الموصل… خطط واستعدادات عراقية للتحرير

على نار حامية، باتت تتحضر معركة تحرير الموصل من جماعة «داعش» الارهابية، على ضوء استعادة القوات العراقية المشتركة ناحية القيارة، أكبر نواحي محافظة نينوى.

وأسقط الجيش العراقي أكثر من سبعة ملايين منشور فوق مدينة الموصل، لتحديد ساعة الصفر لبدء العمليات العسكرية لتحريرها. ودعت المنشورات سكان الموصل، إلى الابتعاد عن مقرات جماعة «داعش» الارهابية، والتعاون مع القوات المسلحة لطرد الارهابيين من المدينة.

يأتي ارتفاع أسهم تحرير الموصل مؤخرا، في ظل زيارة نائب وزير الخارجية الاميركي، انطوني بلينكن، إلى بغداد، ولقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.

زيارة تعكس حجم التلهف الاميركي، في الفترة الاخيرة، لعملية تحرير الموصل، بعد تمنع وعرقلة على مدى عامين من سقوطها بيد «داعش»، حيث شن المسؤولون الاميركيون حملة تشكيك بقدرة القوات العراقية المشتركة على تحرير المدينة، وهو ما دحضته الانجازات التي تحققت في العراق، من الرمادي إلى هيت والفلوجة.

غير أن إثبات الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائر، قدراتهم في الميدان، ليس العامل الوحيد في تغير الموقف الاميركي تجاه تحرير الموصل، حيث تقف عوامل أميركية داخلية وراء الاهتمام المتزايد بالموضوع، كما يقول المراقبون.

وفي هذا الاطار، تبرز شكوك حول استعجال الاميركيين للمعركة من أجل استخدامها في السباق الرئاسي الداخلي. وهنا تؤكد أوساط الحشد الشعبي، أن خطوات استباقية يجب اتخاذها قبل الدخول في المعركة.

أوساط الحشد الشعبي، تؤكد أنه لا بد من تحرير المناطق المحيطة بالموصل، والتي ما تزال تحت سيطرة «داعش». وتعتبر أن تحرير هذه المناطق، مثل الحويجة، في محافظة كركوك، والشرقاط، في صلاح الدين، أمر ضروري، ويعد استكمالا لتحرير ناحية القيارة، التي ستكون مركزا لعمليات تحرير الموصل.

ويؤكد قادة في الحشد الشعبي، أن هذا السيناريو مثالي، حيث سيكون تكرارا لسيناريو معركة الفلوجة، الذي تم بعد تحرير كل المناطق المحيطة بها، ما جعل المعركة هناك نظيفة وباقل خسائر.

وفي حين يؤكد الحشد الشعبي على ضرورة تحرير الموصل باسرع وقت، وعلى مشاركته في المعركة. إلا أنه لا يخفي هذه الهواجس، التي تخرج من المواقف الاميركية، خصوصا الزيارات الاميركية إلى العراق، التي لم تكن بريئة في معظمها، وساهمت إما في عرقلة عجلة الانجازات العراقية، في مواجهة الارهاب، أو في فتح جبهات ومعارك خدمة لمصالح خاصة.

وفي سياق آخر، نقلت وكالة «سبوتنيك»، عن مصدر أمني عراقي، أن خمس مروحيات حربية روسية، حصل عليها العراق بصفقة مع روسيا. حطت في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، التي تتخذ منها القوات الأميركية مقرا لها.

وأكد المصدر، في حديث للوكالة، أمس، أن المروحيات حطت في قاعدة عين الأسد الجوية، في ناحية البغدادي، غرب الأنبار.

وتعد قاعدة عين الأسد مقرا لقوات مشاة البحرية الأميركية، والمستشارين الأميركيين، وآخرين من دول التحالف الدولي ضد الإرهاب.

أضاف: إن المروحيات وصلت القاعدة العراقية، ضمن الاستعدادات العسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق الأنبار، التي لا تزال بقبضة تنظيم «داعش».

على الصعيد السياسي، أكد رئيس التحالف الوطني العراقي عمار الحكيم، لمسؤول أميركي رفيع، أمس، أن للحكومة العراقية الحق في تحديد الجهات التي تشارك في معركة تحرير الموصل. مشيرا إلى أن الدولة العراقية بحاجة إلى إعادة هيكلة.

وقال مكتب الحكيم في بيان، حسب «السومرية نيوز»: إن الأخير «استقبل بمكتبه في بغداد، نائب وزير الخارجية الأميركي توني بلنكن»، لافتاً إلى أن الطرفين بحثاً «الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، فضلا عن بحث مرحلة ما بعد داعش ومعركة تحرير الموصل».

وشدد الحكيم، بحسب البيان، على «ضرورة توحيد الصف الوطني، وأن تؤطر المعركة بموافقة الحكومة لمشاركة اي طرف من عدمها». لافتاً إلى أن «الدولة العراقية تحتاج إلى إعادة هيكلة، من أجل الحد من الفساد والبيروقراطية».

وأوضح البيان، أن اللقاء «شهد أيضاً، الحديث بشكل تفصيلي، عن مواضيع المنطقة، منها الأزمة في البحرين، فضلاً عن أهمية تسوية الملفين السوري واليمني».

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحث مع بلينكن الأربعاء، الاستعداد لتحرير مدينة الموصل من سيطرة «داعش»، وزيادة دعم العراق في الحرب ضد الإرهاب، بالاضافة إلى إعادة الاستقرار للمناطق المحررة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى