الاستخبارات توقعت عام 2003 استهداف واشنطن بقنبلة نووية
هدد زعيم تنظيم «القاعدة»، الارهابي أيمن الظواهري، في شريط «فيديو»، نشرته حسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، الولايات المتحدة، بتكرار أحداث 11 أيلول «آلاف المرات»، متوجها إلى المسلمين بالقول: إن «طريق الخلاص هو الدعوة والجهاد».
وقال الظواهري في شريط «فيديو» استمر حوالى عشرين دقيقة، نشر «بمناسبة مرور خمس عشرة سنة على الحادي عشر من أيلول»: «رسالتنا إلى الأميركان واضحة كالشمس، قاطعة كحد السيف». مضيفا: «طالما استمرت جرائمكم، ستتكرر أحداث الحادي عشر من أيلول آلاف المرات». مشيراً إلى إن هجمات أيلول، جاء نتيجة جرائم الأميركيين ضد المسلمين، في فلسطين وأفغانستان والعراق والشام ومالي والصومال واليمن والمغرب ومصر.
في غضون ذلك، أحيت الولايات المتحدة، أمس، الذكرى الـ15 لأكبر هجوم إرهابي في تاريخها، أودى بأرواح 3000 شخص، جراء خطف عناصر «القاعدة» أربع طائرات ركاب استهدافوا فيها مواقع هامة بالبلاد.
ووقف المواطنون الأميركيون دقيقة صمت ست مرات، للتذكير بوقائع الاعتداءات. وتليت أسماء ضحايا الهجوم، في موقع البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي، اللذين انهارا، الواحد تلو الآخر، جراء اصطدام طائرتين مخطوفين بهما.
كما قرعت أجراس معابد نيويورك، تذكيرا بضحايا الاعتداءات، عند الساعة 8:46 بالتوقيت المحلي، وهي ساعة اصطدام الطائرة الأولى بالبرج الشمالي.
وجرت المراسم بحضور المرشحين الرسميين لانتخابات الرئاسة المقبلة، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. في حين وقف الرئيس باراك أوباما، دقيقة صمت، في مراسم مغلقة بالبيت الأبيض، ليتوجه، بعدها، إلى البنتاغون للمشاركة في مراسم تأبين، برفقة وزير الدفاع آشتون كارتر.
ودعا أوباما، في كلمة وجهها للأميركيين لمناسبة الذكرى، إلى «البقاء متحدين في مواجهة الهجمات الإرهابية». مضيفا: «لا يمكننا الاستسلام لأفراد يريديون التفريق بيننا. لا يمكننا الرد بأساليب تؤدي إلى تفتت نسيج مجتمعنا. إذا بقينا مخلصين لتلك القيم، فسنحمل إرث الذين فقدناهم وسنبقى أمة قوية وحرة».
ووصف الرئيس الأميركي تلك الأحداث بـ»أحلك الأيام في تاريخ الأمريكيين». مشيراً إلى أن الكثير من التغيرات حدثت منذ عام 2001 ، محذرا، في الوقت نفسه، من أن «الخطر الإرهابي تطور».
وأشار إلى اعتداءات بوسطن وسان برناردينو وأورلاندو، في فلوريدا، هذا العام. وأردف: «لذا، في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها، سنبقى على حزمنا في مواجهة الإرهابيين، كتنظيمي «القاعدة» و»داعش». وسنعمل على تدميرهم ونواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية وطننا».
في السياق، أعلنت شرطة نيويورك حالة التأهب القصوى، تحسبا لاستغلال الإرهابيين المناسبة، لتنفيذ اعتداء جديدة. وأوضحت إدارة شرطة المدينة، في بيان لها، أنه لم تتوفر بعد أي معلومات موثوق بها، تشير إلى وجود خطر وشيك.
من جانبه، أفاد وزير الأمن الداخلي الأميركي، جيه جونسون، في حديث لقناة «فوكس نيوز»، بأن جهاز الأمن أحبط، منذ توليه الحقيبة الوزارية، العديد من محاولات تنفيذ هجمات إرهابية، كانت فى مراحل متقدمة من التخطيط. مشيرا إلى صعوبة رصد أنشطة كهذه، في وقت يحاول فيه تنظيما «القاعدة» و»داعش» التسلل إلى الولايات المتحدة، والتخطيط لشن اعتداءات بواسطة «الإنترنت» ومواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا الوزير المواطنين الأميركيين، على الرغم من غياب معلومات تشير إلى وجود خطر إرهابي، إلى اليقظة، مشددا على أن هجمات إرهابية قد تشن، من دون أي إنذار مسبق.
وفي شأن متصل، أفاد موقع «ديلي بيست» الإخباري الأميركي، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن الاستخبارات الأميركية كانت تنظر عام 2003 في سيناريو تفجير تنظيم «القاعدة» قنبلة نووية بالعاصمة واشنطن، أو ضواحيها.
ونقل الموقع، عن موظف سابق في الاستخبارات قوله، إن قادة الاستخبارات كانوا، في أواخر عام 2003، قلقين للغاية، إزاء إمكانية التعرض لهجوم نووي، على خلفية هجمات 11 أيلول، مرجحين أن ذلك سوف يؤدي إلى نسف نظام إدارة العمليات، ما دفعهم إلى مطالبة زملائهم البريطانيين، تولي المسؤولية عن الأنشطة الاستخباراتية الأميركية، في حال وقوع «أي شيء كارثي».
وأوضح المصدر، أن مدير وكالة الأمن القومي حينذاك، مايكل حايدن، أجرى، في 24 كانون الأول 2003، اتصالا هاتفيا مع ديفيد بيبير، رئيس مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، قال فيه «بصراحة، نشعر هنا بخطر إلى حد ما».
وأبلغ مدير وكالة الأمن القومي، زميله البريطاني، أثناء هذا الاتصال، أنه فوض ممثل وكالته في مكاتب الاتصالات، تسليم المسؤولية عن إدارة الأنشطة الاستخباراتية الأميركية إلى البريطانيين، في حال تكبد واشنطن «خسائر كارثية»، ما يعني تدمير مقر وكالة الأمن القومي في ولاية ماريلاند، على بعد 32 كم عن العاصمة.
وأفاد المصدر، أن رئيس المخابرات البريطانية، رد على ذلك بسؤال: «يا شباب هل تعرفون شيئا لا نعرفه؟»
وجاء في المقال، إن هذا الخطر لم يكن من الممكن تجاهله. وكانت الاستخبارات تبذل جهودا يائسة، بحثا عن قنابل نووية في مناطق مختلفة من البلاد، بما فيها واشنطن ونيويورك ولوس أنجلس.