الحاج حسن: الدولة لا تحمي الصناعة

رعى وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن افتتاح مصنع «سوماس» للمعكرونة والشعيرية عند مدخل بلدة النبي شيت، خلال احتفال حضره رئيس اتحاد بلديات شرق زحلة رفيق الدبس، رئيس قسم الصحة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور محمد الحاج حسن، رئيس بلدية النبي شيت علي الموسوي، رئيس اتحاد بلديات شرقي بعلبك جعفر الموسوي، رئيس بلدية حوش النبي فؤاد الحاج حسن ومخاتير وصناعيون ورجال اعمال وفاعليات.

وألقى الحاج حسن كلمة طالب فيها البلديات بأن «تبادر إلى إعداد مخططات توجيهية لتفرز من خلالها مناطق صناعية». وقال: «طالبتها قبل مرة بذلك ولكن للأسف لم يكن هناك استجابة كبيرة بتخصيص عقارات وفق آلية بالتعاون مع التنظيم المدني لكي تعطي وزارة الصناعة والبيئة رأياً بما يخصّ البيئة والطاقة والمياه والأنهار والينابيع، وبعد رأي هذه الوزارات يعود للمجلس الأعلى للتنظيم المدني أن يأخذ قراره بإصدار المراسيم، ومع ذلك ومنذ سنتين من تسلمي وزارة الصناعة، من أصل 500 مصنع عرضوا علي خارج المناطق الصناعية، رخصنا في لبنان عدداً كبيراً من هذه المصانع شرط عدم الاعتداء على الملك العام أو الخاص وأن تكون ملكيته صحيحة ومن دون مشاكل بيئية أو صحية وخارج المناطق الصناعية، رخصنا وعلى مسؤوليتنا وهناك مصانع من بينها لم ترخص منذ 15 عاماً».

أضاف: «منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، طلبت من كل لبنان وليس منطقة بعلبك الهرمل فقط بل من كلّ البلديات أن تخصِّص عقارات لمناطق صناعية، ليس أكثر من عشر بلديات راجعتني بذلك، وفي منطقة بعلبك الهرمل ثلاث بلديات قامت بواجبها حيال ذلك في تمنين التحتا وبعلبك والهرمل، وهذا خطأ كبير. المفروض أن يكون لكلّ بلدة مخطط توجيهي بتخصيص مناطق صناعية ليس بالضرورة أن تكون فئة ثالثة وإنما فئة رابعة أو خامسة، فورش حدادة السيارات بدلاً من أن تكون بين المنازل، وحتى محلات الدهان والموبيليا أيضاً، هل من المفروض أن تبقى في المباني أو بين المنازل؟ المفروض أن تكون هناك مخططات توجيهية في كلّ قرية ومنطقة، وعلينا أن نبدأ وفق جغرافية كلّ بلدة ومشاعاتها بإنشاء مدن صناعية وهذا ما بدأنا به في تربل وبعلبك وجون. وندعو كلّ بلديات المنطقة للعمل وفق هذه التوجهات».

وتابع: «الدولة غائبة ومقصرة في الزراعة والصناعة والسياحة والاقتصاد والبنى التحتية في كل المناطق ومن ضمنها عكار وبعلبك الهرمل وطرابلس، والتقصير الأساسي في الأمن الاجتماعي الاقتصادي وفرص العمل والأمن بمعناه الحرفي والحقيقي، فالأمن ليس فقط مداهمة أو اعتقال أو سجن أو محاكمة، الأمن هو توفير فرص عمل واقتصاد منتج ومتكامل يعطي الناس حقوقهم واقتصادهم ومنتجاتهم ومعيشتهم، الأمن هو استقرار سياسي».

وسأل: «هل الدولة تحمي الصناعة في لبنان طوال الأعوام العشرين الماضية؟ لنأخذ مثلاً في قمة العشرين الأخيرة التي حصلت في الصين بماذا تحدثت الدول المجتمعة؟ العنوان الأول كان رفض الحمائية بكل أشكالها يعني أنّ هذه الدول ما زالت تحمي اقتصادها وصناعاتها وزراعاتها، وبعد سنوات من منظمة التجارة العالمية لا يزال الأميركي والروسي والصيني والفرنسي والبريطاني والأوروبي والكوري والكندي والألماني، كلهم يطبقون الحماية إلا هذا البلد الصغير لبنان، والأدمغة الاقتصادية الفاشلة والمسوسة فتحت لبنان على الاستيراد وأوصلته إلى ما وصل إليه على المستوى الاقتصادي، فصناعة كصناعة الألبسة والجلود والأحذية كانت تشغل ما يقارب مئة الف مواطن في التسعينات، فتحوا الأسواق في لبنان ولم يبق شيء فانهارت وبالكاد يعمل في هذا القطاع خمسة آلاف مواطن».

وقال: «يتحدثون عن طرابلس وسوقها، كان في طرابلس أكبر تجمع لصناعة المفروشات، فتحوا الأسواق على استيراد المفروشات «يعطيكم العافية». من أصل عشرة آلاف ورشة في طرابلس يوجد الآن حوالى 200 ورشة، فعشرة آلاف ورشة كانت تشغل خمسين ألف، أما 200 ورشة متبقية اليوم فتشغل ما بين 1200 و 1500 عامل، في التسعينات كانت تشغل خمسين ألفاً ولو بقيت لكانت الأعداد مضاعفة، هكذا تقوم الدول بالسياسات، هناك مصنع اسمه liban lait وكل الناس تسعى للتوظيف فيه وهو ماركة فرنسية من أهم مصانع الأجبان في فرنسا ولا يستطيع أن يصدر كوب حليب واحداً إلى فرنسا وهذا ممنوع. هل هذا بسبب المواصفات؟ طبعاً لا، هذا غير صحيح وهو تابع لفرنسا وتحت إشرافهم، ولكن هم لا يستوردون لأنهم يحمون صناعاتهم ولا أحد يستطيع إدخال الأجبان والألبان إلى أوروبا، هكذا الدول تبني سياساتها».

وسأل: «هل تعرفون كم نستورد ألباناً وأجباناً في لبنان؟ نستورد بـ 800 مليون دولار. هل يملك أحد عقلاً ويقبل بذلك؟ تسألونني ماذا أفعل فأنت وزير؟ أقول لكم أنا كوزير صناعة جئت في أسوأ ظرف سياسي وأمني واقتصادي ومالي، ورغم ذلك حمينا الألومنيوم صناعة، الحديد صناعة، الزيوت وذاهبون لحماية صناعات أخرى ونقوم بدراسات بشكل دقيق كي لا نؤثر على الأسعار داخل الأسواق إذ عندما تحمي عليك أن تنتبه إلى أنّ الأسعار ترتفع بشكل سريع، ونقوم الآن بحماية عدد كبير من الصناعات وسنكمل من أجل حماية عدد آخر من الصناعات».

وألقى علي الموسوي كلمة أكد فيها «عمل وزارة الصناعة في تنمية الصناعة والاستثمار وتشجيعهما في كلّ المناطق، خصوصاً في منطقة بعلبك الهرمل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى