اليمن والبحرين ليسا أوراق تفاوض
التطورات الأخيرة في كلّ من اليمن والبحرين فتحت شهية المحللين بالحديث عن صفقة سعودية إيرانية تجري بالتزامن مع وجود نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الرياض.
سلاسة ولادة المراكز الدستورية العراقية الرئاسية بعد حلحلة عقدة المالكي وبدء التفاوض لتشكيل حكومة جديدة تتسم بشمولية تمثيل المكونات العراقية، أوحت بصفقة شاملة تمّت على مستوى المنطقة يجري تظهيرها بالتدريج، والطبيعي أن يكون للخليج حصة رئيسية فيها، فهو المدى الأمني الحيوي للسعودية الشريك الحكمي في أي تفاهمات، والمنطقي هنا توقع شيء ما في البحرين واليمن.
الواضح أنّ ما جرى في العراق هو تفاهم، والواضح انّ خيار المواجهة الأميركية ومن خلفها السعودية وتركيا وقطر لحلف المقاومة وفي ذات الوقت لـ»داعش» هو نوع من الهذيان، والواضح انّ واشنطن رغم ارتفاع حرارتها فهي لا تهذي ولم تفقد الحكمة.
لكن الواضح أنّ سورية لا تزال عقدة العقد في كلّ التسويات، وأنه من دون توصل واشنطن والرياض وأنقرة بفشل الحرب على سورية والتسليم بالحقيقة وصولاً إلى معادلة الاعتراف بالعلاقة الرسمية الديبلوماسية والسياسية مع سورية، فحدود التفاهمات ستبقى تحت سقف الضرورة فقط، كتلك التي فرضها تهديد «داعش» لأربيل عراقياً.
في اليمن ثورة كاملة ذات بعد شعبي ينطلق من تزاوج قضيتي هامشية السلطة وعدم امتلاكها مصدر قوة داخلي واعتمادها الأحادي على الدعم السعودي مقابل وجود القوى الصاعدة والحية والنشطة في صف المعارضة، وخصوصاً التيار الحوثي والحراك الجنوبي، ومع القضية السياسية تتزاوج قضية اقتصادية اجتماعية ترتب عليها انفجار شعبي في وجه قرارات إلغاء الدعم عن أسعار المحروقات، وأحسنت قوى المعارضة تلقفها وتحويلها إلى قضية متفجرة في الشارع.
في البحرين فشل تامّ لكلّ محاولات تطويق المعارضة وتطويعها واللعب على تنوّع مكوّناتها، فالقضية المركزية للبحرين انتخابات نيابية تنتج حكومة كاملة الصلاحيات، وتعبّر عن الأحجام التي تفرزها الانتخابات، لذلك ذهب النظام إلى الاستيطان الأجنبي وجلب المستوطنين وتجنيسهم على طريقة نظام جنوب أفريقيا، فصار المطلب الجديد المجمع عليه اعتبار كلّ تجنيس مخالف لقانون الجنسية باطلاً قبل أي تسوية وأي انتخابات.
«إيران تساعد في الوصول لتفاهمات بين النظام والمعارضة في كلّ من البحرين واليمن ولكن على السعودية أن تساعد أيضاً»، هذا ما قاله عبد اللهيان لسعود الفيصل، ومضمون المساعدة الإيرانية يبدأ بعد إعلان الحاكم البحراني والحاكم اليمني التسليم بالحاجة إلى حكومة تعبّر بصدق عن مكوّنات الشعب وقواه السياسية، والمساعدة السعودية هي بصدور هذا الاعتراف.
توقف التفاوض هنا لأنّ السعودية دخلت في محاولات عنوانها وقف التحركات المعارضة مقابل الحوار كعلامة حسن نية والجواب الإيراني أنّ الحديث يجري عن حركات شعبية تنزل أكثر من نصف البلد إلى الشارع، وليس عن مجموعة من المحازبين يمكن ضبطهم بقرار من قياداتهم، وأنّ الأمر تخطى منذ مرحلة القدرة على الإمساك من أحد بحركة الشارع من دون تلبية عناوين تطلّعاته للدخول في الحوار الداخلي الجدي في كلّ من البلدين.
السعودية حائرة لذلك اختارت الحمام الساخن في اليمن منطلقاً للتجربة، وبدأت رسائل الدعوة للمشاركة في حكومة جديدة نحو الحوثيين وطرح معادلة العراق واليمن بالتوازي في التوزيع الحكومي، والقضية اليوم طالما الخلاف الرئيسي في المنطقة عنوانه سورية هل يمكن الحديث عن تسويات راسخة، أم عن تقسيط التهدئة على إيقاع الهبّات الداعشية؟
توب نيوز
«داعش» جيش لا يُقهر…!
– الإبهار الذي حققه غزو «داعش» في العراق عبر السقوط السريع لمساحات عراقية واسعة ومدن عراقية كبيرة وتلاشي فرق عسكرية كبيرة تبعه التهديد الذي استهدف أربيل، وكادت تسقط لولا التدخل الأميركي، حقق لـ«داعش» سمعة تفوق الجيوش الأسطورية.
– ترافق ذلك مع التهجير والدموية والوحشية والقتل والسبي وحز الرؤوس والإعدامات الجماعية لتكتمل الصورة… جيش آخر لا يُقهر يخلف الجيش المهزوم الذي كان لا يُقهر، وعملياُ في وجه الأعداء أنفسهم.
– من يضمن أن يبقى في وجه الأعداء أنفسهم؟
– حدود مهمة الحلف الأميركي لمكافحة الإرهاب ليست استئصال «داعش».
– الرئيس الأميركي يراها حرباً طويلة ويبشرنا بطول بقاء «داعش» والقرن الواحد والعشرين لا يتحمّل «داعش»، يعني… قرن؟
– الخطوط الأميركية لـ«داعش»… لا بغداد، لا أربيل، لا السعودية.
– اتساع الحرب الأميركية على «داعش» يستدعي تسليماً سورياً إيرانياً بضمان أمن «إسرائيل» بعد نهاية أسطورة جيشها.
– تركيا وقطر تضمنان حماس والسعودية تضمن السلطة والمطلوب ضمان الجهاد الإسلامي وحزب الله.
– معارك امرلي وسليمان بيه في العراق تكشف أكذوبة «داعش» الأسطورة…
التعليق السياسي