الزمن
يكتبها الياس عشّي
الزمن يمرّ تاركاً بياضه على رؤوسنا، وخطوطه على أوجهنا، وإذا بالغ في قسوته قوّس ظهرنا، وأبطأ حركتنا، وصادر ذاكرتنا! ألم يقل عباس محمود العقّاد في وصف شيخوخته:
«كنت أصعد السلم ثلاث ثلاث، كنت أصعده وبياض شعري يتوارى في سواده، اليوم أصعده واحدة واحدة، أصعده وسواد شعري يتوارى في بياضه»؟
وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف أحدنا عن التغني بالزمن ووصفه بالجميل؟
السبب؟
ذاكرة تحنّ إلى ملاعب الطفولة، وإلى صوت الأمّ وهي تهدهدك لتنام، وإلى مشهد الفراشات والعصافير ترافقك كلّ صباح وأنت تتوجه لمدرستك، وإلى أول عبارة غزل كتبتها وماتت في دفتر يومياتك، وإلى أول يوم خرجت به إلى الشارع مطالباً باستعادة فلسطين.
ألم يكن زمنا جميلاً؟
بلى.