من تاريخـنا
يروي الرفيق متّى الأسعد في الصفحتين 175-176 من مذكراته «الماضي المجهول وأيام لا تنسى» الواقعة التالية:
«بعد نحو شهرين أو ثلاثة 1 جاءني الرفيق جان عازار 2 الذي كان مفتشاً في عمدة الدفاع وقال لي: «يا حضرة الناظر، جاءتنا أخبار أنّ هناك سيارات ستأتي من الشام تقلّ مسلحين لخطف الرفيق فضل الله أبو منصور 3 والأمين أسد الأشقر، فعليك أن تؤمّن لهما الحراسة المشدّدة». يومها كان عبد الحميد السرّاج يلاحق القوميين. قلت له: «لا تخش، لديّ مديرية ليس لها مثيل في الحزب»، وبالفعل فرزتُ 12 رفيقاً لحراسة منزل الرفيق فضل الله أبو منصور و12 رفيقاً آخر لحراسة منزل الأمين أسد الأشقر. وأعطيتهم التعليمات المشدّدة بالانتباه الى كلّ حركة.
وكنت أنا والأمين موسى مطلق ابراهيم 4 ناموس المديرية والرفيق محمد عطايا 5 مدرب المديرية والرفيق عبد الحفيظ عطايا 6 ، نقوم بدوريات على مراكز الحراسة تباعاً بين المنزلين لتفقد الرفقاء الذين يتولون الحراسة ومعرفة ما إذا طرأ أيّ شيء جديد.
وفي اليوم التالي، مررنا بالقرب من منزل فضل الله أبو منصور فلم يعترضنا أحد من الحرس ولم نسمع كلمة: قف، ورأينا الأنوار مضاءة في صالون الرفيق فضل الله فصعدنا ودخلنا الصالون فإذا بالرفقاء يتحلقون حول الرفيق فضل الله وهو مستلق على جنبه الأيسر لأنه أصيب بطلقيّ نار في يده وفخذه الأيمن، كان قد أطلقهما عليه قبل أسبوع رجل من عرسال وذلك بسبب إشكال شخصي.
هوامش
1 – يورد في المقطع الذي سبقه، انه في 2 حزيران 1960 «هاجم الجيش مكتباً انتخابياً لمرشح الحزب الأمين أسد الأشقر في جل الديب، فسقط الرفيق ابراهيم كركور شهيداً».
2 – جان عازار: من بشامون قطن الأشرفية، عُرف بنضاله الحزبي وبتولّيه المسؤوليات، منها مسؤولية عميد دفاع.
3 – فضل الله ابو منصور: ضابط في الجيش الشامي انتقل الى لبنان بعد أحداث المالكي، وتولى مسؤولية عميد الدفاع. مراجعة النبذة بعنوان «وبعد 37 يوماً تمّ إعدام الخائن حسني الزعيم».
4 – موسى مطلق ابرهيم: مراجعة النبذة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
5 – محمد عطايا: من الجنوب السوري. شارك في الثورة الانقلابية واعتقل الى أن خرج مع العفو في شباط 1969. والد الأمين هملقارت عطايا.
6 – عبد الحفيظ عطايا: شقيق الرفيق محمد، ومثله شارك في الثورة الانقلابية واعتقل الى أن خرج مع العفو.