أنوار الثقافة والفنون السورية تبدّد ظلام الإرهاب والجهل والتوحّش

انطلقت في دمشق فعاليات مهرجان أفلام حديثة من الشركات العالمية الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما، بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون، بعرض فيلم «اثنا عشر عاماً من العبودية» الحائز ى جائزة الأوسكار هذا العام، إخراج ستيف ماك كوين. ويروي الفيلم حكاية سلمون نورثوب، أمريكيّ من أصول أفريقية خطفه نخاسون وباعوه في سوق العبيد ليقضي اثني عشر عاماً كعبد متنقل من مالك إلى آخر.

يشير محمد الأحمد، مدير عام المؤسسة العامة للسينما، إلى أن المؤسسة عملت على توزيع الفعاليات السينمائية على أشهر السنة في ظل غياب مهرجان دمشق السينمائي بسبب الظروف التي تشهدها سورية، لافتاً إلى اختيار أفلام حديثة تعرض للمرة الأولى ونالت جوائز كبيرة في المهرجانات الدولية، موضحاً أن فيلم الافتتاح «اثنا عشر عاماً من العبودية» اختير كونه حاز جائزة الأوسكار كأفضل فيلم هذا العام، يليه عرض فيلم «الحب» الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان، مؤكداً أن المديرية انتقت أفلاماً لمختلف الأذواق، من الرسوم المتحركة إلى الأفلام الاجتماعية والمغامرات والرعب.

من ناحيته اعتبر الكاتب نضال قوشحة أن الفعالية تقام بعد النجاح الكبير الذي لاقاه الجزء الأول من التظاهرة الذي أقيم في آذار، والأفلام المقترحة على مدى شهر كامل هي أحدث أفلام السينما العالمية التي سجلت حضوراً بارزاً في قوائم التتويج ويشارك فيها نجوم عالميون.

الجدير ذكره أن التظاهرة السينمائية «مهرجان أفلام حديثة من الشركات العالمية ـ الجزء الثاني» تتضمن ثلاثة عروض يومية لأهم الأفلام العالمية، عند الساعة الثانية عشرة ظهراً والثانية والنصف ظهراً والرابعة والنصف عصراً من أبرزها «الحب»، «المتجمدة»، «خطة الهروب»، «قطار ليلي إلى لشبونة»، «حذاء باربي الوردي»، «نحن نسرق الأسرار»، «الشبح» و«جيل».

40 لوحة و20 منحوتة في ثقافي السويداء

يضم التشكيلي القائم في صالة المركز الثقافي العربي في السويداء 40 لوحة فنية و20 عملاً نحتياً للفنانين التشكيليين منصور الحناوي ونشأت الحلبي. وتجسد لوحات المعرض الذي يستمر أسبوعاً مواضيع البيئة المحلية والبيوت القديمة في ريف محافظة السويداء، إلى لوحات عن جمال الخيول العربية الأصيلة، بالإضافة إلى نحو 20 عملاً نحتياً عن حالات إنسانية متنوعة.

يوضح الفنان التشكيلي منصور الحناوي أن أعماله تنتمي إلى المدرسة الواقعية وتنطلق من الطبيعة والبيئة المحليتين اللتين تشكلان المرجع الأساس للفنانـ لافتاً إلى أن معظم لوحاته الفنية في المعرض تجسّد جمالية البيوت القديمة في السويداء وتعكس جزءاً من طفولته، بالإضافة إلى مشاهد مختلفة للطبيعة بتفاصيلها الدقيقة.

من ناحيته، يقول الفنان التشكيلي نشأت الحلبي إن أعماله الفنية هي أقرب إلى العفوية المدروسة، موضحاً أن أعين شخوصه مغمضة في أعماله النحتية ليطلق العنان لمخيلة كل ناظر إليها، ويعبر كل عمل عن نفسه ويجد فيه المتلقي أفكاراً جديدة.

عمر الشيخ موقّعاً جديده الشعريّ

شهد الثالث للشاعر عمر الشيخ «مباشر من جزيرة المونتاج» احتفاءً كبيراً في حفل التوقيع الذي أقامه الشاعر في ملتقى «أضواء المدينة» في باب شرقي الذي يديره الشيخ مع كل من الروائي جورج حاجوج والصحافي علي عقباني، فبعد كتابيه «سم بارد» و»متى أصبح خبراً عاجلاً» يواصل الشاعر السوري اشتغاله على سرد يوميات شعرية تحمل الكثير من الجرأة الفنية.

تضمن حفل التوقيع قراءات شعرية من كتاب «التحوّلات» لأدونيس، وقراءة مختارات من أشعار الإسباني فدريكو غارثيا لوركا، تلتها قراءة الشاعر عمر الشيخ من كتابه الجديد لنصوص: جينزات الرقة، خمس ساعات من العطر، بيانو ليوم واحد، أصابع نحيلة ضاحكة، وحيداً مثل كأس كحول، فرصة واحدة من رقبتك… وقرأ الشاعر الشيخ نصوصاً من كتابه الجديد الصادر حديثاً لدى دار «التكوين» في دمشق تشي بمغامرة جمالية يخوضها الشاعر مجدداً مع كتابة مغايرة ذات حساسية خاصة في قراءة الواقع وانتشاله من قتامته إلى مصاف الأسطورة، قائلاً في قصيدة «ريبورتاج المقبرة»: «الخط مشغول دائما كأعصابي… أنت أهم موقع حقيقي تتصفحه أصابعي… بلا كاسر بروكسي».

شهد حفل التوقيع إقبالاً واسعاً من الفنانين والمثقفين الذين يواظبون منذ أشهر على الحضور إلى ملتقى أضواء المدينة، جنباً إلى جنب مع مبادرات ثقافية عديدة قام بها شعراء وفنانون سوريون مثل ملتقى يا مال الشام للمسرحي أحمد كنعان، وملتقى عناة للشاعر عدنان أزروني في صحنايا، وملتقى خميس الشعر للشاعرة رولا حسن في مدينة جرمانا وملتقى ثلاثاء شعر للصحافي زيد قطريب.

شهد ملتقى أضواء المدينة على مدى أشهر أمسيات للعديد من الشعراء وتعريفاً بالكثير من التجارب الشعرية السورية من جيل الرواد والوسط والشباب، إضافة إلى التعريف بالتجارب الشعرية العربية والعالمية مثل أوكتافيو باث من المكسيك، وريتسوس من اليونان وكفافي وطاغور من الهند وإدغار آلان بو من أميركا وتي.إس. إليوت من بريطانيا، وبوشكين من روسيا، وكل من عبد المعطي حجازي وسعدي يوسف وجوزف حرب ومحمود درويش ونزيه أبو عفش وعادل محمود ولؤي سلمان وعماد نداف وآخرين.

يقول الناقد عمار حسن إن مثل هذه الأنشطة تبدو اليوم أقرب إلى الأنشطة المركبة إذ تحتفي صالة للفن التشكيلي مثل غاليري نينار بتوقيع كتاب، وهذا نشاط يمكن أن يتسع ليشمل فنوناً أخرى مثل العزف والنحت والرسم والأداء المسرحي، ولذلك علاقة مباشرة بلجنة الإشراف على المكان الذي يدير فاعليات أضواء المدينة. يضيف: «إن التنسيق مع المؤسسة الثقافية مهم هنا، فمديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة أنها لا تمنح ترخيصا بإقامة مثل هذه الأنشطة إذ تحتاج كل صالة إلى تلبية شروط العرض المتفق عليها، لكن المديرية لا تمنع في المقابل الصالات الخاصة من إقامة الفعاليات الثقافية ودعوة الجمهور إليها»، ويرى الناقد حسن أن هذه الفاعلية تدل أيضاً على توق الجميع إلى إعادة النبض إلى قلب الثقافة والفن السوريين، في ظل الهجمة الهمجية التي تشهدها سورية، كي نستطيع مقاومة الموت، فلا بد من حالة شعرية وفنية تضخّ الحياة في شرايين المدينة مجدداً. وفكرة إحياء أمسيات شعر في صالة فنية يرمز إلى مقاومة الموت بإعادة الحالة الشعرية والغنائية، إضافة إلى الحالة البصرية الحقيقية المتمثلة في الفن التشكيلي، بعيداً عن حالة الخواء التي دهمت حياتنا في سنوات الأزمة.

من ناحيته، يقول الشاعر لؤي سلمان إن حضور الشعر في المشهد الثقافي بعد حالة من الإقصاء والتهميش شهدها هذا التعبير العظيم، عاد اليوم بقوة ليتصدّر المشهد حتى في الأزمة، وثمة العديد من الملتقيات الشعرية التي شهدت دمشق ولادتها حديثاً، إلى الكثير من حفلات توقيع الكتب الجديدة لشعراء شبّان؟

الفنانة عزة حيدر تقول إن الفن التشكيلي والكتاب الشعري منسجمان لناحية خلق فاعلية ثقافية فنية شاملة، خاصة في ظل عدم تقديم مديرية الفنون الجميلة شروطاً جيدة للعرض أو توفير فضاءات مناسبة لأعمال الفنانين المشاركين في معارضها، مضيفة أن مشاركة فنون مثل الشعر والموسيقى والغناء والأداء المسرحي تغني اللوحة التشكيلية وتجعل الجمهور أكثر إقبالاً على حضور المعارض، ما يدفع فئات متعددة من هذا الجمهور إلى متابعة حركة الفن التشكيلي.

الشاعر عمر الشيخ كاتب وصحافي ومعدّ برامج تلفزيونية ووثائقية في قناة «سورية دراما» ومحرر في جريدة «النهضة» ومراسل لجريدة «الأخبار اللبنانية» صدر له شعراً «سم بارد» 2008 و«متى أصبح خبراً عاجلاً» 2010 . كتابه الجديد «مباشر من جزيرة المونتاج» في 88 صفحة قطعاً وسطاً.

فيلم «ملك الرمال» يعرض في طهران

أعلن أمين «المهرجان الدولي لأفلام المقاومة» في إيران محمد خزاعي أن فيلم «ملك الرمال» للمخرج السوري نجدت أنزور الذي يفضح حركة الوهابية ونظام آل سعود ودورهما في المنطقة، سيعرض في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان أفلام المقاومة الذي يقام في 23 أيلول الجاري. وأضاف خزاعي في مقابلة مع صحيفة «جوان» الإيرانية أن «المشاورات جارية مع المخرج نجدت أنزور للحضور والمشاركة في المهرجان»، مشدداً على أن سياسة المهرجان هي دعم تيار المقاومة والشعب الفلسطيني ومواجهة السياسات التدخلية للإدارة الأميركية في شؤون المنطقة، موضحاً أن فعاليات مهرجان أفلام المقاومة تتجه نحو القضايا الدولية، إضافة إلى الإقليمية ومشاركة دول من خارج المنطقة، مشيراً إلى أن مهرجان أفلام المقاومة بات تقليداً سنوياً يقام في طهران بدلاً من كل سنتين إذ لاقى إقبالاً شديداً من الدول والمخرجين السينمائيين واحتل مكانة عالمية مرموقة في هذا الصدد، لافتاً إلى أن الدول المشاركة في المهرجان هي سورية ولبنان وإيران وتشيلي والأرجنتين وهولندا والهند وروسيا وتركيا وإنكلترا وفرنسا وأميركا وتونس وإيطاليا ومصر والإمارات وروسيا والبرازيل وهولندا والصين وفلسطين وجنوب أفريقيا وإسبانيا والجزائر وأفغانستان وبولندا والعراق، كما وجّهت دعوات إلى شخصيات سينمائية وشركات الإنتاج السينمائي للمشاركة في المهرجان. وتعرض أفلام روائية ووثائقية وأفلام قصيرة تتناول ثقافة المقاومة ومواجهة الاستكبار العالمي والإرهاب والصهيونية.

للتذكير، عرض فيلم «ملك الرمال» في دار الأوبرا في دمشق في كانون الأول الفائت وتناول سيرة آل سعود وتاريخ مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وتفاصيل الرحلة التي قام بها إثر خروجه من منفاه في الكويت وغزوه الرياض وإنهاء فترة حكم آل الرشيد هناك، وثم انتقاله إلى نجد وحائل والإحساء عام 1921 وقضائه على الأسرة الهاشمية هناك بالتعاون مع الإنكليز عبر جاسوسهم المشهور جون فيلبي الملقب بعبد الله المهتدي.

مهرجان طائر الفينيق المسرحي السادس في طرطوس

استعادت ساحة المهرجانات على الكورنيش البحري لمدينة طرطوس حيويتها باستضافة إحدى أهم الفعاليات الفنية السنوية على مدى ستة أيام، متمثلة بـ«مهرجان طائر الفينيق المسرحي السادس»، فكان جمهور طرطوس والوافدون إليها على موعد جديد مع مسرح الهواء الطلق، بكل ما يحمله من تفاعل زادته العروض تأثيراً وتماوجاً بين الابتسامة والدمعة.

تمكن أعضاء فرقة طائر الفينيق من العمل المكثف على تسع مسرحيات واسكتشات جديدة هي «صامـ..ـطون» و«خشب من دم» و«مع وقف التنفيذ» و«تصبحون على وطن» و«خارج التغطية» و«ع الحاجز» و«بين ريتا وعيونه بندقية» و«يا مريم البكر»، إضافة إلى إعادة خمسة عروض قدمتها الفرقة في دورة المهرجان السابقة ولاقت صدى واسعاً وهي «أنا رجل» و«زنا فكري» و«أحلام سيكام» و«ثورات ديلفري» و«إعلام جاد وملتزم».

قدمت الفرقة بعناصرها التسعة الذين تنوعت مواهبهم بين التأليف والإخراج والتمثيل والإعداد المسرحي للنصوص الأدبية مضموناً جديداً وأداء يعتمد على الكوميديا السوداء، مع التركيز على القيم الإنسانية مثل الرجولة الحقة والتعاطف والتضحية بالأحلام لإنقاذ الآخرين، فضلاً عن المشاكل الاجتماعية التي يكاد لا يخلو منها نص مثل العنف ضد المرأة والعنف باسم الدين واستغباء الإنسان المقهور إعلامياً وحكومياً ودينياً. ويشير رئيس فرقة طائر الفينيق المسرحية ومدير المهرجان الفنان فؤاد معنا إلى أن أهمية الحدث تنبع أولاً من استمراره رغم الظروف الصعبة، إذ انطلق قبل عامين من الأزمة ويواصل عروضه للعام السادس في موعده السنوي من دون أن يخذل جمهور طرطوس الذي ازدادت حاجته إلى من يعبر عن همومه وآلامه المتزايدة طوال سنوات الأزمة، وهي لا تختلف عن هموم جميع السوريين المثقلة بالموت والغياب والنزوح… والأمل الباقي رغم ذلك كلّه. ويوضح أن مسرح طائر الفينيق أصرّ هذه السنة ككل سنة على قول الكلمة الجريئة واعتماد النقد الساخر البناء الذي يعلو به صوت المواطن السوري، معرياً تجار الأزمة داخل سورية وخارجها، ومحافظاً على ثقته ووفائه لجنود أثبتوا حرصهم على البلد ودفعوا من دمهم ثمن حريتها وطهارتها وانتصارها، فكان عنوان المهرجان هذا العام «سوا للوفاء للشهداء».

تلفت عضو اللجنة المنظمة ومسؤولة العلاقات العامة في الفرقة، الممثلة سناء محمود، إلى الصعوبات التي تواجه المهرجان وهي مادية في معظمها، كمشكلة جميع الفرق الأهلية غير مدفوعة الأجر، إذ يحظى المهرجان برعاية تشجيعية من محافظة طرطوس ودعم خجول من بعض الفعاليات الاقتصادية لا يرقى إلى المستوى المطلوب، في حين تتجنب فعاليات اقتصادية أخرى تقديم أي مساعدة لفعاليات لا تؤمّن لها الربح والظهور والشهرة، معتبرةً أن المهرجان يحتاج إلى دعم رسميّ قبل كل شيء، خاصة من وزارة السياحة، ومن وزارة الثقافة التي كانت تحرص على طباعة «بروشورات» المهرجان ثم توقفت بسبب الأزمة. وتوضح أن الفرقة تتحدى الصعوبات المادية وتواصل الإنتاج ملتزمة من خلال النصوص بالوطن والآداب العامة، ما حافظ على مكانة الفرقة والمهرجان لدى جمهور طرطوس الذي لم يعد يقتصر على أبناء المحافظة بل انضم إليه الوافدون من المحافظات الأخرى، واجدين في المسرحيات محاكاة لآلامهم وهمومهم.

تلفت محمود إلى انضمام عناصر شابة جديدة إلى الفرقة، فالتجديد شرط للتطور والابتكار، فضلاً عن حاجة الفرقة إلى مواهب تعوّضها عن غياب عدد من أعضائها بسبب أداء الخدمة العسكرية واستشهاد ركن من أركان الفرقة هو الفنان فيصل حمدي الذي منح ذووه درع المهرجان لهذا العام، مشيرة إلى أن الأمل بالنجاح مستمد دوماً من جمهور طرطوس الذي يبدو تفاعله واضحاً مع العروض ويطالب الفرقة بالمزيد من جرأة الطرح، إذ ساهمت الأزمة في إدراك الجمهور أهمية الكلمة الحرة المسؤولة.

بين أكثر أعضاء الفرقة تميزاً تبرز الممثلة الشابة إليانا سعد التي تركت هذا العام بصمة مميّزة في التأليف والإخراج من خلال مسرحية «صامـ..ـطون» إضافة إلى مستوى متميز في التمثيل والتعبير عن أفكارها التي ساهمت الأزمة في إغنائها، وتؤكد أنها تؤمن بضرورة دفاع كل سوري عن بلده من موقعه، ولما كان للمسرح أثر مباشر في المتلقي كان لا بد من استثمار خصوصية هذا الفن في تقديم عروض تنشر ثقافة الحياة وتحارب ثقافة الموت والإرهاب. وترى إليانا أن عروض هذا العام سلطت الضوء على مشاكل الفساد قبل الأزمة وخلالها، وما ولده ذلك من دعم للإرهاب ومزيد من الضغط على المواطن، مشيرة إلى أن المسرحيات تضيء أيضاً على الحلول وتحاول الترويج للفكر السليم الذي يحافظ على قيمة الإنسان وهو جزء لا يتجزأ من قيمة الوطن.

من خارج طرطوس تركت فرقة «فضا» للفنون المسرحية أثراً مميزاً بعرض مسرحية «حلم ليلة حرب»، فيما اعتذرت فرقة «أرابيسك» من حماة عن تقديم مسرحيتها «الكلام القديم» بعد تعرض منزل مخرجها يوسف شموط في محردة لهجوم إرهابي.

يشير رئيس فرقة «فضا» للفنون المسرحية من دمشق الفنان غزوان قهوجي إلى أن أهم ما يلفت النظر في مهرجان طائر الفينيق نجاحه في توفير شروط مسرح الهواء الطلق الذي يتطلب نوعية عروض خاصة تتميز بتفاعل أكبر مع الجمهور من دون تكاليف فنية عالية، ما يجعل العرض المسرحي المنطلق أساساً من هموم الناس أشدّ تأثيراً ومحاكاة للواقع وقرباً من عقل الجمهور وقلبه. ويرى قهوجي أن الفرق المسرحية التي لا تزال تعمل في بعض المحافظات مميّزة بأنها تحظى بنسبة أكبر من عروض الفرق التي تعمل ضمن نطاق العاصمة دمشق والتي تضيع في زحمة فعاليات العاصمة ولا تلقى الصدى الذي تستحقه شعبياً، لافتاً إلى أن هذه السلبية يمكن وضعها في خانة عدم وصول الاهتمام الرسمي بالمسرح السوري إلى الدرجة اللائقة به إذ لا تزال العروض السورية تلقى اهتماماً أكبر في الخارج وتكريماً لأصحابها، في حين يجب أن تنال هذه العروض فرصتها المستحقة داخل البلد، أولاً من خلال تشجيع إقامة مهرجانات الفرق المسرحية الأهلية مثل مسرح طائر الفينيق، فهي الأقدر على الوصول إلى الناس وتحتاج إلى دعم رسميّ قبل كل شي.

يوضح قهوجي أيضاً أن فرقة «فضا» أطلقت مشروعاً عنوانه «كي لا تطفأ اضواء مسرح القباني» لتوفير مساحة أكبر لمسرحيات الفرق الأهلية كي تستمر عروضها على مدار السنة من دون التقيد بموسم محدد.

«سورية أنت الأجمل» نحتاً على الخشب

يقام في ساحة صالة المعارض بطرطوس القديمة قبالة الكورنيش البحري ملتقى النحت على الخشب الذي تقيمه وزارة الثقافة السورية، بالتعاون مع شركة «إنترادوس للتطوير السياحي» تحت عنوان «سورية أنت الأجمل». ويؤكد مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ومدير الملتقى الفنان التشكيلي عماد الدين كسحوت أهمية الحدث كملتقى للنحاتين المحترفين، إذ دعي 12 نحاتاً من محافظات دمشق واللاذقية ودير الزور وحمص وطرطوس/ ليكون بذلك الاول من نوعه على مستوى سورية. ويشير الى حرص وزارة الثقافة على إقامة مثل هذه الملتقيات المفيدة للجمهور والفنان على حد سواء، علماً أن العديد من الفنانين السوريين أصروا على الاستمرار رغم الازمة وضاعفوا جهودهم في مواجهة آثارها، ما يعني ضرورة الاستمرار في دعمهم تقديراً لدورهم في تطوير الفن وحس الإبداع رغم الظروف الراهنة.

ويلفت كسحوت إلى أن الملتقى يتميز أيضاً بدعوة عدد من الخريجين الجدد من كلية الفنون الجميلة والمعهد التقني للفنون التطبيقية، لمساعدة النحاتين والاطلاع على خبراتهم وتقديم آرائهم وحتى لمساتهم الخاصة على أعمال النحاتين الكبار، ما يمثل تشجيعاً للشبّان وينشئ تواصلاً مباشراً بين الخبرات المخضرمة والشابة.

تتنوع مواضيع الملتقى بين التجريدي والواقعي، من خلال الاعتماد على أخشاب شجر الكينا غالباً والصنوبر بنسبة أقل، ويوضح النحات علي بهاء معلا من محافظة طرطوس أن وزارة الثقافة أمّنت الأخشاب اللازمة للعمل بسرعة قياسية وبأحجام متفاوتة لإنجاز المنحوتات على مدى 11 يوماً هي مدة الملتقى، لافتاً الى اختياره أسلوب التجريد في تشكيل اسم سورية بحروف متداخلة على قطعة من خشب الكينا.

على خشب مماثل بدأ الفنان محمد بعجانو من اللاذقية تشكيل منحوتة تجريدية تمثل طائر نورس غير مهاجر، محاكاة لطرطوس، معتبراً أن هدف الفن الارتقاء بالذائقة الفنية للمشاهد العادي ولفت نظره الى الجمال دونما حاجة الى التأمل الطويل أو محاولة تفكيك رموز الشكل.

من ناحيته، يوضح الفنان إحسان العر ، رئيس قسم النحت في كلية الفنون الجميلة في دمشق، ضرورة منح العمل الفني حقه من خلال عرضه بالطريقة المثلى للتمكن من رؤيته عبر مسافات تلائم حجمه، ما يعني أهمية استشارة الفنانين المشاركين في كيفية عرض إنتاجهم في نهاية الملتقى، لافتاً الى انه بدأ بنحت عمل تجريدي يمثل أمواج البحر على نحو حلقات إهليليجية توحي شيئاً من الموسيقى مع إعطاء الفراغات قيمتها النحتية المساوية لقيمة الكتلة.

على الكينا شيئاً بدأ النحات هشام الغدو من دير الزور إنجاز منحوتته «حورية البحر» مستلهماً اياها من بحر طرطوس، ويرى أن إقامة الملتقيات الفنية في الهواء الطلق تكتسب أهميتها من إحداث التواصل مع العابرين وشد انتباههم حتى تغدو تلك المشاهد مألوفة ومحببة لدى الجمهور.

«رح كمل» فيلماً وثائقياً عن تحدّي أطفال سورية للإرهاب

أنتج «المنتدى السوري ـ الأمريكي» فيلماً وثائقياً قصيراً عنوانه «رح كمل» حول إرادة أطفال سورية وتحدّيهم لاعتداءات الإرهابيين لأجل استمرار الحياة. ويوثق الفيلم لتعرض إحدى المدارس في سورية لصواريخ الإرهاب، ويروي أبطاله، وهم طفلان وأب أثر هذه الواقعة فيهم.

عن فكرة الفيلم ورسالته يوضح رئيس فرع «المنتدى» في ولاية فلوريدا اسكندر شلهوب أن الفيلم يركز على الأطفال ضحية الإرهاب في سورية، ماضياً أبعد من ذلك نحو تصوير شجاعتهم وتحديهم الخوف بكلمة يقولها أحد أطفال الفيلم «رح كمل»، مضمّناً العمل رسالة إنسانية إلى العالم وإلى الشعب الأميركي خاصة بأن ثمة في سورية انتهاكاً لحقوق الإنسان والطفولة على يد إرهاب مسلح ودموي. يضيف شلهوب: «مثل هذه الأعمال يؤدي دوراً مهماً لناحية التأثير في الرأي العام الأميركي وتعريفه بحقيقة ما يحصل في سورية، بدلاً من الاعتماد على ما تعرضه لهم وسائلهم الإعلامية المحلية المضلّلة»، معتبراً أنه ينبغي إنتاج المزيد من هذه المواد التي تساهم في نقل الحقائق وتوثيقها.

من ناحيته، يقول مخرج العمل تاليد الخطيب: «أردنا بتقنيات بسيطة ومتاحة وبجهود كبيرة من فريق العمل أن نعكس للمشاهد مدى إجرام المجموعات الإرهابية في استهدافها براءة الأطفال على مقاعد الدراسة»، مؤكداً رغم الآلام والمآسي التي لحقت بالشعب السوري، وخاصة الأطفال الذين لم يفلتوا من وحشية الإرهاب وإجرامه، هم قادرون بإرادتهم وعزيمتهم على منحنا القوة والثبات.

مدة فيلم «رح كمل» خمس دقائق ويعتمد على لقطات أرشيفية وصور لشهداء أطفال وشهادات حول الحدث الأساسي للفيلم الذي يحمل ترجمة بالإنكليزية.

عرض إكليل الدم على خشبة مسرح الحمراء الأربعاء المقبل

انطلقت عروض مسرحية «إكليل الدم»، نص وإخراج زيناتي قدسية على خشبة مسرح الحمراء في دمشق، من إنتاج مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة. ويؤدي شخوص العرض كل من أسامة التيناوي وقصي قدسية ورائد مشرف وأسامة جنيد وخلدون قاروط وفادي الحموي وزهير البقاعي وسامر الجندي وجمال تركماني ومروة العيد وزيناتي قدسية. كما يتكون الفريق الفني من مخرجة مساعدة ودراماتورج سهير برهوم ومساعد مخرج نوفل حسين ومشرف إضاءة نصر الله سفر وتصميم ديكور وإعلان زهير العربي وتصميم إضاءة بسام حميدي وتصميم رقص وحركة جمال سليم تركماني وتصميم أزياء هشام عرابي وماكياج ريما عرابي وإعداد موسيقي قصي قدسية وتنفيذ فني للديكور سامي حريب ومدير بلاتو رامي السمان.

شكل زيناتي قدسية مطلع الثمانينات مع الكاتب الراحل ممدوح عدوان ثنائياً مسرحياً تحولت أعماله القليلة إلى ظاهرة فنية وفكرية، متاولين المأساة الفلسطينية. كما أخرج قدسية عدداً من العروض الجماعية للمسرح القومي، أبرزها «رأس الغول» التي زاوج فيها بين أعمال الأديبين محمد الماغوط وزكريا تامر، إلى جانب إنشائه مسرحاً تجريبياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى