الدكتورة الشابة غيداء سلمان… مسيرة تطوّعية تفيض بالحسّ الوطنيّ
بشرى سليمان
رحلة تطوّعية مهمة اجتازتها الدكتورة الشابة غيداء سلمان منذ بداية الأزمة الراهنة في سورية، حيث تمكّنت في جلّ محطاتها من إثبات قدرة المرأة السورية على مواكبة الحدث الوطنيّ والنهوض بدورها المجتمعي، إلى جانب مسؤولياتها الأخرى. لكن الأهم في الأمر، أنّ سلمان تمكّنت بعد أشواط قليلة من هذه الرحلة من تأطير فعلها التطوعيّ الفرديّ، ضمن منظومات عمل جماعية، كانت لها نتائج إيجابية على أرض الميدان.
بدأت الرحلة قبل خمس سنوات من خلال المساهمة في مواجهة الحرب الإعلامية التي تُشنّ على سورية وتقودها وسائل إعلام عربية ودولية مغرضة بحسب حديث سلمان إلى «نشرة سانا الشبابية»، التي أوضحت أن أوّل نشاطاتها التطوّعية كان توضيح حقيقة الأوضاع في سورية للرأي العام العربي والغربي، عبر النشر في مواقع إعلامية عربية وغربية ومواقع التواصل مع المغتربين السوريين من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
وأضافت: بدأت لاحقاً بالتعاون مع آخرين في تأسيس عدد من المجموعات الوطنية والصفحات الإخبارية. واستمر هذا العمل مدة أربعة أشهر تقريباً قبل أن ننتقل بعملنا من الحيّز الافتراضي إلى الفعل العمليّ، حيث باشرنا زيارة جرحى الجيش العربي السوري في مستشفى الشهيد زاهي أزرق العسكري في اللاذقية، لنكون إلى جانبهم خلال رحلات العلاج.
الزيارات المتكرّرة إلى هذا المستشفى ساعدت الدكتورة سلمان ورفاقها في رصد الاحتياجات الأخرى للجرحى. فبدأت ضمن إمكانيات متواضعة تنظيم حملات لدعم الجرحى مادياً وطبياً ومعنوياً، إضافة إلى محاولة تأمين بعض النواقص من أدوية ومعدّات طبية.
امتد العمل ليشمل دعم أُسَر الشهداء والجرحى، وهو ما استقطب وفق قول سلمان كثيرين من المتطوّعين والداعمين من أبناء سورية في الداخل وفي المغترب. الأمر الذي شجّعها على تأسيس «جمعية الازدهار السورية» مع بعض الصديقات في اللاذقية، حيث تم إشهار الجمعية في حزيران عام 2014.
وختمت الدكتورة سلمان حديثها قائلةً: مهما فعلنا وقدّمنا، فإن لا جهد يرقى لبندقية جنديّ من جنودنا الأبطال الذين يقفون بثبات في وجه الحرب الظالمة التي تُشنّ على سورية. ولذلك نحاول أن نقدّم بعضاً من وقتنا وجهدنا لخدمتهم ومساندتهم.
يُذكر أن غيداء ابراهيم سلمان مدرّسة في المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية في «جامعة تشرين»، وهي معاون المدير للشؤون العلمية في المعهد نفسه، وعضو مؤسّس في عدّة مجموعات وجمعيات أهلية تطوّعية منها «جمعية نحن سورية» و«مجموعة أمّ الشهيد» و«سيدات سورية الخير» لدعم الجرحى وأُسَر الشهداء، وفي «مجموعة نسويات عشتار» و«تجمّع اللاذقية قلب واحد»، وعضو اللجنة المركزية للمرأة العاملة في «جامعة تشرين». وقد حصلت مؤخراً على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.