عشق الصباح

قاب قوسين من دنان دوالي العنب، وأدنى. ذات غروب «كنت ناطرك تجي» ثمة أبواب لم تزل، ورغم كل هذا العتم، مفتوحة للضوء. «ما بعرف شو يللي صار تتغيّرت ها الناس، لحالي بهالليل سهران، تتبعثر أوراقي والدواه حبرها محزون، والقلم مسكون بالوجع، وكلماتي عم تنزف حنين».

لهيب الشوق يضنيني، لو أعرف كيف يغفو التعب في كفيك؟ كيف يغفو السهر في عينيك؟ مع كلّ ها الجفا، انتظر صوتك ولا يأتي، اسمع وقع خطواتك ولا تجيء، يمرّ طيفك، أركض ملهوفاً، لا شيء إلا الصدى يردّد: «لكِ وحدكِ يكون للكلام معنى وللبوح قصيدة عشق، مهما اتسعت المسافات بيينا بعدك قنديل الذاكرة والذكريات، أتعشق سفوح الزيتون وبراري القمح، ما عشقت ترف القصور يوماً، ولا اغرتني الليالي الملاح. أحلامي «على قد الحال، كسرة خبز وحبات زيتون وقهوة وشرفة بحرية، فيروز ساكنة بكل الزوايا والأمكنة».

ليتني تعلّمت الرسم وأنا صغير، ها أنا أتأمل وجهك المعجون بعطر الورد وعينيك الواسعتين «مليانة سحر»، «سبحان الله هيك خالقك ومكوّنك بهالجمال. يا حسرتي بين اصابعي تركت الأيام، تعب، وشوية جمر، وما تعلمت الرسم، كنت رسمتلك بيت عَ كتف الجبل وفرشتلك سجادة من ورد، طال الانتظار وبردت القهوة بالشرفة، كلما تذكرت ضحكتك بيفتّح ورد الحاكورة. وبتمرّ غيمة بتشتّي عطر».

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى