رئيس كولومبيا وزعيم منظمة «فارك» ينهيان أطول نزاع مسلح في تاريخ الأميركيتين
بقلم مصنوع من رصاصة، وقع الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، وزعيم حركة «فارك» المتمردة، تيموليون خيمينيس، اتفاق سلام، ينهي حربا استمرت أكثر من نصف قرن، أدت إلى مقتل ربع مليون شخص.
ولأول مرة على الأراضي الكولومبية، تصافح سانتوس، البالغ 65 عاما، وخيمينيس، المعروف، أيضا، بلقب تيموشينكو والبالغ 57 عاما، بعد مفاوضات استمرت أربع سنوات، في العاصمة الكوبية هافانا وتوجت في 25 آب، بتوصل حكومة كولومبيا وحركة «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» فارك ، اليسارية، إلى اتفاق سلام تاريخي، يتوقع أن ينهي أطول حرب في تاريخ الأميركيتين.
وإلى جانب الوقف الشامل للأعمال القتالية، في البلاد، نصت الوثيقة، على: تخلي عناصر «فارك» عن سلاحهم وتقديمه للأمم المتحدة، في غضون 180 يوما إعلان الحكومة عن عفو عام بحق جميع المتمردين، باستثناء الذين تورطوا في ارتكاب جرائم حرب بالغة الخطورة دمج المسلحين السابقين، في النسيج الاجتماعي الكولومبي، إنشاء محاكم خاصة للتحقيق في الجرائم، التي تم ارتكابها على مدى السنوات الـ52 للحرب وكذلك، إجراء إصلاح زراعي كبير وهو من أهم مطالب الحركة، التي كانت تعلن، دائما، أنها تمثل الطبقات الاجتماعية الفلاحية الفقيرة.
ويقضي الاتفاق بحل «فارك»، التي كان يقاتل تحت علمها من 6 إلى 7 آلاف عنصر، كتنظيم مسلح وتحويلها إلى حزب سياسي، سيحارب في صناديق الاقتراع بدلا من ساحات القتال، التي كانت تشغلها منذ العام 1964.
ويتطلب تطبيق بعض مبادئ الاتفاق، إجراء عدد من التعديلات الدستورية، التي سيتم التصويت عليها في استفتاء شعبي عام، في شهر تشرين الأول المقبل.
وجرت مراسم توقيع الاتفاق، في مدينة قرطاجنة الكولومبية، ذات الأسوار التي تعود للحقبة الاستعمارية، بحضور نحو 2500 من الشخصيات البارزة الأجنبية والمحلية.
وكان من بين الضيوف، الذين طلب منهم ارتداء ملابس بيضاء، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بالإضافة إلى العشرات من زعماء دول أميركا اللاتينية والمسؤولين الحكوميين الرفيعي المستوى ورؤساء المنظمات الدولية.
وفي كلمة ألقاها، قبل مراسم التوقيع، قال سانتوس، الذي خاطر بسمعته لتحقيق السلام، «سنوقع بقلم من رصاصة… لنظهر التحول من الرصاص إلى التعليم والمستقبل».