برّي: إذا أراد أحد أن يلعب على حافة الهاوية… فأنا لها
دقّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ناقوس الخطر من الأوضاع الشديدة الخطورة في لبنان، والتي تبدأ بالفراغ الرئاسي وتنتهي بتعطيل المؤسسات لا سيما الدورالتشريعي للمجلس. وجدّد رفضه التمديد لمجلس النواب، مستغرباً هذا الطرح من قبل البعض من دون أن تكون هناك ضمانات أنّ جلسة لانتخاب الرئيس ستعقد، أو أنّ أبواب المجلس ستفتح أمام العمل التشريعي، أو أنّ جلسات إقرار قانون انتخاب جديد ستلتئم. وأمام ذلك، رأى بري «أنّ التمديد هو التمديد للتعطيل وللفراغ وللشلل، طالما أنّ المجلس معطل ولا يستطيع القيام بواجبه ومسؤولياته». وقال: «إذا كان هناك من يريد أن يلعب لعبة حافة الهاوية فأنا لها».
وشدّد بري خلال لقاء الأربعاء النيابي على أنّ مبادرة 14 آذار ليست جديدة، وسبق لرئيس حزب القوات سمير جعجع أن تقدم بمضمونها حرفياً، وربما في بعض الجوانب كانت مبادرة جعجع متقدمة عليها، لافتاً إلى أنّ ما يميز هذه المبادرة هو تشكيل فريق 14 آذار لجنة ستعمل على الاتصال بالأطراف المعنية في 8 آذار. إلا أنّ الأمر الذي استوقف بري كما نقل عنه زواره لـ«البناء»: «أن يحدّد هؤلاء بعض الشخصيات للقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، وآخرين للقاء رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية».
وتحدث بري عن الوضع الاقتصادي والمالي، فأشار إلى «أنّ الأوضاع المالية تتجه فعلاً إلى كارثة إن لم يبادر المجلس إلى إصدار التشريعات المطلوبة لإصدار اليويو بوند والموازنة العامة».
وتوقف بري عند وثيقة المراجع والشخصيات الإسلامية الروحية والسياسية التي تدين ما يتعرض له المسيحيون في المنطقة على يد الإرهاب من قتل وتهجير، وتؤكد العمل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة الذي هو جزء لا يتجزأ منها، فأشار إلى أنه كان سباقاً في التوقيع عليها، داعياً «إلى تحويلها إلى مبادرة إسلامية وطنية تصدر عن المؤسسات الروحيات في لبنان كدار الإفتاء، المجلس الشيعي الأعلى، المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، والمجلس العلوي، وتقديمها كمبادرة تعلن تمسكها بالوجود المسيحي وإدانتها لما تقوم به المنظمات التكفيرية ضدّ المسيحيين».
ونبّه بري بحسب ما أشار نواب لقاء الأربعاء النيابي لـ«البناء»: «من الخلايا النائمة التكفيرية التي تنتشر في أكثر من منطقة لبنانية»، كما نبه «إلى خبر ورد في إحدى وسائل الإعلام وربما قد يكون قرأه البعض قراءة عابرة، حول استملاك الرملة البيضاء من قبل شركة خاصة وتقديمها طلباً لتسييج المنطقة وجعلها مسبحاً خاصاً».
وفي نشاطه أيضاً، التقى رئيس مجلس النواب النائب ميشال المر الذي لفت إلى طروحات سيعمل مع الرئيس بري عليها من أجل إيجاد حلول للأزمات القائمة.
وأشار المر إلى وجود أزمات كبيرة مثل الأزمة التي يتعرض لها الجيش، «لذلك علينا أن نلجأ إلى حلول وتسويات عندما تكون هناك أزمة كالأزمة التي نمر بها اليوم». وقال: «البلد سيخرب والمؤسسات ستقع في الفراغ، الرئيس بري ونحن مثله لا نريد التمديد للمجلس وإذا لم تجر الانتخابات ولم يمدّد للمجلس فإنّ ذلك يعني أننا ذاهبون إلى فراغ نيابي، وإذا مدّدنا للمجلس كي لا يعمل ولا يشرع فهذا غير مقبول ولا يريد أحد مثل هذا التمديد الذي سيؤدي إلى فراغ في كل أجهزة الدولة، وهذه المشكلة التي يعيشها البلد اليوم لم تمر عليه قبل ذلك».
كما بحث رئيس المجلس مع كل من وزير التربية الياس بو صعب والوزير السابق البير منصور الأوضاع العامة.