دم الشهيد منارة
منهج التكفير قتل نهج التفكير. ولغة التشدّد والغلوّ اغتالت لغة التسامح والانفتاح والوطنية باغتيال شهيد الكلمة والموقف السياسي الكاتب الأردنيّ ناهض حتّر، الذي قضى آخر سنيّ حياته الزاخرة بالعطاء ليقنع أخوته الأردنيين أنّ التحالف مع شيطان الإرهاب لن يأتي للأردن إلا بالخراب. وأن حماية الأردن تبدأ من دمشق التي أحبّها وأحبّته. موقف أزعج سلطات بلاده ودفعها إلى الثأر الكيديّ المتعمّد منه. فاسحة المجال بذلك لتنظيمات السلفية الجهادية وإخوان الأردن للقصاص من عدوّهم، الذي لم يتعب يوماً في فضح سوداوية مشاريعهم.
ورغم هذا الاغتيال الجبان، استمرّ ناهض حتّر برسالته. فدمه فضح ظلاميتهم، وكشف للأردنيين بنور دمه الزكيّ ظلامية مستقبل أبنائهم في مشهد يسوده السلفيون والإخوان، الذين برّروا القتل كوسيلة للوصول إلى السلطة كغاية. هذه السلطة التي تركت حتّر لمصيره بعد حملة تحريض ممنهجة لن تكون بعيدة عن كيدية الإخوان والسلفيين ومشاريعهم للاستيلاء عليها. ونموذج مصر حاضر للعبرة.
مع وداع حتّر لجسده، لتعانق روحه السماء، يكون الأردنيون بخياراتهم السياسية على مفترق طرق تاريخيّ. فإما الصمت على خيارات حكومتهم وبالتالي الاستعداد لمستقبل غير مستقرّ عنوانه «إخوان الأردن»، أو فليتبعوا روح الشهيد التي لن تفارق سماء دمشق العروبة وبيروت المقاومة.
سومر صالح