الخطيب: الولايات المتحدة في مأزق كبير والحزم الروسي سيُلزمها بالانضباط
اعتبر أمين عام «رابطة الشغّيلة» النائب السابق زاهر الخطيب، أنّ «الولايات المتحدة الأميركيّة تمرّ في مأزق كبير، لأنّ العصابات المسلّحة الإرهابيّة التي تمدّها بالسلاح وبالعون وبكلّ أنواع الدّعم بدأت تنهار أمام هجمات الجيش العربي السوري وحلفائه، لذلك لم يعد لديها أفق أو سياسة تنهجها وتتّبعها سوى أن تتدخّل مباشرة لدعم «داعش» هي من جهة، وتفسح في المجال أمام العدو الصهيوني أن يتدخّل لدعم «جبهة النصرة» من جهة ثانية.
وقال الخطيب في حديث لـ «وكالة أخبار الشرق الجديد»: «نحن أمام هذه المعادلة: أميركا تدعم «داعش»، والعدو الصهيوني يدعم «جبهة النصرة»، إزاء هذا النفاق الذي تنهجه الولايات المتحدة الأميركيّة بادّعائها أنّها تقاتل الإرهاب في حين أنّها تمدّ الإرهاب بالعون والمساندة، ثارت موسكو ووجدت نفسها غير قادرة على الاستمرار بالاتفاقيّة وبالهدنة التي جرى التفاهم حولها مع واشنطن. من هنا، كيف يمكن للإدارة الأميركيّة أن تفكّ هذا الاتفاق، ليس لديها سوى زجّ التحالف الدولي تحت شعار أنّها ارتكبت خطأً فنيّاً، ومن غير المفهوم كيف يمكن لساسة الولايات المتحدة الأميركيّة العسكريّين وكبار الجنرالات وسواهم أن يرتكبوا خطأ، فيقدموا على اغتيال حوالى 90 جندياً من الجيش النظامي بين ضباط وجنود، وهم الخبراء في النهاية بالإرهاب وبالتجسّس وبضبط المعلومات والانضباطيّة العسكرية، كيف يمكن لذلك أن يُصدَّق!».
وأضاف: «لا يمكن إلّا أن نوجّه أصابع الاتّهام والإدانة مباشرة إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، ونعتبر أنّها تتحمّل مسؤوليّة دماء الجنود الذين سقطوا بنتيجة هذا الهجوم الأميركي ضدّ مواقع للجيش العربي السوري وحلفائه، وأن نوجّه إصبع الاتهام والإدانة للعدو «الإسرائيلي» الذي وظّف كل طاقاته لدعم جبهة النصرة».
وأشار الخطيب إلى أنّ «ملامح ما حصل تشي بأنّنا أمام موقف حازم وصارم من قِبل موسكو»، لافتاً إلى «أنّها أعلنت، إمّا أن يكون هناك هدنة محترمة وأن يكون هناك انضباطيّة في التعاطي مع عملية الاتفاق، أو أنّكم تختارون حرباً مفتوحة».
وختم الخطيب قائلاً: «نحن أمام هذه المعادلة اليوم، ويبدو أنّ أميركا وقعت في مأزق ثانٍ، إذ إنّها لم تعدْ تستطيع أن تبرِّر ما أقدمت عليه، فنحن إذاً أمام مأزق وأزمة تمرّ بها الولايات المتحدة الأميركيّة، وفي الجهة المقابلة أمام موقف حازم لروسيا، وهذا ما سيعدّل فيما بعد المعادلة باتّجاه أن تلتزم أميركا أكثر فأكثر بانضباط من شأنه أن يعيد الأمور إلى العناوين الأساسيّة. وأبرزها أن لا حلّ في سورية سوى الحلّ السياسي».