فارس الكلمة الحرّة

ما بين الكلمة والموقف، إرادة ناهض ارتقت بالقناعة والرؤيا إلى مستوى مثالية الفكرة النابعة من جوهر الوعي الإدراكي، لكاتب رسم بحضوره الثائر ملامح الواقع العربيّ المؤلم، وكتب بحبر بلاغته مقدّمة الرفض المطلق للتطرّف المتمادي في زمن كثر فيه الجهل وعصفت به رياح التخلّف.

ناهض حتّر فارس الكلمة الحرّة والنَّفَس الممانع العروبيّ ا صيل. الناثر رياحين الوعي المقاوم على منبر الرفض المطلق للتخاذل العربي حيت الارتهان الواضح بالموقف والأداء. إنه الصوت الصارخ من أعماق الصحافة. النَّفَس المستمرّ الذي عجزت قوى الظلام عن إخماده عام 1998، لتنجح اليوم في مشهد أكّد للرأي العام اإقليمي والعالمي أنّ إرهاب ا مس، هو ذاته إرهاب اليوم. قد يختلف في الشكل لكنّ المضمون واحد وا سلوب واحد.

مع غيابه، خسرت الصحافة أحد أركانها الكبار وأعمدتها العملاقة، كما خسرت الكلمة عمادها ا وّل الذي سكب من فكره وروحه في وجدانها أبعاد المواقف. إنّ استشهاد ناهض حتّر أبكى الضمائر الحيّة، خصوصاً أصحاب النوابغ المنهلة من شلالات الحقيقة المتدفّقة من قلمه الحرّ وأقلام أخرى مشابهة روت بحبرها عطش الكلمات، وأضاءت بأفكار أصحابها مسالك الحقيقة الواضحة.

لم ولن تُهزم الكلمة يوماً على أيادي الجهل المستشري في أزقّة العقول الضيّقة من ممتهني سياسات التقوقع والقتل والترهيب في العالم العربي.

نمر أبي ديب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى