية، وتُعبّأ فيها العقول في عواصم القرار الأسود، وتُرسَل كموارد ووقود للحرب على سورية. ونحن نواجه هذا الإرهاب بفكرة الحياة لسورية والفداء في سبيل نهوضها.

وإذ دعا سلمان إلى جبهة واحدة ينخرط فيها السوريون كلٌّ من ميدانه ومساحة عطائه في مواجهة الإرهاب المميت، بدءاً من التربية والثقافة وصولاً إلى الميدان، أكّد الاستمرار في مواجهة ثقافة التفتيت بثقافة وحدة المجتمع، ومواجهة ثقافة تجزئة الأرض بثقافة وحدة الأرض، ومواجهة العدوان بالتضحية والفداء، ومواجهة الغزو بالمقاومة، وبهذا المشروع تنتصر سورية وينهض مجتمعنا.

وفي نهاية المراسم، تقبّل الوفد الحزبي ومنفذ عام حمص نهاد سمعان ومحافظ حمص طلال البرازي التعازي إلى جانب عائلة الشهيد.

وفي تصريح لوسائل إعلامية، اعتبر محافظ حمص طلال البرازي أنّ المشاركة في تشييع الشهداء هو وفاء لتضحياتهم، ومشاركة حقيقية لأُسَرهم.

من جهته، حيّا مطران حمص وحماة ويبرود وتوابعها للروم الكاثوليك المطران يوحنا عبدو عربش الشهداء وعودة الاستقرار إلى سورية.

وندّد مطران حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران فيليب بركات بالجرائم الإرهابية التي تستهدف المدنيين، مناشداً الرأي العام العالمي استنكار الأعمال الإرهابية، ومُعرباً عن ثقته بتحقيق النصر على الإرهاب، ومتمنّياً الشفاء العاجل للجرحى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى