الاستطلاعات تتباين بشأن الفائز في المناظرة الرئاسية بين ترامب وكلينتون

شهدت جامعة «هوفسترا» بنيويورك، أمس، أول مناظرة بين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

في بداية المناظرة، التي استمرت 90 دقيقة، وكرست مرحلتها الأولى لقضية «تحقيق الازدهار»، تعهدت كلينتون برفع أجور المواطنين الأميركيين، خصوصا المرأة، في أولى خطواتها الرئاسية.

وأشارت إلى أن إدارتها ستعمل على خلق فرص عمل جديدة، وستعمل على جعل الأغنياء يدفعون حصتهم من الضرائب. مؤكدة دعم الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة، لأنها هي إساس الاقتصاد.

من جهته، أكد ترامب، ضرورة وقف تجيير فرص العمل الأميركية للدول الأجنبية، قائلا: «العمالة تغزو الولايات المتحدة ويمكنكم أن تروا ما يفعله الصينيون عندنا». مشدداً، على أن أميركا، يجب أن توقف سرقة الوظائف منها ومغادرة شركاتها إلى خارج البلاد. واعداً بتخفيض الضرائب من 35 بالمئة إلى 15 حال فوزه.

وقالت المرشحة الديمقراطية، إن على الأميركيين بناء اقتصاد للجميع وليس للأغنياء فقط، متهمة ترامب بأنه أحد مسببي الأزمة العقارية، التي واجهتها الولايات المتحدة. فيما اتهم خصمها، الإدارة الديمقراطية، الحالية، بأن سياساتها ضاعفت الدين العام الأميركي، خلال السنوات الـ8 الماضية.

وأعلن كل من، ترامب وكلينتون، مرات عدة، عن قدراتهما على زيادة فرص العمل في الولايات المتحدة. واعتبر كل منهما الآخر، عاجزا عن القيام بذلك. في حين أكد ترامب، رفضه القاطع توقيع اتفاقية التجارة العابرة للأطلسي وقال: إن «اتفاقية نافتا، التي وقعها الرئيس السابق بيل كلينتون، كانت أسوأ اتفاق في أميركا.

ترامب، انتقد أيضاً، الإدارة الحالية، قائلا إنها أنفقت 6 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، فيما كان بإمكانها إعادة بناء الولايات المتحدة. وأكد أن البلاد تعيش في «فقاعة» وفي حالة رفع سعر الفائدة، سينهار الاقتصاد. كاشفاً عن أن الديون الأميركية بلغت 20 مليار دولار.

من جانبها، قالت كلينتون إن ترامب يخفي أمورا، مشيرة إلى أنه يرفض، لهذا السبب، الإفصاح عن إيراداته الضريبية. في حين اتهم ترامب، مرارا، منافسته الديمقراطية، بتعمدها حذف عشرات الآلاف من رسائلها الإلكترونية، ذات الصلة بمهامها كوزيرة للخارجية الأميركية. لافتا أن كلينتون وكل المعسكر الديمقراطي، يبلغون أعداء الولايات المتحدة بجميع مخططاتهم. وقال: إن هذا هو سبب عجز الولايات المتحدة عن القضاء على «داعش».

في بداية المرحلة الثانية، التي أطلق عليها اسم «النهج الأميركي»، أكدت كلينتون، ضرورة إحياء الثقة المتبادلة بين المواطنين الأميركيين وشرطة البلاد. في حين، اعتبر ترامب، أن الأولوية هي لإعادة القانون والنظام للشوارع الأميركية، معتبرا أن الأميركيين، من أصول إفريقية، والناطقين بالإسبانية، يعيشون، ما وصفه، بالجحيم في الولايات المتحدة. مشيراً إلى أن حوالى أربعة آلاف شخص، قتلوا جراء حوادث إطلاق النار في شيكاغو فقط، منذ تولي أوباما منصب الرئاسة. وأنه لا بد من التصدي للذين يحملون السلاح.

بدورها، اعتبرت كلينتون، أنه يجب على الحكومة الأميركية اجتثاث التمييز العنصري، من النظام العدلي الأميركي. ودعت إلى العمل، بكثافة أكبر، مع الطوائف الإثنية والدينية، في الولايات المتحدة، خصوصا الشباب.

ومع انطلاق المرحلة الثالثة، المكرسة لقضية ضمان أمن الولايات المتحدة، أتهمت كلينتون، روسيا، بشن هجمات إلكترونية على كثير من المؤسسات الأميركية الحكومية، مشيرة إلى أنها كانت مصدومة من دعوة ترامب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لزيارة أميركا.

في المقابل، أشار ترامب، إلى غياب أي أدلة تثبت تورط روسيا وغيرها من البلدان، في الهجمات الإلكترونية على المؤسسات الأميركية، مؤكداً أن الولايات المتحدة فقدت، خلال فترة رئاسة أوباما، السيطرة على الأمور التي كانت تحت السيطرة، معتبرا أن تنظيم «داعش» يضرب الولايات المتحدة في فضائها الإلكتروني.

وتعليقا على قضية «داعش»، قال ترامب: لو سيطرنا على النفط في الشرق الأوسط، لما حصل تنامي لقوة «داعش»، الذي يستخدم النفط كأهم مصدر لتمويله .

كذلك، اعتبر ترامب، أن ترسانة روسيا النووية، أحدث من الأميركية وقدرات الولايات المتحدة، أصبحت قديمة. وقال: «روسيا توسع قدراتها، لديهم إمكانيات أحدث بكثير، مما لدينا، نحن لا نجدد».

وفي شأن العلاقات مع إيران، اعتبر ترامب: أن الصفقة مع طهران كانت خطأ، لأن البلد كان يختنق بالعقوبات. في حين أعلنت كلينتون، أن الخطوات السياسية لإدارة الديمقراطيين، هي ما جعل إيران تقدم تنازلات في ملفها النووي، وليس القوة العسكرية.

كما أكد ترامب، إن «داعش» وجد بسبب الفراغ الذي أوجدته إدارة أوباما. وشدد على أنه كان ضد شن الولايات المتحدة حربها في العراق. مشيراً إلى أن «كلينتون هي من روجت لهذه الكذبة»، حول دعم ترامب غزو العراق.

بدورها، قالت كلينتون إن ترامب ليس لديه أي خطة لمحاربة «داعش»، أو حل قضية إيران.، فيما اعترف ترامب، بأن كلينتون لديها خبرة كبيرة في مجال السياسية الدولية، لكنه أشار إلى أن هذه الخبرة «سلبية جدا».

في غضون ذلك، تباينت استطلاعات الرأي، التي أجريت في الولايات المتحدة، عن الفائز عقب أول مناظرة بين كلينتون وترامب.

ففي حين انعكس تقدم ترامب على كلينتون، في نتائج الاستطلاعات التي أجرتها، كل من وسائل الإعلام الأميركية التالية: «سي إن بي سي» 61 في المئة لترامب، مقابل 39 في المئة لكلينتون ، «تايم» 59 في المئة مقابل 41 ، «فاريتي» 54.53 مقابل 45.47 ، «بريتبارت» 75.75 مقابل 24.25 ، «إن جي كوم» 56.66 مقابل 39 ، «زي هيل» 59 مقابل 36 و«دراج ريبورت» 80 في المئة لترامب مقابل 20 في المئة لكلينتون .

من جهتها، أشارت نتائج تصويت أجرته قناة «CNN» إلى أن كلينتون تمكنت من التغلب على منافسها الجمهوري بتاييد 62 في المئة مقابل 27 في المئة لترامب. لكنها لفتت إلى أن 41 في المئة من مشاهدي القناة، المشاركين في التصويت، ينتمون لـ«الحزب الديمقراطي» مقابل 26 في المئة من الجمهوريين وهذا ما يثير الشك، في قدرة التصويت على عكس الواقع الفعلي للرأي العام، داخل البلاد، كما أشار استطلاع آخر اجراه مركز «بابليك بوليسي بولينغ» إلى تقدم كلينتون بنسبة 51 في المئة بينما اعتقد 40 في المئة أن ترامب هو الفائز في المناظرة.

هذا، ويبدو أن كلينتون وترامب، اللذين تقلص الفارق بينهما إلى 2 في المئة فقط، لصالح المرشحة الديمقراطية، حسب استطلاعات أجريت الأسبوع الماضي، سيخوضان، في الشهر الأخير لحملتيهما الانتخابيتين، صراعا حادا من أجل كسب أصوات الناخبين المتشككين. وستظهر استطلاعات جديدة للرأي العام، ستنشر نتائجها في غضون الأيام القليلة المقبلة، بعد المناظرة، ما إذا كان أحد المرشحين استطاع جعل كفة الميزان تميل لصالحه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى