الطائرتان القتيلتان… خطابهم والتناقض التناحري
عادل سمارة
هذا منطق التاريخ لا الروايات الخرافية التوراتية. جيء بهم ليجدوا أنفسهم في ضرورة القتل المطلق أو الموت. ألم تستمعوا إلى ما قاله، مضطراً، أحد حكمائهم نعوم تشومسكي بأنهم سوف يستخدمون في موقف ما النووي؟ من شمشون إلى تشومسكي العقل واحد. إذن، سورية لم تغيّر قواعد اللعبة بل أعادتها إلى الأصل، إلى التناقض التناحري.
ولذا، في اللحظة، قد يكون التوجه السوري كما يلي: وماذا علينا، فطالما الجيش هو الجيش والسلاح هو السلاح، والتهجير وقد حصل والتدمير وقد حصل، فهل يتحمّل العدو دماراً مماثلاً. ألم يُشِر إلى هذا سيّد المقاومة منذ زمن قصير وطويل؟
ألم يتمّ تدمير الضاحية الجنوبية؟ ومع ذلك توقفوا وارتدّوا وهُزموا. سيقول فاشيون من هنا ومن المحيط إلى الخليج، لا لم يُهزَموا. لا بأس، فكروا كما ترغبون.
أما اليوم، فالعين باثنتين والسنّ بفكّين. فهل يفعلها الصهيوني؟
يقول التحليل الشائع المبني على خطاب العدو إما بسذاجة أو بتواطؤ، بأنّ أوباما لن يدخل حرباً في نهايات عهده. ولكن، هل أوباما هو سلمان أو تميم أو ابن زايد؟ لا يا شباب، أوباما ميكروفون والكونغرس ميكروفون، تنفخ فيهما المؤسسة العسكرية/ الاستخباراتية/ الشركاتية. وحين تجد الحرب ضرورية فلها ثلاثة جيوش تستخدمها طبقاً للجغرافيا والمصلحة والظروف.
لذا، إدارة أوباما هي الأخطر في تاريخ الوحش الأميركي، هي العهد الذي استخدم جيشين من جيوش أميركا وأراح الثالث:
أراح جيش أميركا الذاتي بعد هلاكه في العراق وأفغانستان وأبقاه يصبّ النار من السماء ويراقب.
واستخدم الجيش العربي الإسلامي من وهابيين وإخوان وطابور سادس ثقافي لذبح العرب وليس المسلمين.
واستخدم تكتيكياً جيشه الثالث الجيش الصهيوني، كما حصل بمقتل الطائرتين؟ فهل يعود اليوم إلى تنشيط استخدام الجيش الثالث؟
ولكن، أليس هو الجيش نفسه الذي امتطته السمراء الرشيقة الجسد القبيحة الوجه كونداليزا رايس في عدوان 2006 وأجبرته على مواصلة العدوان من أسبوع إلى ثلاثة وثلاثين يوماً؟ فترنّح وارتدّ.
مرة أخرى، هل لدى الكيان فائض رغبة بتلقي الدمار؟
وهل لدى كثير من أهل الفضائيات رغبة في التوقف عن التهام خطاب العدو بل تعليماته مثل: قواعد اللعبة، أو بأنّ الإدارة الأميركية لا تعتدي في آخر أيامها لكسب الانتخابات المقبلة. فطالما ذبحت فيتنام قبل انتخابات عدة وبعدها. الأمر منوط بالتحدّي. هذا منطق التاريخ.