الجيش السوري يكثف الهجمات… فماذا عن أوباما؟

فتون عباسي

ملثمٌ بلباسه الأسود!. إلى جانبه رجل يرتدي بزة الموت البرتقالية…عُلق عليها «مايكروفون» صغير. يوجه رسالة قصيرة… ويصمت… تتبعها رسالة من رجل الموت الملثم تحت عنوان رسالة ثانية إلى أميركا… تقول I am come back obama .. لقد عدت يا أوباما… نهاية الفيديو: رأس ستيفن سوتلوف مقطوع يقطر دماً فوق جسده!!.

داعش من جديد… تذبح أميركياً ثانياً في العراق… أو هكذا تبدو الصورة منظمة، سبقتها صورة مماثلة لذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي…

من هو المخلّص؟ الرسائل الداعشية توجه إلى «المخلّص» الأميركي؟ هههه.!!

إذن هل سيتحرك أوباما بحسم لضرب داعش في العراق وماذا عن الدواعش في سوريا؟!

أصدر مجلس الأمن قراراً ضد داعش في سورية والعراق، لكن من يقطع رؤوس الأميركيين محصورون في العراق… هذا ما تظهره الفيديوات أو هذا ما تريد إظهاره!.

حتى الساعة يوضح الخبراء في الشؤون العسكرية أن الضربات الأميركية في العراق تنحصر في الإطار النفسي أكثر من الدعم الفعلي.

الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية تحدث عن عدد العسكريين الإضافيين الذين سمح أوباما بنشرهم في بغداد ليصل عدد الجنود المكلفين بحماية السفارة الأميركية العتيدة فيها إلى 820. إذن تبقى واشنطن في إطار حماية مصالحها الضيقة.

على رغم ذلك يقتحم الجيش العراقي تكريت بينما يحقق الأكراد تقدماً لهم فكردستان خط أحمر بالنسبة للمصالح الأميركية.

لكن هل ما زالت واشنطن تلعب على الحبال؟ تعبئ الرأي العام الأميركي وتحشد التأييد لضربة عندما تحين اللحظة، وتظهر بصورة المنقذ من جهة؟ وتناور من جهة أخرى حول تسويات بين المحاور؟

هل خرج التنظيم كلياً من تحت سيطرتها وسيطرة من دعموه وهي التي أنزلت الدواعش في الموصل بطائراتها العسكرية كما نقلت بعض المصادر الإعلامية سابقاً؟ نتذكر صورة الفيديو المنظمة.

نعود للتصريحات التي سمعناها من الغرب في الأسابيع القليلة الماضية التي تذكر بضرورة ضرب داعش في المنطقة.

ماذا عن سورية إذن؟

يقول محللون إن أميركا لا تزال تحاول التضييق على الدولة السورية والجيش السوري. نتوقف عند نقطة مهمة: الدولة السورية لا تقبل أن تقوم أميركا بضربات لداعش في أرضها من دون التنسيق معها. هذا خرق للسيادة السورية، الخط الأحمر الأول عند السوريين شعباً ودولة.

وهنا نرى الصورة المقابلة، يكثف الجيش من هجوماته، تتجه الأنظار نحو جوبر في دمشق التي يدك فيها الطيران الحربي السوري مواقع المسلحين. يسقط عدد كبير من المسلحين في كمين للجيش السوري بين منطقة جوبر والعباسيين بعد أن يقوم بالانسحاب من نقطة قريبة من منطقه كراج العباسيين مستدرجاً المسلحين في حمص: تفيد المعلومات بأن المسلحين خسروا خطوط دفاعاتهم الأولى في منطقة الوعر بتقدم الجيش السوري عقب تمهيد مدفعي كثيف. تشتد المعارك على جبهة مورك أيضاً نقطة اتصال ريف حماة بريف إدلب وتقاطع طريق حماة حلب الدولي. كما أنها تطل على أهم محطة كهرباء في المنطقة الوسطى «محطة محردة». وهنا تجدر الإشارة إلى التلال المرتفعة ذات الأهمية الاستراتيجية في مورك التي إذا ما تمت السيطرة عليها يتم تأمين جميع الطرق المحيطة.

نذهب لنرى الوضع في الشمال السوري: يستعيد الأكراد السيطرة على المناطق الكردية في عين عرب في الريف الشمالي لحلب. يقومون بتثبيت الدفاعات وتقول المعلومات: إنهم يضعون خطة للانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، المعركة حالياً في مناطق تحت سيطرة داعش بينما يستعيد الجيش السوري السيطرة على اللواء 121 في الحسكة.

ومع كل ما يحصل على الجغرافية السورية من معارك يفتحها الجيش السوري على المسلحين من دواعش على اختلاف تسمياتهم، وبنظرة سريعة لبعض التطورات السياسية لا تبدأ فقط من الدلالات للزيارات المصرية لإيران، ولا تنتهي بمآزق داخلية للكيان «الإسرائيلي» بعد عدوانه على غزة أو حتى عدم بلورة حل واضح حتى الآن للخلاف الخليجي القطري نسأل هنا هل سيبقى أوباما عاجزاً عن الوصول إلى استراتيجية واضحة لضرب داعش وهل سيبقى مردداً لجملته أنه لا يريد وضع العربة أمام الحصان؟!

أم أن رياحاً لم تكن سابقاً تشتهيها سفينته ستوصله وحلفاءه إلى تسوية تبلور إنشاء تحالف دولي لضرب داعش قبل أن يفقد وإدارته صورة المخلّص التي يعمل جاهداً لرسمها بألوان الدم؟

ربما ستكون الإجابة في اجتماع الناتو في لندن قريباً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى