نزع سلاح المقاومة الفلسطينية حلم والاحتلال الصهيوني سيدفع الثمن إذا فكر في التملّص من الاستحقاقات تمدّد «داعش» لا يخيف المقاومة إنما صانعيه الذين لن يجدوا مفراً من التعاون مع سورية وإيران لمواجهته
توقع المحللون السياسيون أن تطلب الإدارة الأميركية، عاجلاً أم آجلاً، التنسيق مع سورية في شأن مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعدما أثبتت الدولة السورية، بقيادتها وجيشها وشعبها، قدرة فائقة على التصدّي للمجموعات الإرهابية المسلحة، فيما الدول التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة، لا سيما دول الخليج وتركيا و«إسرائيل»، فإنها غي قادرة على تولّي هذه المهمة لأسباب عديدة اولها أنها هي التي رعت وموّلت وسلّحت هذه المجموعات، وشغّلتها وروّجت لها في وسائل إعلامها طيلة نيّف وثلاث وسنوات.
وهذا الأمر أكده أيضاً أعضاء في مجلسي الكونغرس الأميركي، حين شدّدوا على الحاجة إلى تحالف، قائلين: «نحن لسنا شرطي العالم بأسره».
أما على صعيد تطورات الموقف بعد فشل العدوان الصهيوني على غزة، فإنّ مسؤولين في حركة حماس، وعلى عكس رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي باع واشترى في الانتصار، أصرّوا على التأكيد أنّ أي عدوان «إسرائيلي» سيتمّ الردّ عليه بالمثل، وإذا أقدم العدو على ضرب مطار وميناء قطاع غزة، فإن صواريخ المقاومة جاهزة لتضرب المطار والميناء «الإسرائيليين».
وأكد هؤلاء المسؤولون أنّ المقاومة حطمت نظرية الأمن الصهيوني القائمة على التفوّق النوعي وبقاء العمق الصهيوني آمن، وأن تكون الحرب خاطفة، وأن يتحكم الاحتلال في المعركة ومساحتها، غير أنّ المقاومة أخذت المبادرة وشرعت بتحطيم كلّ هذه العناصر السابقة.
وبالوصول إلى لبنان اعتبر المحللون أنّ الرئيس فؤاد السنيورة لديه أجندة خاصة وتصريحاته لا تتماهى إلا مع إعلام نتنياهو، حيث وضع أولويات بعيدة عن مواجهة «إسرائيل» وعن مكافحة الإرهاب الذي يتمدّد في لبنان.
لكن موضوع الإرهاب على صعيد المنطقة يتخذ منحى مختلفاً عما كان عليه قبل فترة، وعليه فإنّ فريق 14 آذار في لبنان سوف يجد نفسه مضطراً إلى مماشاة ما يريده رعاته الإقليميين، وبنوع خاص ما تريده السعودية، التي بدورها تسير وفق السياسة التي ترسمها الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق يلفت المحللون إلى أنّ هناك سلسلة تحركات إقليمية ستوصل إلى تفاهم إيراني ــ سعودي ــ مصري، وذلك في إطار لقاءات الضرورة لأنّ مصر تريد التخلص من آفة الإرهاب.