صرعة النرجيلة الشعبية.. لنحمِ أطفالنا من سموم الانتحار!

ناريمان نهيل عبيد

تراهم في الشوارع، في أرصفة المقاهي، وفي المطاعم والاستراحات وفي البيوت وعلى الشرفات.. تراهم في كل مكان يغتالون أنفسهم بفرح وغباء في الوقت نفسه!

ماذا تقول لمن تحب فيه ضحكته، بسمته، نضارة وجهه، ريعان شبابه، وهو يخطف منه هذه النعم بما يسمى نفس نرجيلة؟

وقد يكون هذا أخاً، ابناً، ابن جيران، ابن صديق، او ابن صديقة، أو بنتاً لكل هؤلاء الأعزاء في الوقت نفسه، إذاً حتى المساواة أخذ الناس يطبقونها في التصرفات الضارة أيضاً، فالشباب يتأنثون والبنات يسترجلن!

للوهلة الاولى يستغرب القارئ ما علاقة الطفولة بالنرجيلة؟

لا داعي للعجب، فقد أصبحت النرجيلة جزءاً من حياة الطفل في زماننا للأسف وكأنها لعبة من ألعابه الثمينة. يتناولها الاطفال في ما بينهم وهم سعداء لا يدرون ما تحمل لهم من مخاطر وأهوال على صحتهم.

الأطفال هم جيل المستقبل، لكن هناك يداً خفية تقتل هذا الجيل.

دورنا كأهل أن نكون يقظين لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدّد جيلاً بأكمله وبالتالي وطناً وشعباً عن بكرة أبيهما.

وبعض الأهل لا يأبهون لأطفالهم، بل يشجعونهم على النرجيلة، متخيلين أن ذلك نوع من الدعابة أو شيء من الرجولة على قاعدة ضرورة تجريب كل شيء في هذه الحياة.

وهناك فئة من الأطفال حرمت من الأب والأم فجرفها معشرها السيئ الى هذه الطريق، ولكن نحن كمجتمع لا بد لنا من ان نحضن هؤلاء الأيتام الحقيقيين ونوجههم الى الجادة الصحيحة في الحياة.

نعم، فالطفولة هي البراءة والنقاء والصفاء. واجبنا ان نحافظ على الطفولة. هؤلاء عصافير الجنة لتعيش عمرها الجميل، عمر الزهور والرياحين.

لنكن يداً واحدة ننقذ فلذات أكبادنا!

بما اننا نتحدث عن النرجيلة مع الأطفال اليكم بعض المعلومات عنها :

النرجيلة الأركيلة argileh تتعدّد اسماؤها اذ يحلو للبعض تسميتها شيشة shisha وآخرين يفضلون تدليعها فيسمونها جوزة goza والبعض يطلق عليها ننرجيلة .

تم اختراع النرجيلة في القرن الخامس عشر على يد أحد اطباء الهند ابان حكم المغول لها كوسيلة اعتقد الحكيم عبد الفتاح الهندي أنها ستكون أقل ضرراً من تدخين أوراق الحشيشة وذلك قبل ان تغزو اوراق تبغ أرجاء العالم كافة.

اضرارها الصحية: تسبب السرطان، فالفحم المحترق يحوي الغازات والمواد الكيماوية، حيث ينقل عدوى مرض السل والتهاب الكبد الفيروسي وغيرهما.

النرجيلة سم قاتل، ولكنه يقتل ببطء.

فلنحمِعلى اولادنا من هذا السم، فهم البنون الذين تعمر بهم الارض والجيل الصاعد الذي يجعل الإنسانية مستمرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى