مدرسة الحراك المدنيّ من أجل مسرح وطنيّ
عبير شرارة
فيما تفشل كلّ عروض المسرح السياسي اللبناني، ويتراجع مستوى النصّ، وتبهت المهارات التمثيلية، وينكشف تدنّي مستوى الإخراج.
وبينما الجمهور المتلقي يؤكد يوماً بعد يوم أنه لا ينبهر بمسرح السياسيين، بخطابهم وأدائهم وبمجمل إخراج صورة الحركة على مسرح الوطن.
في خضمّ ذلك كلّه، نستعيد الخطوات التأسيسية الأولى لمسرح المدينة منذ عشرين سنة، ونتذكر يوم أنشأت نضال الأشقر مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين «محترف بيروت للمسرح»، ويوم حاولت أن تبثّ الحياة في الفنّ المسرحيّ، وأسّست فرقة «الممثلون العرب»، نتذكّر أن مبادراتها كانت تنبع من تاريخ نهضويّ، وهي التي أدّت أكثر من خمسة عشر عملاً مسرحياً وعشرة أعمال تلفزيونية وأربعة أعمال سينمائية، وتولّت ثلاث مسؤوليات إخراجية، وشاركت في أعمال لجان تحكيمية
ونالت جوائز وحازت أوسمة، وترأست عدداً من الجمعيات النسوية.
إنها نضال الأشقر التي تربط التاريخ المسرحي الوطني بزنّارها، والذي يستمرّ عبر ما تهبه له من تنفّس اصطناعي ولا تدعه يلفظ أنفاسه. إنها السيدة الفنانة التي مسرحت الشعر عبر إلقاء فذّ تجاوز فنّ الأداء التمثيليّ إلى الإلقاء التعبيريّ، لإيصال الشعر ورسالته.
اليوم، نستعيد بعث الحياة في ذاكرتنا التي أنهكها تلاشي أدوار الدولة الحياتية فكيف المسرحية؟
في وطننا، لا بدّ لنا من النهوض بمشروع الدولة وأدواره، خصوصاً مسؤولياتها الثقافية في وطن يُختَم فيه «استديو بعلبك» بالشمع الأحمر! ولا تُرصد فيه موازنة لصندوق السينما. وفي بلد مات فيه عدد من كبار الثقافة المتوسّمين، وهم ما كانوا يملكون ثمن دواء.
نستحقّ أن نتعلم من مدرسة نضال الأشقر وفيها عن ربيع حياة مسرحية يجب أن تميّز لبنان، أو على الأقل أن تضعه تحت الضوء.
في عيد مسرح المدينة العشرين، تحيّة إلى نضال الأشقر أستاذة المسرح الأولى.
إعلامية وشاعرة