المرأة.. ليست ضلعاً مخلوعاً
ناريمان نهيل عبيد
المرأة، أكانت زوجة أم أختاً أم صديقة، ناضحة بمعاني الحب والحنان والعطف كلها، فضلاً عن كونها الأنثى سيدة الخصب والولادة السورية التي توّجتها حضارتنا ربة. وقد أثبت التاريخ دورها العظيم في حياتنا فهي المحاربة والقائدة والكاتبة وغيرها من الأدوار التي لا حصر لها. فقد تغلبت على كل الصعاب وأثبت جدراتها أنها لكل كبيرة وصغيرة وفي الظروف كلها.
رغم هذا، وللأسف نجد رجالاً يعاملون المرأة على أنها ضلع ضعيف مخلوع منهم، أو بعض أثاث المنزل ولا رأي لها أو حرية في اختيار حياتها!
لماذا العنف أيّها الرجال؟
كفى عنفاً! فالحياة ليست للرجل وحده، كما أنها ليست للمرأة وحدها! بخاصة أن الحياة، كما تقول المرويّات التاريخية، بدأت ثنائية بآدم وحواء. لماذا نثقل كاهل المرأة بالتصرفات العنيفة والكلمات الجارحة التي لا تمت للإنسانية بصلة؟
وبالتفاصيل: جمعتني صدفة برفيقة عمر تشكو تصرف زوجها الذي يعيش مع زوجته الثانية ويهملها. والأب لا يهتم لأولاده ولا لأمهم ولا ينفق عليهم. وهم ما زالوا أطفالاً بعمر الورود والرياحين، كبيرهم فتى بعمر 13 عاماً يعمل منذ سنتين في محل ألمنيوم، والثاني عمره عشر سنوات يعمل في محل لبيع الفطائر من الصباح وحتى المساء، من دون كلل او ملل ليسدوا احتياجاتهم اليومية، بفضل أم صبور رغم قسوة زوجها عليها وعلى أولادها، فإنها تتحمّل الكثير حتى لا تخسر بيتها وتتشرد أسرتها.
أيها الرجل، فالمرأة روح ونبض للحياة فلا نفع الحياة من دون عطر زهورها ونبض دفئها. فالمرأة ربيعها وعطرها وأملها تربّي صغارها بدموع عينيها، تسهر الليالي ليبقى أطفالها ينعمون بالأمان، تعلمهم القوة والحب ليصبحوا رجالاً يُعتمد عليهم ويقدرون أن يجابهوا صعوبات الحياة.
يقول المثل: وراء كل رجل عظيم امرأة! أيها الرجل الكريم فلتحنُ على المرأة، لأنها ليست ضلعك القاصر، بل هي تفني حياتها لأجل الآخرين ليظلوا سعداء. فكن سنداً لها ويداً عطوفاً تربّت على كتفها لتشعرها بالأمن والأمان، فهي ستبادل المحبة بالمحبة ولتضع يدك بيدها لتصنعا جيلاً قوياً فذاً لا ينحني للمحن.
لن تخسر شيئاً، أيها الرجل، فالرجولة ليست القسوة بل قمة الرجولة أن تعامل امرأتك بكل عدل، فالسعادة نحن نخلقها، فلنكن سعداء. كفانا حزناً ولنمضِ في حياة كلها فرح وحبور.
ناشطة في الهلال الأحمر السوري – جرمانا