خبراء روس لـ«سانا»: الأميركيّون يعقدون الاتفاقات فقط لانتهاكها ولتغطية جرائمهم
رأى الباحث والصحافي الروسي أناتولي فاسيرمان، أنّ الأميركيّين يعتبرون أنّ شتّى صيغ الخداع والدجل ليس مسموحاً بها فقط بل ضروريّة، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة وأعوانها في الشرق الأوسط يبرهنون بسياساتهم حيال سورية على أنّ تلك القِيم المنحرفة «ما زالت حيّة باقية ولم تمت».
واعتبر فاسيرمان، أنّ «الأميركيّين لا يمكنهم الاتفاق مع الروس، لأنّ إحدى أكثر القِيم قداسة في الحضارة الروسيّة هي الصدق والالتزام الصارم بالوعود، والطلب أيضاً من الشريك الالتزام بتنفيذ ما وعد به».
وأشار فاسيرمان إلى أنّ «سلوك الأميركيّين حالياً لم يتغيّر بشيء، لأنّ مثل وقيم الحضارات تتراكم عبر عصور وقرون، ولن تزول بين ليلة وضحاها حتى لو تمّ إثبات زوالها، ولذلك يجب أن نكون مستعدّين لإدراك هذا الواقع، وألّا نصدّق كلمة واحدة ينطق بها الأميركيّون».
ولفتَ بهذا الصدد إلى الاتهامات التي ساقها الأميركيّون في مسألة الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانيّة في ريف حلب، حيث «بدؤوا يتّهمون الطيران السوري والروسي بذلك، علماً أنّ آثار تدمير الشاحنات لا تدلّ على قصف من الجو، بل على نيران شبّت في الشاحنات والتهمت ما على متنها، ولذلك فهم دجّالون بالوراثة حيث يعقدون مختلف الاتفاقات فقط من أجل أن ينتهكوها، وهم كالسابق مستعدّون لتغطية جرائمهم المختلفة بمشاهد جميلة».
من جهته، أوضح المحلّل السياسي الروسي نيكيتا ميندكوفيتش أنّ «اتفاق وقف الأعمال القتاليّة الذي التزم به الجيش العربي السوري بمفرده تمّ خرقه في حلب، حيث استغلّت التنظيمات الإرهابية هذا الاتفاق لتجميع قواها وإعادة محاولاتها في الهجوم على مواقع الجيش».
وقال ميندكوفيتش، إنّ «تعطيل اتفاق وقف الأعمال القتاليّة أصبح حقيقة مؤسفة، ولكنّ ذلك يدلّ حسب القول الشعبي الروسي على أنّه لا يمكن فصل الذيل عن الجسد بوصلات متقطّعة، وبمعنى آخر لا يمكن حلّ الأزمة في سورية بهدنات متوالية من دون تحقيق انتصار عسكري شامل على الأرض، لأنّ سلوك المجموعات المسلحة يؤكّد حقيقة عدم التزامها. إن لم تُستخدم القوة ضدّها، فهم يخرقون كلّ الالتزامات التي اتّخذوها على عاتقهم، ويستغلّون الهدنات لتعزيز قدراتهم العسكرية ويستأنفون الحرب ثانية».
وشدّد ميندكوفيتش على أنّ أيّة عمليّة عسكريّة أجنبيّة في أيّ بلد كان، من دون موافقة قيادة هذا البلد، تُعتبر عدواناً سافراً عليه وتدخّلاً غير مقبول في شؤونه.
من جانبها، اعتبرت رئيسة مركز الدراسات الاقتصاديّة للجمهوريّات السوفياتيّة سابقاً، والتابع لأكاديميّة العلوم الروسية، يلينا كوزمينا، أنّ «تصاعد هجمات التنظيمات الإرهابيّة في سورية وازدياد الدعم المقدّم لها من دول إقليميّة معيّنة، يثير القلق لدى روسيا ويدفعها إلى اتّخاذ كل الخطوات الضروريّة لحماية حدودها وحدود حلفائها الاستراتيجيّين في آسيا الصغرى».
وأكّدت كوزمينا أنّ العدوان التركي على ريف حلب الشمالي لم يكن بهدف محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، واصفةً التدخّل التركي في الشأن السوري من دون موافقة الحكومة السورية بأنّه غير مقبول، بل يتناقض مع قواعد القانون الدولي والأعراف الدوليّة.