زعيتر: ملتزمون بقواعد الدستور للمحافظة على المؤسسات كرامي: واجبي الأول حماية ضمير طرابلس ولن أضيِّع البوصلة

افتتح وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر والوزير السابق فيصل كرامي، العمل في عملية تأهيل طريق عام بقاعصفرين ـ جرد الإجاص وإطلاق اسم الراحل الرئيس عمر عبد الحميد كرامي عليها.

وتحدث كرامي خلال الافتتاح شاكراً زعيتر «على دوره الأساسي في اطلاق اسم الرئيس عمر كرامي العام الماضي، على الجادة الممتدة من معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس حتى البداوي، وهي جزء من الأوتوستراد العربي، الذي يفترض أن يربط لبنان بعمقه العربي».

وتطرق إلى واقع مدينة طرابلس قائلاً: «اليوم، وبعد تراكم الفشل والخيبات في هذه السياسات الحمقاء وقعت طرابلس في الفراغ. نعم إنه الفراغ. جردوها من هويتها القومية والعروبية. فصلوها عن لبنان سياسياً واجتماعياً، وكأنها ليست العاصمة الثانية للجمهورية بل مجرد دسكرة نائية مستباحة.

وأضاف: «أنا فيصل عمر كرامي أربأ بنفسي وأنأى بنفسي عن الانجرار الى هذه المهزلة، فليتفرعن من يريد أن يتفرعن، بالنسبة إلي معركته مع أولياء نعمته وليس معي. أنا في خط آخر تماماً وفي نهج آخر تماماً، وكما فعل الرشيد في الأزمنة العصيبة، وكما فعل عمر في الأيام السود، أرى أنّ واجبي الأول والوحيد هو حماية ضمير طرابلس ووجدانها والثبات على المبادئ، التي تمثل هذه المدينة، وتعبر عن وجهها وروحها وأخلاقها وتمسكها بإسلامها المعتدل والمنفتح وبلبنانيتها ذات الطابع الوطني، القائم على التلاقي مع كل المكونات، التي يقوم عليها العقد الاجتماعي اللبناني، والأهم أنني لن أضيع البوصلة، أنا أعرف عدوي وأعرف الشقيق والصديق والحليف، كما أعرف الخارجين عن تاريخ مدينتهم وعن أخلاق قومهم وعن روح وعقل بني جلدتهم».

ورأى أنّ «من مفاسد هذا الزمن السياسي في لبنان، أن يخرج علينا البعض بآراء حول الحوار الوطني، بل أن يوجه النصائح حول الحوار لقامة وطنية كبيرة تكاد تشكل نقطة التلاقي الوحيدة بين كل الأطراف، وأقصد دولة الرئيس الصديق نبيه بري. ليس خافياً على أحد أننا لسنا من المؤمنين بنجاح طاولة الحوار الوطني بعد 11 سنة على ولادتها. ولكننا لم ولن نشكك لحظة بالأهداف الوطنية، التي كانت وراء إنشائها واستمرارها رغم كل تحفظاتنا عليها. هذه الطاولة هي المبادرة السياسية اللبنانية الوحيدة، التي يمكن القول إنها «صُنعت في لبنان»! لقد أراد منها الرئيس بري إبقاء قنوات التواصل بين اللبنانيين بعدما عجزوا عن هذا التواصل في مؤسساتهم الدستورية. وشئنا أم أبينا فإن الحوار الوطني، الذي لم ينتج حلولاً حسبه أنه أنتج آمالاً اسهمت في تخفيف الاحتقان، وفي وقت من الأوقات في نقل النزاع من الشارع إلى السياسة».

واعتبر «أنّ فشل الحوار ليس فشلاً للرئيس بري بل هو فشل للبنان، وتأكيد على عجز القوى السياسية اللبنانية عن لبننة أي قضية وأي أزمة وأي مشكلة»، لافتاً إلى «أنّ حجم الارتباط بالخارج، أوقع اللبنانيين في العجز الكامل، ليس عن انتخاب رئيس للجمهورية فقط، بل حتى عن إيجاد حلّ لأزمة النفايات، التي نشرت الأمراض والأوبئة بين المواطنين، وقدمت للعالم صورة متخلفة عن بلد يدعي أنه بلد سياحي، فضلاً عما رافق كل ذلك من فضائح تفوح منها روائح الفساد أكثر من روائح النفايات».

ثم تحدث زعيتر ناقلاً تحيات الرئيس نبيه بري لكرامي والحضور، وقال: «عندما نتحدث عن رشيد أو عمر كرامي نتحدث عن رجل دولة من الطراز الأول، عن رجل حكم ومعارضة فولاذي الإرادة، رفض أي شكل من أشكال التقسيم وكل ما يخالف طموحات الشعب التي يقول دائماً إنها لا تتحقق إلا بالديمقراطية. مواقفهما متميزة كما شخصيتهما وسيمتها الدائمة الصراحة والصدق ومواجهة التجني والاستفزاز بالبسمة الساخرة والحرص على هيبة الدولة ومؤسساتها. عندما نتحدث عن آل كرامي نتحدث عن سجل في السياسة اللبنانية، عن مدرسة لها طابعها الخاص في الاعتدال والوحدة في سياسة التصدي للأزمات، عن سياسة انتصرت لروح التراث واستجابت لإيقاع الحكم وتقاليده اللبنانية لعائلة كانت محورا في الموالاة كما المعارضة».

وأضاف: «بالنسبة إلى طاولة الحوار، فإنني أتبنى ما قاله الوزير كرامي، ولن أزيد، ويجب أن تضم الطاولة كل القوى الممثلة داخل المجلس النيابي، وغير الممثلة فيه».

وجدّد زعيتر «التزامنا الواضح بقواعد الدستور للمحافظة على المؤسسات وصلاحيتها ودورها في حفظ بلدنا وصونه لأننا أمام مرحلة إسقاط النظم، إسقاط القيم، إسقاط الدول». وقال: «من هنا، واليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن مدعوون لكي نحصن واقعنا الداخلي بمزيد من الحوارات الداخلية والالتزام جميعاً بالحوار الوطني الشامل لكي نكون قادرين على مواكبة التطورات المتسارعة وبشكل يعيد الانتظام إلى عمل المؤسسات الدستورية والسياسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى