تجاوز في 24 ساعة أعداد العام الماضي
في أول رد فعل من الجماعات المسلحة، المنتشرة على الاراضي السورية، على الاتفاق الروسي – الأميركي الأخير، بشأن الهدنة وفتح المعابر الانسانية وضرب الارهاب، أكدّ الناطق العسكريّ لتنظيم «حركة أحرار الشام»، الارهابي أبو يوسف المهاجر، أنّ اتفاق وقف النار في سورية، لا يعني الحركة وهي لن تلتزم به.
وفي لقاء صحافيّ، ذكّر المهاجر بانسحاب الحركة، سابقاً، من الهيئة العليا للمفاوضات، لتعلن أنّ كلّ ما جرى في جنيف، والاجتماعات مع وفد الحكومة والمبعوث الدّوليّ، لا تعني الحركة.
في المقابل، وفي حوار مع قناة الحدث لرئيس أركان «الجيش الحر» العميد أحمد بري أعلن انه يعتبر التفاهم فتنة للإيقاع بينه وبين الحليف الأول الذي تمثله «جبهة النصرة» والتفاهم يركز الحرب على النصرة ويصفها بالإرهاب. ولذلك فهو غير معني بالتفاهم، بحسب تعبيره.
وكان تنظيم «الجيش الحرّ» أعرب عن تأييده مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية، بما فيها «جبهة النصرة». وأشار ممثل الشؤون القانونية في «الجيش» أسامة أبو زيد، إلى أنّ «الحر» لا يريد وجود «القاعدة» في سورية. وانتقد تجاهل اتفاق الولايات المتحدة وروسيا ما وصفها بالجماعات الإرهابية الأجنبية، التي تدعم الحكومة السورية، على حد تعبيره.
بدوره، قال زكريا ملاحفجي، القيادي في تنظيم «فاستقم كما أمرت»، الذي يدخل ضمن ما يسمى «غرفة عمليات فتح حلب»، إلى جانب حوالى 13 مجموعة مسلحة أخرى، إن فصائل معارضة ستصدر بيانا للترحيب بالاتفاق الروسي الأميركي، بشأن الهدنة وإيصال المساعدات في سورية.
وأشار ملاحفجي، في الوقت ذاته، إلى وجود تحفظات للمعارضة على بعض نقاط الخطة، لا سيما تلك المتعلقة بالعقوبات التي ستفرض، في حال لم تلتزم الحكومة السورية بالاتفاق.
في السياق نفسه، وجه المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، مايك راتني، دعوة إلى المعارضة السورية المسلحة، للالتزام بشروط الاتفاق الروسي – الأميركي حول وقف الأعمال العدائية في سورية.
وقال راتني، في بلاغ نشرته الإدارة الأميركية: «نعتقد أن هذه الهدنة قد تكون أكثر فعالية من السابقة، والأمر الأكثر أهمية، أننا نريد أن نتلقى من قبلكم تأكيدا لاستعدادكم الالتزام بالاتفاق».
وشدد راتني، على أن التعاون مع «جبهة فتح الشام» «جبهة النصرة»سابقا ، قد يجلب «عواقب وخيمة» على جماعات المعارضة السورية المسلحة، حال دخول الاتفاق، الذي توصل إليه، نهاية هذا الأسبوع، وزيرا الخارجية الأميركي والروسي في جنيف، حيز التنفيذ.
في غضون ذلك، رحبت إيران بالاتفاق، داعية إلى ضرورة حل الصراع عبر السبل السياسية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات صحافية: «ترحب إيران بتطبيق أي هدنة في سورية».
أضاف المسؤول الإيراني: إن نجاح الهدنة في سورية «مرتبط بإنشاء آلية مراقبة شاملة، خصوصا مراقبة الحدود، لوقف وصول إرهابيين جددا، وكذلك، أسلحة وموارد مالية لهم»، داعياً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق سورية من دون تمييز، خصوصا، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة، أو حصار المجموعات الإرهابية».
وفي سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، أن بلاده «تؤيد أي وقف لإطلاق النار، وأي خطة سلام، لإنهاء الأزمة الإنسانية في سورية، تشمل حلا سياسيا، بناء على أصوات الشعب السوري». مضيفاً: «تؤمن إيران، دائما، بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، وأنه ينبغي حلها عبر السبل السلمية».
من جهته، أصدر القائد الميداني لعمليات حلفاء الجيش السوري، بياناً، حول موقف الحلفاء من الهدنة المعلنة بعد الاتفاق الروسي – الأميركي، جاء فيه: إن «حلفاء سورية يلتزمون، بشكل كاملٍ ودقيق، بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية، في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة».
وأكد القائد الميداني، أن «حلفاء سورية، مع وقف إطلاق النار وإعطاء فرصة للهدنة، ويشجعون على ذلك، حقناً لدماء السوريين، وإفساحاً في المجال لعودة الهدوء والاستقرار والأمن إلى سورية، وإعادة فتح المسارات السياسية لحل الأزمة السورية».
كما اعتبر أن «الهدنة فرصة أمام الجميع لتحقيق شيء ما لسورية»، داعياً الجميع لاقتناصها «لمصلحة الشعب السوري الحبيب، الذي عانى الكثير ويستحق أن يعيش بسلام، في ظل عودة الأمن والاستقرار وإعادة إعمار سورية».
في هذا الوقت، قال قدري جميل، ممثل «مجموعة موسكو» من المعارضة السورية، أمس، إن المعارضة تتوقع استئناف مفاوضات جنيف حول تسوية الأزمة السورية، بعد 21 من الشهر الحالي.
وفي تصريح صحافي، أشار جميل إلى أن الحديث يدور عن «افتراضات وتوقعات» فقط، لأن مكتب المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لم يفد بأي معلومات بهذا الصدد، لكن هناك احتمالا كبيرا أن يقوم دي ميستورا بتوجيه دعوات إلى أطراف المفاوضات، بعد 21 أيلول الجاري.
واعتبر جميل، أن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية، هيأ الظروف لاستئناف مفاوضات جنيف لتسوية الأزمة في البلاد. ووصف الاتفاق بين موسكو وواشنطن، بأنه بالغ الأهمية، لأنه يتيح فرصا لوقف إراقة الدماء والانتقال إلى الحل السياسي في سورية. مضيفاً: إن مجموعات «موسكو» و«القاهرة» و«أستانا» المجتمعة على أساس منصة سياسية مشتركة في جنيف، أكدت بصورة رسمية تأييدها لهذا الاتفاق.
ميدانياً، تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في ريف القنيطرة، جنوب سورية. واستهدفت مدفعية الجيش السوري المواقع التي سيطر عليها المسلحون في تلال الحمرية، جنوب حضر، ومحيط مزارع الأمل، بالريف الشمالي.
وأكد مصدر ميداني، أن «طيران العدو «الإسرائيلي» ساند هجوم إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية المرتبطة به، واعتدى على أحد المواقع في ريف القنيطرة، لتسهيل حركة وتنقل الإرهابيين، مع أسلحتهم وعتادهم، داخل الشريط المحتل».
في سياق متصل، أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن الجيش «الإسرائيلي» أدخل سبع سيارات إسعاف، نقلت عددا من جرحى المجموعات المسلحة، الذين سقطوا خلال هجومهم على نقاط الجيش السوري في ريف القنيطرة، لمرتفعات الجولان المحتلة.
وفي هذا السياق، أكدت القناة العاشرة في تلفزيون العدو «الإسرائيلي»، أن أعداد المصابين، من المسلحين، الذين دخلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية من داخل سورية، إلى الجولان، هي أكبر بكثير مما دخل خلال العام الماضي.
وفي حلب، حققت وحدات الجيش السوري تقدما جديدا في حي العامرية، في حين دمر الطيران الحربي العديد من آليات ومقرات التنظيمات الإرهابية التكفيرية، في الريفين الشمالي والجنوبي.
وأفاد مصدر عسكري سوري، أن وحدة من الجيش استعادت السيطرة على أربع كتل جديدة في حي العامرية، في مدينة حلب، بعد أن قضت على آخر بؤر الإرهابيين فيها. وتأتي استعادة السيطرة على كتل الأبنية، في سياق العملية التي تنفذها وحدات الجيش، لتوسيع نطاق الأمان في منطقة الراموسة.
وفي حمص واستكمالاً لتنفيذ بنود اتفاق مصالحة حي الوعر، تمت، أمس، تسوية أوضاع عدد من الأشخاص في المدينة.
وذكر محافظ حمص، طلال البرازي، أن «الجهات القضائية قامت اليوم أمس بتسوية أوضاع 194 موقوفاً من مختلف أنحاء المحافظة»، في إطار تنفيذ مرسوم العفو وتعزيز المصالحات المحلية واستكمال المرحلة الثالثة من اتفاق حي الوعر، لإخلائه من السلاح والمسلحين.