موسكو: قافلة المساعدات في حلب أحرقت ولم تتعرَّض للقصف

أعلنت الخارجية الأميركية، أن وزراء خارجية «مجموعة دعم سورية» الذين عقدوا اجتماعهم في نيويورك، أمس، برئاسة الوزيرين: الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، اتفقوا على الحاجة لمواصلة وقف إطلاق النار في مختلف أنحاء سورية، بموجب الخطة الأميركية الروسية، على الرغم من استمرار أعمال العنف.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان: بحث الأعضاء، أيضا، أهمية مواصلة ممارسة الضغط على جماعتي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيتين، مع الإقرار بصعوبة فصل «النصرة» عن المعارضة المعتدلة، في بعض مناطق البلاد.

وكان الوزيران لافروف وكيري، عقدا، قبيل هذا الاجتماع، لقاء ثنائيا وراء الأبواب المغلقة، ركز على مسألة الالتزام بالهدنة في سورية. وكذلك، قصف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب السورية.

وذكر كيربي، أن كيري، دعا خلال الاجتماع، إلى استئناف إيصال المساعدات الإنسانية فورا. مشيرا إلى إدانة الوزير للقصف الجوي الذي استهدف قافلة مساعدة، الاثنين. وأدى إلى مقتل موظفي إغاثة إنسانية.

وأكد مصدر في الوفد الأميركي، أن الوزيرين كانا على اتصال دائم، على مدى الأسبوع الأخير، بعد بدء سريان الهدنة في سورية يوم 12 أيلول. مشيرا إلى أن هذه الاتصالات ستستمر في الأيام المقبلة.

وكان كيري أعلن، في وقت سابق، أن اتفاق الهدنة في سورية «لم يمت». مضيفا: أن «مجموعة دعم سورية» ستعقد اجتماعا جديدا، هذا الأسبوع، لبحث المزيد من الخطوات في إطار التسوية السورية.

من جهته، اعتبر المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن الاتفاق الأميركي – الروسي تضرر بشكلٍ كبير وهو في خطر، لكنه لم يمت. معتبراً أن موسكو وواشنطن فقط، يمكنهما إعلان موت الهدنة وكلاهما لم يفعل.

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن الخيار الوحيد لإنهاء العنف في سورية هو الاتفاق الروسي الأميركي. بينما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرلوت، أن اجتماع المجموعة، كان مأساوياً ويتوقع حصول اجتماع جديد، هذا الأسبوع. مضيفاً: إن المفاوضات الأميركية – الروسية حول سورية، بلغت منتهاها وطرحت آلية أوسع لمراقبة وقف إطلاق النار.

أما وزير الخارجية الألماني، فرانك شتاينماير، فقال في أعقاب الاجتماع الوزاري: كان من الواضح، بالنسبة للجميع، أننا أمام نقطة انعطاف جديدة في سورية. وألمحت، بوضوح، إلى أن هناك طريقا حقيقية واحدة فقط، هي الحل السياسي في سورية. ويجب أن نحاول وقف العنف في سورية مرة أخرى. ويجب بذل مزيد من الجهود من أجل ذلك، خصوصا من قبل اللاعبين الإقليميين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالب بـ «وقف القتال» في سورية. وذلك، عند افتتاحه أعمال الجمعية العامة السنوية للمنظمة الأممية. وقال: أدعو كلّ الأطراف التي تتمتع بنفوذ، إلى العمل من أجل وقف القتال وبدء المحادثات. وذلك بعد انهيار هدنة استمرت إسبوعاً، في البلد الذي يشهد نزاعا دامياً.

الأمين العام، أشار في كلمته، إلى أنه لا يتوجب اعتماد مستقبل سورية على مصير شخص واحد، بحسب تعبيره. مضيفا: الرعاة المؤثرون المستمرون في تغذية آلة الحرب في سورية، تلطخت أيديهم هم أيضا بالدماء. وبين الحضور في هذه القاعة، ممثلو حكومات تغاضت عمّا في سورية. وقللت وموّلت ما يشهده هذا البلد. وشاركت، بل خططت ونفذت، الأعمال الوحشية التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، بحق المدنيين في سورية.

في غضون ذلك، أعربت موسكو عن «أمل ضئيل» باستئناف الهدنة في سورية، في ظل التوتر الذي يشهده الوضع هناك. وأضاف الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف: أن استئناف الهدنة، يستدعي وقف الإرهابيين لإطلاق النار وأن يكف الأميركيون عن قصف الجيش السوري، عن طريق الخطأ. متهماً واشنطن: بعدم الإيفاء بالتزاماتها في اتفاق الهدنة، بخصوص فصل المعارضة عن «جبهة النصرة».

إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما: أن لا حلّ عسكرياً في سورية، داعياً لمواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حلّ. وقال: في نهاية المطاف، لن يكون هناك أي انتصار عسكري. وبالتالي، علينا مواصلة الجهود الدبلوماسية لوضع حدّ للعنف في سورية وإيصال المساعدات لمن يحتاجها.

أوباما، خلال كلمته في الأمم المتحدة، أشار إلى أن روسيا تحاول استعادة مجدها السابق من خلال القوة. مؤكداً رفضه أي شكل من أشكال التشدد والعنصرية. داعياً إلى توحيد الجهود للقضاء على «داعش» فكرياً وميدانياً.

وفي شأن متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف: أن الطائرات الحربية الروسية وكذلك السورية، لم تقصف القافلة الإنسانية بالقرب من حلب. وقال: لا توجد مؤشرات على إصابة القافلة الإنسانية، جنوب غرب حلب، بأية قذائف، بعد دراسة التسجيلات المصورة. مشيراً إلى تزامن الحادثة، بشكل غريب، مع الهجوم الواسع للمسلحين في ذاك الاتجاه.

كوناشينكوف، أضاف: إن الطائرات الروسية المسيّرة رافقت قوافل المساعدات الأممية، حتى وصولها بسلام. مؤكداً أنه تم إيصال الشحنات الإنسانية بنجاح. وبعد ذلك أوقف المركز الروسي للمصالحة مُراقبةَ القافلة. مضيفاً، إن المعلومات كافة، حول مكان تواجد القافلة، كانت متوفرة فقط لدى المسلحين المسيطرين على هذه المناطق.

وقال كوناشينكوف: درسنا بدقة شريط «الفيديو» الذي نشره «النشطاء» من مكان الحادث، ولم نجد ما يدل على إصابة قافلة الشاحنات بأية ذخائر حربية. ولم تظهر أي حفر في المكان ولا أي إصابات في هياكل الشاحنات، أو تناثرها لقطع نتيجة موجات انفجارات القنابل الجوية. كل ما عرض في «الفيديو» كان النتيجة المباشرة لحريق، بدأ وبشكل غريب، في وقت واحد مع بدء الهجوم الشامل للمسلحين في حلب.

جاء ذلك، في وقت، صدر فيه بيان عن منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية والمنطقة، ماسيمو ديانا وكيفن كنيدي، يشير إلى أن المنظمة الدولية طلبت، بلا جدوى، من الأطراف المتحاربة في سورية، وقف الضربات الجوية التي استهدفت قافلة المساعدات في حلب.

وقال البيان: تم إبلاغ الأمم المتحدة في سورية بالضربات اثناء حدوثها. وعلى الرغم من جهودنا واتصالاتنا مع أطراف الصراع، تواصلت الضربات طوال الليل، مما عرقل الجهود للوصول إلى الجرحى وإسعافهم.

إلى ذلك، قال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنيف، ينس لاركي، إن قرار تعليق إيصال المساعدات المقررة لهذا اليوم، الثلاثاء أمس ، هو لإعادة تقويم الموقف.

وكان لاركي أعلن، في تصريحات صحافية سابقة، أن المنظمة الدولية علقت تحركات كل قوافل المساعدات في سورية، بعد أن أصابت ضربة جوية قافلة من 31 شاحنة، في وقت متأخر الاثنين. مشيراً إلى أن الأمم المتحدة، حصلت مؤخراً على إذن من الحكومة السورية، بتوصيل مساعدات لجميع المناطق المحاصرة في البلاد.

بدوره، أعلن الهلال الأحمر السوري، تعليق أنشطته في حلب لثلاثة أيام، احتجاجاً على قصف قوافل المساعدات. وقال في بيان له: إن القصف أسفر عن مقتل عمر بركات، مدير الهلال الأحمر العربي السوري، في أورم الكبرى، وعدد من سائقي الشاحنات وغيرهم من العاملين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى