تلفزيون لبنان
دخلت البلاد في عطلة عيد الأضحى المبارك، إلّا أنّ المشاورات وحركة الاتصالات مستمرّة، لإعادة تصويب بوصلة السياسة في اتجاه اتّفاق الحدّ الأدنى، الكفيل باستئناف جلسات الحوار واستمرار العمل الحكومي.
وتتبلور صورة المشهد الحكومي، بعد عودة الرئيس سلام من نيويورك، التي يغادر إليها في 18 الجاري، للمشاركة في اجتماعات الدورة العاديّة للأمم المتحدة، على أن يعود في 23 آيلول.
وفي تطوّر بارز غداة صدور القرار الاتّهامي في تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، كشف الوزير نهاد المشنوق أنّه تقدّم بطلب إلى مجلس الوزراء بحلّ «الحزب العربي الديمقراطي» وحركة «التوحيد»- فرع هاشم منقارة.
وقُبيل ساعات من بداية الهدنة التي أقرّتها خطة جنيف حول سورية، أعلنت حركة «أحرار الشام» رفضها الالتزام. فيما أعربت إيران عن ترحيبها. فيما سُجّل ميدانيّاً مقتل خمسة مدنيّين في قصف في حلب.
فيما أحيت الولايات المتحدة اليوم أمس ذكرى 11 أيلول، أعلن باراك أوباما أنّ مجموعات كـ»داعش» و«القاعدة» لا يمكن أن تدحر دولة عظيمة كأميركا.
«أن بي أن»
من جبل عرفة إلى المزدلفة، ينفر ضيوف الرحمن الليلة ليلة أمس ، طالبين الشفاعة والرحمة قبل أن يقوموا يوم غدٍ اليوم بنحر الهدي ورمي الجمرات.
يحلّ عيد الأضحى المبارك، وكل دولة في العالم العربي تقبض على جمراتها وتعضّ على جراحها. فيما يبقى الأمل بأن يحمل العيد وميضَ نور في عتمة المشهد العام. من العراق إلى ليبيا واليمن، فسورية التي تبدأ الهدنة فيها بتجميد القتال وإدخال المساعدات الإنسانيّة منتصف هذه الليلة منتصف ليلة أمس ، وفق الاتفاق الأميركي- الروسي الذي وُلد بعملية قيصرية شاقة.
ولكن هل ستصمد الهدنة؟ سؤال بات مشروعاً بعد إعلان المجموعات المسلحة كـ»فتح الشام» و«أحرار الشام» عن رفضها للاتفاق. ليس المهم من خرج منتصراً من المفاوضات بين القطبين اللدودين، فالمهم هو مراقبة التنفيذ.
لبنانيّاً، دخلت البلاد في عطلة عيد الأضحى المبارك، ومعها تذهب السياسة في إجازة لأيّام، لعلّها تؤمّن هدوء أعصاب للّبنانيّين الذين شهدوا اليوم أمس قرار حزب «الكتائب» تعليق الاعتصام أمام مكبّ برج حمود.
«المنار»
الوقوف على صعيد عرفات، نعمة الله على المؤمنين المتضرّعين دعاءً ودموعاً وخشوعاً بين يديه عزّ وجل، وفي نواياهم وأقوالهم طلب لحسن العاقبة ووقاية أمّتهم من كل شر.
ومع انقضاء يوم عرفة، يفيض الحجاج إلى مزدلفة، ساعات تفصلهم عن العيد، وأيضاً عن الذكرى الأولى لفاجعة منى السوداء التي زرعها النظام السعودي في ذاكرة المسلمين، بعد إهمالٍ واستهتارٍ بأرواح آلاف الأبرياء السائرين إلى الله تعبّداً وطلباً للرحمة.
بعد عام على الفاجعة، يتأكّد المؤكَّد. فمن حشر الحجاج في المستوعبات جرحى مع شهداء من دون رحمة، يصرّ على حشر المنطقة بخيارات متهوّرة تكلّف اليمن والعراق وسورية المزيد من الدماء والدمار.
غداً اليوم يحلّ عيد الأضحى وسط تعاظم التضحيات، ويتزامن في سورية مع وقف اطلاق النار، ليكون اتفاق كيري- لافروف رهن الاختبار أمام إعلان جماعات إرهابيّة عدّة التملّص منه. ووفق التجارب السابقة، فإنّ الذي لا ينضبط سيلقى ردّاً عسكريّاً جاهزاً وقويّاً على يدِ الجيش السوري والحلفاء.
في لبنان، الساعة غير مضبوطة على موعد لحلّ الأزمة السياسيّة. والعيد لن يأتي مسبوقاً بعيديّة. فالأزمة المستشرية تحتاج مزيداً من التعقّل وإعطاء كل ذي حقّ حقّه الدستوري، وأيضاً الابتعاد عن المزايدات بقرارات تزيد الأمور تعقيداً، والمبادرة إلى إطفاء النار بدل تسعيرها.
«او تي في»
بين فخّ تمام سلام، وقنابل وئام وهاب، وملاقاة المشنوق لريفي، وإفراج «الكتائب» عن المكبّ، بدت أحداث الأحد متزاحمة على رغم الإجازة الموصولة بين نهاية الأسبوع والأضحى.
وإذا كانت العطلة تحمل في طيّاتها فرصة لحلحلة الأزمات، فإنّ البوادر لا تؤشّر خيراً: فقد بدت رسالة تمام سلام للرابية بمثابة فخ يُنصب للتكتّل، عبر اللعب على عامل الوقت للوصول إلى التمديد لقائد الجيش، وتحميل «التيار الوطني الحر» مسؤوليّة التمديد والتعطيل، فتفكّك الفخ قبل انفجاره.
في هذا الوقت، كان وئام وهّاب يفجّر قنابله في أكثر من اتّجاه، معلناً الحرب على الفساد، ومبرزاً من هو المعطّل الحقيقي ليوميّات الناس وحقوقهم، خصوصاً في ملف الكهرباء.
قنابل وهّاب، تزامنت مع فقاعات نهاد المشنوق الذي استجاب إلى نداءات خصمه الصدوق أشرف ريفي، فأعلن التوقيع على حلّ «الحزب العربي الديمقراطي» وحركة «التوحيد»، في خطوة سياسيّة الدلالات وشعبويّة الأهداف.
ووسط جولات التأزّم هذه، بدا الحلّ متيسّراً فقط في ملف النفايات، مع إفراج «الكتائب» عن مكبّها في برج حمود، ما يؤشّر إلى بداية الحلحلة في هذا الملف.
«الجديد»
في وقفة جبل عرفة، انهالت الأضاحي. وزير الداخلية ضحّى بحزبين شماليّين على ارتباط بتفجير مسجدي التقوى والسلام، فنال وسام الاستحقاق من رتبة أشرف ريفي. «الكتائب» قدّمت اعتصامها على مذبح الحلّ، وضحّت بخيمتها لصالح السير بمعالجة النفايات.
أمّا السعي والمروى، فجاء من الجاهليّة مع حرب ضدّ الفساد أعلنها رئيس تيار «التوحيد» وئام وهّاب، واعداً بملفّات سيكشفها قريباً، منتقداً كل وزير يستقبل المدعو قاسم حمّود، في تلميح إلى وزير المال علي حسن خليل. وقال وهّاب للسياسيّين والوزراء، إنّ خمسة في المئة منكم فقط هم من لا ملفات لديهم عندي. وقطع وهّاب وعداً بأنّه لن يتوقّف عن الحملة ضدّ الفاسدين حتى ولو بقي وحده. معلناً أنّ رؤوساً كبيرة سوف تتدحرج قريباً في هذه المعركة.
وعدٌ آخر اختبر اللبنانيّون صدقه من رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل، الذي أرفق خطوة تعليق الاعتصام مؤقّتاً أمام مطمر برج حمود، بالإعلان عن معركة في وجه الفساد المستمر، وكانت هذه الجولة الأولى منها في حرب طويلة، قائلاً: «إنّنا سنكون بالمرصاد لأيّ عملية توقيف لمعمل فرز ومعالجة».
جولة أولى لسامي وجولات قادمة لوهّاب، وهما الطرفان الوحيدان في المواجهة حاليّاً، مع تحذير من رئيس حزب «التوحيد» للمعنيّين بأنّ «يلّي بقرّب على الجاهلية بدّو ينسى إنّو إمّو خلفتو».
أوّل الناسين كان وزير الداخلية الذي حلّ «حركة التوحيد الإسلامية» التابعة للشيخ هاشم منقارة، إضافةً إلى حزب رفعت عيد، لكنّه لم يتقدّم باتّجاه الجاهلية أو تيار توحيد وئام وهّاب. قرار المشنوق فتح شهيّة ريفي على الحكومة، وهو رجّح عودته إلى مجلس الوزراء استثنائيّاً، في حال تمّ إدراج حلّ الحزبين على جدول الأعمال. ورفض ريفي ربط هذا الأمر بتصحيح العلاقة مع تيار «المستقبل».
«المستقبل»
غداً اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على اللبنانيين والمسلمين بالخير واليمن والبركات، في وقت بدأ حجاج بيت الله الحرام، بعد غروب شمس اليوم أمس ، ينفرون إلى مزدلفة للمبيت فيها، بعدما أدّوا ركن الحج الأعظم في صعيد عرفة.
سياسيّاً، وفي وقت تستريح التحرّكات في عطلة العيد، إفساحاً في المجال أمام محاولات تفعيل دور الحكومة، بعد محاولات التعطيل التي يلجأ إليها التيار العوني، سُجّل اليوم أمس موقف لوزير الداخلية نهاد المشنوق، أكّد فيه أنّه وقّع طلباً لمجلس الوزراء لحلّ «الحزب العربي الديمقراطي» وحركة «التوحيد»- فرع هاشم منقارة، وذلك على خلفيّة القرار الظني بمتفجرّتي مسجدي التقوى والسلام.
سوريّاً، من المرتقب أن تدخل غداً اليوم حيّز التنفيذ، الهدنة التي اتّفق عليها وزيرا خارجية الولايات المتحدة الأميركيّة وروسيا. في وقت كثّفت المقاتلات الروسيّة والأسديّة غاراتها على أحياء حلب وإدلب وريف دمشق.
«ام تي في»
يكتسب المشهد الوطني بعداً كارثيّاً، حيث يقوم الكلّ على الكل، والكلّ يقوم على الوطن. من أعالي قمم لبنان، تعلو صرخة بطريركيّة لترسيم حدود المشاعات العقاريّة بين الطائفة والدولة، كي لا يأكل الجشع الجائع حقوقها. وفي جبل الشوف، يصرخ وئام وهّاب مهدّداً المسؤولين في الدولة من أنّ من يتجرّأ على منطقته سينسى أنّ أمّه «خلّفته». وتنحدر إلى الساحل، حيث الحراك الكتائبي المدني يعلن انطلاق اللامركزيّة النفاياتيّة، قبل أن يرفع الحصار عن مطمر برج حمود.
ونكمل الجولة من العبّادية، حيث أعلن وزير الداخلية حلّ «الحزب العربي الديمقراطي»، ما أغضب «حزب الله» الذي هدّدت أوساطه بأنّ القرار لن يمرّ. هذه الجولة تُظهر أنّ هناك من يدفع البلاد إلى خارج الضوابط الشرعيّة.
لكنّ بذور المصيبة الكبرى تتجمّع في مكان آخر، حيث انتقل الخلاف حول الدستور، من تفسير هذا الدستور إلى مؤتمر تأسيسي ينسف القائم ليبني مكانه جمهوريّة الانقلاب حيث لا حاجة إلى دستور.