الحكمة في مواجهة مصير مجهول وشهوان يطرح مشروعه الإنقاذي
في خِضمّ الأزمة العميقة التي يعيشها نادي الحكمة العريق الرازح تحت ديون تلامس 1.6 مليون دولار، وفي ضوء انسداد الأفق لتأمين المبلغ المحترم الذي يُسكت الدائنين من لاعبين وموظّفين وشركات وفنادق، وبعد تفاقم الأمور والتداول حول وضع إشارة قضائيّة على بعض موجودات النادي، ورفع موظفين ولاعبين شكاوى قضائيّة بالجملة، وبعد سكوت الجمعيّة العموميّة والمعارضة في النادي لستة أشهر مضت من عمر الأزمة، من منطلق أنّ الموزانة مؤمّنة مع 10 في المئة زيادة قبل الانتخابات الأخيرة، وثبوت أنّ كل هذا لم يكن صادقاً، وتلميح تلك المعارضة بالعودة إلى القضاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد، يبدو أنّ الرئيس الأسبق للنادي جورج شهوان، وهو الإطفائي في النادي منذ سنوات، يبحث جديّاً في التحرّك لإنقاذ النادي من الزوال كون كثر مقتنعون أنّ الإدارة الحاليّة عاجزة عن اتخاذ أيّة إجراءات إنقاذيّة، وخصوصاً أنّ بعض الأعضاء باتوا يعملون كوسطاء بين إداريّين داخل اللجنة وبين الرئيس والمدرّب وشقيقه الواعد بالتمويل فيما لو استقال الرئيس الحالي! .
وفي المعلومات المتوفّرة، أنّ الرئيس السابق جورج شهوان بادر بإجراء سلسلة من الاتصالات الاستطلاعية مع بعض المؤثّرين في اللجنة الحاليّة من الذين يعرفون حقيقة ما يحصل، وينسّقون مع شهوان منذ انطلاق هذه اللجنة، إضافةً إلى نيّته الاجتماع بمطران بيروت للموارنة المرجعيّة الروحيّة للنادي في خلال الأسبوع المقبل، للبحث في خطوة إنقاذيّة تقوم على فكرة إنشاء مجلس رئاسي من الرؤساء السابقين للنادي ورؤساء مجلس الأمناء لوضع خطة إنقاذيّة ماليّة وفنيّة للنادي، خصوصاً أنّ مثل هذا المجلس بالأسماء التي يضمّها في حال موافقة المعنيّين ، سيشكّل عامل ثقة للدائنين واللاعبين، ويعيد إلى النادي البريق الذي فقده مع الإدارة الحاليّة التي تواجه صعوبة في إقناع اللاعبين المميّزين بالتوقيع مع الفريق بعد التجارب المرّة للّاعبين الذين لهم مستحقّات مالية مع الإدارة التي لم تعد تردّ على اتصالاتهم، أو في أحسن الأحوال يعرض عليهم أحد الأعضاء التخلّي عن أكثر من نصف المستحقّات مقابل تقسيط النصف الباقي على دفعات!
فهل ينجح جورج شهوان في مسعاه لإنقاذ الحكمة عبر فكرة جديدة لا تضع الثقل المالي على شخص واحد، بل على أشخاص لهم كلمتهم المسموعة في مختلف الأوساط وخصوصاً الاقتصادية، ولديهم القدرة على إنقاذ النادي بعكس ما يجري حالياً؟ الأيام المقبلة تحمل في طيّاتها الحل. فإمّا أن تؤمّن الدواء، وإمّا يبقى الداء مستشرياً في الراية «الخضراء».