تبادل اتهامات روسية ـ أميركية حول قصف قافلة المساعدات
تبادل وزيرا الخارجية، الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس، خصصت للبحث في الشأن السوري، الاتهامات حول المسؤولية عن قصف قافلة المساعدات الانسانية، في أوروم الكبرى، في ريف حلب.
الوزير الروسي دعا لإجراء تحقيق، مستفيض ومحايد، في الهجوم على القافلة الإنسانية. مشيراً إلى أن استهداف القافلة تم على الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.
وجدد لافروف، جاهزية روسيا للكشف عن بنود اتفاق الهدنة مع الولايات المتحدة، في سورية. وقال: إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة مشتركة مع الولايات المتحدة، في التاسع من أيلول، لن يكون ممكنا تنفيذه إلا بنهج شامل، يتضمن خطوات متزامنة من جانب جميع الأطراف الضالعة في الحرب وإلا فإن شيئا لن يحدث. ولن يكون هناك أي وقف للقتال من جانب واحد.
وأعاد لافروف التأكيد: أن لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية، الذي يقوم على الحوار السياسي الشامل بين السوريين. مشدداً على ضرورة استئناف الحوار السوري – السوري في جنيف، من دون أي محاولات من قبل بعض الأطراف، لفرض شروط مسبقة وابتزاز.
وأشار إلى أن التدخلات في شؤون الدول ومحاولات إسقاط الحكومات، أوصلت الوضع إلى ما هو عليه الآن. موضحا أن الأولوية في تسوية الأزمة في سورية، هي فصل ما تسمى المعارضة عن الإرهابيين والتي هي شرط أساسي لتطبيق الاتفاق الروسي – الأمريكي حول سورية.
وشدد على أن من المهم عدم حماية الإرهابيين في سورية من العقاب، تحت مسمى المعارضة المعتدلة. موضحاً أن تنظيم «حركة أحرار الشام» الإرهابي، أعلن صراحة أنه لن يلتزم بالاتفاق الروسي – الأميركي ولذلك، حان الوقت لإعادة النظر في قائمة التنظيمات الإرهابية، مبينا أن على جميع أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية، أن يعطوا ضمانات بالتزام المجموعات التى لهم تأثير عليها، من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق لوقف الاعمال القتالية.
وحول العدوان الجوي، من قبل التحالف الأميركي على مواقع الجيش السوري في ديرالزور، قال لافروف: إن الحادثة انتهاك صارخ. وكانت أكبر الخروقات لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
من جهته، رد وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، على تصريحات نظيره الروسي، حول عدم فرض الشروط المسبقة، بالقول: إن هناك أطراف لا تريد نجاح وقف النار في سورية. مؤكدا عدم وجود شرط مسبق بشان اتفاق الهدنة.
كيري قال: إن قصف قافلة الاغاثة قرب حلب، غير المعطيات على الارض. وما برره الروس، بهذا الشأن، غير مقبول. ورأى أن هذه الحادثة «تثير شكوكا قوية» بشأن ما إذا كانت روسيا وحكومة سورية، ستلتزمان إتفاق جنيف. ودعا إلى منع تحليق الطيران الروسي والسوري فوق المناطق التي تسيطر عليها «المعارضة السورية».
الوزير الاميركي، أكد أنه يجب استثناء تنظيمي «داعش والنصرة» من الهدنة. مضيفاً: يجب استعادة الثقة بين الاطراف التي أدعوها جميعا ومن بينها المعارضة، إلى إعادة إحياء الهدنة في سورية. وأشار الى الالتزام الاميركي بما اتفق عليه مع الروس، حول الهدنة والتنسيق معهم.
كما أكد كيري، أنه لا يمكن غض الطرف في حال قاتلت المعارضة السورية إلى جانب النصرة. مضيفاً: إن «جبهة النصرة» فرع من «القاعدة» ولا يمكن النظر إلى هذا الامر بطريقة أخرى. وهي خصم لنا جميعا.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن تطبيق الهدنة في سورية سيمهد لحل الأزمة سياسيا. ورأى أن المحادثات السورية يجب أن تركز على المرحلة الانتقالية أولا. ودعا إلى تقديم الدعم للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، من دون وضع أي شروط مسبقة لاستئناف المحادثات.
من جانبه، قال دي ميستورا، إن جميع الأطراف تدرك أهمية المرحلة الانتقالية في سورية. وأعلن أنه سيطرح خطة إطار عمل لاستئناف المفاوضات السورية، بشكل مباشر بين الأطراف، في الجولة المقبلة من المباحثات. مؤكدا أن المرحلة الانتقالية في سورية يجب أن تشمل الجميع.
وفي شأن متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس، أنّ طائرة أميركية من دون طيار، كانت فوق المنطقة التي تتواجد فيها قافلة الأمم المتحدة، التي ضُربت في سورية. وأضافت: إن هذه الطائرة أقلعت من قاعدة «أنجرليك» العسكرية في تركيا.
وأشارت الوزارة إلى أنّ ممثّل قاعدة «حميميم» العسكرية في سورية، أبلغ ممثل سلاح الجو الأميركي، بأنّ الطائرات الروسية لم تكن موجودة فوق مكان تعرّض قافلة الأمم المتحدة للقصف. مؤكدة أنّ سلاح الجو الروسي لم يقصف أورم الكبرى، حيث وقع الهجوم على قافلة المساعدات.
ورأت الوزارة، أنّ الغرب يحاول التغطية على المأساة في دير الزور، بتوجيه اتهامات لروسيا لا أساس لها من الصحة، عندما شنّ التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع للجيش السوري في دير الزور، ما أدى إلى عشرات الشهداء، ليعلن لاحقاً، أنّ الهجوم حصل عن طريق الخطأ.
ميدانياً، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن الطراد الثقيل الحامل للطائرات «الأميرال كوزنيتسوف»، سينضم إلى قوام المجموعة البحرية الروسية، العاملة في القسم الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
وقال الوزير الروسي: في الوقت الراهن تضم المجموعة البحرية الروسية، في شرق المتوسط، ما لا يقل عن ست سفن قتالية و3-4 سفن دعم وتموين. وهي تنتمي إلى جميع الأساطيل الحربية الروسية. وبهدف تعزيز قوة المجموعة، سيتم دعمها بالطراد الحامل للطائرات «الأميرال كوزنيتسوف».
وفي السياق، استعاد الجيش السوري السيطرة على مبنى الأسمدة والمكاتب، في محيط منطقة الراموسة القديمة، جنوب حلب. وأحرز تقدماً باتجاه تلة بازو ومدرسة الحكمة ومشروع الألف وسبعين شقة، جنوب غرب حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلّحي «جيش الفتح»، تزامناً مع قصف مدفعيّ وصاروخيّ استهدف تجمّعاتهم وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي ريف حماه، فتح الجيش السوري جبهة معردس وبدأ عملية عسكرية واسعة، بغية استعادة البلدة الهامة، التي تقع في ريف مدينة حماة الشمالي. والتي تمهد للقوات البرية التقدم نحو مواقع أكثر أهمية. وسبقت العملية البرية، التي بدأتها وحدات من الجيش السوري نحو البلدة، أمس، كثافة نارية كبيرة من مختلف الوسائط، لعدم السماح للمسلحين بالتحرك والانتشار، في حين تقدمت وحدات الاقتحام بالتزامن مع تلك الرمايات.
مصدر ميداني سوري، أكد أن الجيش أحرز تقدماً هاماً باتجاه الضهره الشرقية والجنوبية، في محيط معردس. وتمكن الجنود من الوصول إلى عمق نقاط المسلحين في البلدة، التي تعتبر بوابة الوصول إلى صوران.
وفي غوطة دمشق الشرقية، سيطر الجيش على مساحات جديدة من مزارع الريحان الواقعة شمال شرق مدينة دوما.