عون لن يتنازل لغير فرنجية

ناصر قنديل

– رمى فريق الرابع عشر من آذار صنارته وفاز بحذاء جحا، كما تحكي الحكاية عن ذهاب جحا إلى الصيد يوماً، ولما يئس من الصيد قرّر رمي حذائه في البحر، أملاً بأن تأوي إليه الأسماك وربطه بخيط في وسطه، وبعد انتظار رمى صنارته فإذا به يجد قوة تجذبه إلى الماء، حتى وقع فيها، ليكتشف أنّ صنارته تصطاد حذاءه المربوط، وهو يشدّ بنفسه نحو الماء، وهكذا فاز فريق الرابع عشر من آذار بالعودة حافياً بعد المبادرة التي لم تجد من يشتريها.

– لم تفلح محاولات التصيّد في ماء العلاقة بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية بالإيحاءات المدروسة عن لا فيتو على فرنجية، فالماء كي تصلح للصيد يجب أن تكون عكرة، أما الماء الصافية فلا صيد سهلاً فيها.

– فرنجية مطمئن إلى حجم صدقه مع العماد عون، وحجم جدّيته في دعم ترشيحه وصولاً إلى الدعوة لبقاء الفراغ ولو طويلاً منعاً لابتزاز فرض مرشح ضعيف على المسيحيين ومن ورائهم اللبنانيين، كما هو مطمئن لعمق التفاهم داخل فريق الثامن من آذار وموقف المقاومة المتمسك بترك قرار الاستحقاق الرئاسي للحلفاء المسيحيين.

– العماد عون يدير معركة فريق الثامن من آذار الرئاسية بتفويض مفتوح، واثق من حجم الدعم الذي يلقاه من حلفائه المسيحيين وعلى رأسهم فرنجية، وغير المسيحيين وعلى رأسهم حزب الله، لكنه واثق أيضاً من أنّ هذه القيادة للاستحقاق الرئاسي تحظى بدعم سوري إيراني مفتوحين، وهي ليست مجرّد ترحيب بفرص وصوله إلى الرئاسة بقدر ما هي قراءة لموقع لبنان في المنطقة من جهة وموقع الرئاسة فيه، وموقعهما معاً من الوجود المسيحي في الشرق، وموقعه في تصحيح التعامل في الرأي العام الغربي مع مخاطر التكفير وجذوره والعبث بالتحالف الانتهازي الخطير الذي تقيمه معه الحكومات الغربية، لا بل فثقة العماد عون بالدعم الداخلي والخارجي للحلفاء لقيادته للاستحقاق الرئاسي، لا تعني حصر القيادة بمفهوم أحادي هو الترشيح بل بالتفاوض أيضاً للوصول لتسويات.

– العماد عون مفاوض كما هو مقاتل لكن من ضمن ثوابت، في طليعتها انتهى زمن الرئاسة الضعيفة ولا نخشى أن يكون ثمنها اللارئاسة، وعندما ينضج الجميع لإدراك أنّ الحليفين الإقليميين سورية وإيران لن يعقدا صفقة على حساب موقع عون القيادي، كما تحققوا من موقف حزب الله وفرنجية، عندها سيتحدثون بلغة الجدّ، ويكون تفاوض، فإنْ قبلوا بالرئيس القوي واعتبروا تحالف عون فرنجية الأوسع تمثيلاً للمسيحيين صاحب الحق في تسمية الرئيس، لا تعود هناك مشكلة، لأنّ العماد عون سيكون جاهزاً لتسمية فرنجية بديلاً وحيداً يرتضي التنازل له عن الترشيح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى