تدشين منصة تدريبية على استخدام تقنيات الطاقة الشمسية في معهد البحوث الصناعية

دشن وزيرا الصناعة حسين الحاج حسن والطاقة والمياه آرتور نظريان وسفير فرنسا إيمانويل بون والمدير العام لمعهد البحوث الصناعية بسام الفرن منصة تدريبية على استخدام تقنيات الطاقة الشمسية قبل ظهر أمس في معهد البحوث الصناعية وهو مشروع مشترك بتمويل من الحكومة الفرنسية ومعهد البحوث الصناعية والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان وتنفيذ الاستشاري الفرنسي TransEnergie.

وشارك في الاحتفال ممثلون عن القطاعين العام في لبنان وفرنسا وعن شركات لبنانية وفرنسية متخصصة في قطاع الطاقة.

الفرن

بعد النشيدين اللبناني والفرنسي، ألقى الفرن كلمة أشار فيها إلى أنّ «هذا المشروع يترجم دينامية معهد البحوث الصناعية في كلّ ما يقوم به من إنجازات وتعاون مع شركائه، وأنّ هذه الأعمال تتجه نحو الابتكار والإبداع والتحديث والتطور، آخذة في الاعتبار حماية المواطنين اللبنانيين وتلبية هواجسهم وتطلعاتهم المستقبلية. ولقد تحدثنا كثيراً في الفترة الأخيرة عن الطاقة المتجدّدة، خصوصاً الشمسية منها. ولقد بدأت استخداماتها تتوسع في لبنان كما تتضاعف مشاريع تجهيزها وإقامتها، ونحن فخورون في معهد البحوث الصناعية بأننا كنا السباقين إلى تمويل وتجهيز أول محطة كبيرة للطاقة الشمسية عام 2012، واستمررنا بزيادة قدراتها حتى أصبحت مشروعاً رائداً تتمثل به القطاعات الصناعية ومؤسسات أخرى. ونحن اليوم نقترب من اعتمادنا على الطاقة الشمسية بنسبة 15 في المئة مقارنة بحاجات المعهد الإجمالية، وهذه النسبة هي المعتمدة عالميا اليوم في عالمنا الحاضر».

وأوضح أنّ «المنصة التدريبية التي نفتتحها اليوم تكمل الأدوات التي شرعنا في تطويرها من أجل تقوية الإقتصاد الوطني وتحديث الصناعية اللبنانية عبر ترشيد استخدام الطاقة والتقليل من انبعاثات الكربون والمحافظة على البيئة».

وعدّد مشاريع التعاون بين المعهد والمؤسسات الفرنسية، مؤكداً سياسة تطويرها وتعزيز التواصل بينها بما يخدم البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار.

بون

ثم ألقى بون كلمة نوّه فيها «بالتعاون الكبير بين معهد البحوث الصناعية والعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة الفرنسية والذي يصب في إطار تعزيز العلاقات وتطويرها وتمتينها بين لبنان وفرنسا».

ولفت إلى «أنّ المشروع الذي نطلقه اليوم يلقى دعماً قوياً من فرنسا التي ساهمت في تمويل نحو 50 في المئة من كلفته عبر هبة بقيمة 210 آلاف أورو من وزارتي المال والاقتصاد، ونحن فخورون بتنفيذ المشروع عبر شركة فرنسية بالتعاون مع معهد البحوث الصناعية، الأمر الذي يوثق العلاقة بينهما ويفتح الطريق والأفق من أجل تطوير فرص عمل جديدة».

وأكد أنّ «التزام فرنسا هذا المشروع يعود إلى ثقتها بما يمكن أن يعود به قطاع الطاقات المتجددة من فائدة اقتصادية وبيئية عديدة».

نظريان

وألقى نظريان كلمة قال فيها: «نلتقي اليوم ونحن على أبواب منتدى بيروت الدولي السابع للطاقة الذي سيبدأ الأربعاء غداً والذي سيشهد العديد من الفعاليات الموازية والمحاضرات، في حضور نخبة الخبراء من لبنان والعالم. ولقاؤنا اليوم خطوة أساسية في مسيرة الطاقة المستدامة في لبنان، والتي ستستكمل في منتدى بيروت للطاقة حيث سيكون لنا عرض شامل لواقع قطاعي الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والخطط الوطنية للمرحلة المقبلة».

وأضاف: «في هذا الحدث الذي يستضيفه معهد البحوث الصناعية برئاسة الدكتور بسام الفرن وبرعاية معالي الوزير الصديق الدكتور حسين الحاج حسن وحضوره، الشريك الفعلي في كل خطوة راقية في هذا البلد، أود تهنئة الجميع والثناء على جهودهم التشاركية والتفاعلية في إنجاز منصة تدريبية لطلاب الجامعات والمعاهد الفنية والعاملين في القطاع حول أنظمة وتكنولوجيات الطاقة الفوتوفلطية. وهذه المحطة لما كانت لتشهد النور لولا تمويل الإدارة العامة للخزينة الفرنسية عبر برنامج Fasep، بالتعاون بين معهد البحوث الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان والمركز اللبناني لحفظ الطاقة في وزارة الطاقة والمياه. وتجدر الإشارة إلى أن الشراكة لم تكن عينية فحسب، بل هناك استثمار مالي مباشر من الجانب المالي لملاقاة المبادرة الفرنسية، نظراً إلى أهمية أنظمة التعليم والتدريب التي تعتبر من الأسس الضرورية لتطوير المهارة والمعرفة وبناء القدرات، خصوصاً أنّ هذا المحور أساسي في الخطة الوطنية للطاقة المتجدّدة. ونستغل المناسبة اليوم لتأكيد ضرورة تطوير وتحديث وتفعيل إنتاجية مختبر قياس أداء وفغالية أجهزة تسخين المياه على الطاقة الشمسية، والذي حصلت عليه وزارة الطاقة والمياه من خلال هبة يونانية لصالح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، والذي تمّ إيداعه وتركيبه في معهد البحوث الصناعية، مما يتيح الاستفادة من مجموعة مبادرات عربية ودولية، لعل أهمها القواعد والإجراءات اللازمة للواقط وسخانات المياه الشمسية في إطار المشروع العربي لشهادات الأنظمة الشمسية الحرارية المعروف بشبكة «شمسي»، وهو موضوع متابعة مستمر بين المعنيين في المركز اللبناني لحفظ الطاقة ومعهد البحوث الصناعية. كما أننا نوجه عنايتكم جميعاً لضرورة العمل على تجهيز مختبر متكامل لاختبارات الخلايا الفوتوفلطية، والسعي مع الجهات الدولية المانحة لتأمين هبة مباشرة أو غير مباشرة في هذا الإطار».

الحاج حسن

ونوّه الحاج حسن بالتعاون بين لبنان وفرنسا في المجالات الاقتصادية والتنموية. واعتبر أنّ «المنصة التدريبية على استخدام الطاقة الشمسية هي خطوة إضافية من الخطوات التي تبذل من أجل تحفيذ الناس في لبنان على تنويع مصادر الطاقة لديهم»، مشدّداً «على وجوب إيجاد وسائل ليصبح الجهد التحفيزي الاختياري مُلزماً بشكل أو بآخر».

وقال: «بسبب التصحر وتغير المناخ خسر لبنان كمية من المياه، لكنه ربح كمية إضافية من الشمس وارتفعت حرارتها، وبالتالي أصبح استخدام الطاقة الشمسية أكثر سهولة. في دول العالم وصلت نسبة الاعتماد على الطاقات المتجددة إلى ما بين 10 و15 في المئة، أما في لبنان فما زالت بحدود الـ2 في المئة ونهنئ معهد البحوث الصناعية على جهوده المتواصلة من أجل الوصول إلى النسبة العالمية آملين أن ترتفع النسبة في لبنان إلى 10 في المئة تقريباً مع وضع خطط وطنية هادفة ترتكز على إستخدام الطاقة الشمسية في الإنارة والتدفئة وتسخين المياه وغيرها من الحاجات والمتطلبات. وبوصولنا إلى هذه النسبة نخفض فاتورة العجز في الكهرباء بنسبة 10 في المئة تقريباً».

وتحدث عن الحوافز التي يمنحها مصرف لبنان في هذا الإطار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى