مناضلة في بلد مجنون!
علي سعد
لدى دخولي عالم المسرح، كان في بيروت عدد من المسارح، من مسرح مونو، إلى البيكاديللي، إلى مسرح بيروت، والمركز الثقافي الروسي، ومسرح جان دارك. وكانت فرحتنا كبيرة جدّاً يوم افتتاح مسرح جديد هو مسرح المدينة الذي كان لي الشرف أن أقف ممثلاً على خشبته من خلال عددٍ من المسرحيات منها: «بستان الكرز»، «أيام بتسوى فرنك»، و«لماذا».
لكن ما عكّر علينا تلك الفرحة، أننا صرنا نلمس بعدئذٍ، مشاكل تتعرّض لها المسارح في بيروت، وتراجع هذه المسارح لا بل إقفال بعضها. ما جعلنا نشعر بإحباط. وما يصبّرنا، وجود هذا الصرح العظيم ـ مسرح المدينة ـ الذي يناضل مع السيدة نضال، وما زال يقاوم، ويصارع من أجل البقاء والاستمرار وعدم الإقفال، فإذا أقفل هذا المسرح، سيُقفل شارع الحمرا كلّه وذكرياته، هذا الشارع الذي كان وما زال بوابة للمسارح والفنّ والثقافة والكلمة والجمال. ونتمنى لهذا المسرح أن يبقى متلألئاً ومشعّاً ووهّاجاً.
ونتمنّى للسيدة نضال كلّ التوفيق في إدارة هذا المسرح العظيم، في هذا البلد المجنون الذي لا يحترف سوى إقفال المسارح والمكتبات والصروح الثقافية، والقضاء على الروح الثقافية فيه. كلّنا نعرف من هي نضال الأشقر، وكلّنا نعرف نضالها التاريخي. نتمنّى لها كلّ التوفيق، ولمسرح المدينة كلّ التقدّم كي يبقى صرحاً يستضيف على خشبته أهمّ العروض، ويحضن ضمن أروقته جيل الشباب.
ممثل