هاني في ندوة لـ«تجمّع دعم المقاومة»: لتنهيض النشاط الجماعي العربي
استضاف «التجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» المنسق العام لفرع التجمّع في المغرب الباحث إدريس هاني، بحضور شخصيات عربية وإسلامية.
استهل أمين عام التجمّع الدكتور يحيى غدار اللقاء مرحباً، ومتوقفاً عند ذكرى رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، «الذي اغتيل من أعداء الأمة وزبانيتهم الرجعيين»، متسائلاً عن «دور مصر في المرحلة الراهنة والتي يجب أن تعود إلى مركزها المحوري في الدوائر الثلاث العربية والأفريقية والإسلامية».
ودعا إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على اغتيال الكاتب ناهض حتر «على يد الرجعية العربية والمشروع التكفيري».
وهنأ هاني، بدوره، حتر على الشهادة، مشيراً إلى أنّ «راهن العرب هو القلق وتجلياته في شتى مناحي وقطاعات الحياة العربية والإسلامية. قلق في السياسات والأيديولوجيا والاقتصاد والأمن والبيئة والسيادة».
وتساءل «عما إذا كانت هي ملامح الأزمة نفسها أم هي تجلٍّ لمعضلة حضارية أنتجت أزمة عميقة في رؤيتنا للوجود والعقل والعالم»، معتبراً «أننا لم نحسم بعد في تشخيص المشكلة العربية».
وأضاف: «حديثنا هو عن المستقبل، المستقبل كعلم وتشخيص واستنباط، فالعرب يدخلون تاريخهم من غير خطّة ومن غير وعي بالمصير الجيوستراتيجي للعالم. قبل اندلاع أزمة ما سمي «الربيع العربي» كان الوضع العربي متفاقماً، بحسب التقارير العربية التي تمّت في إطار البرنامج الأممي للإنماء. تقارير 2003 و 2004 و2005 إلى تقرير 2009، تضعنا أمام أرقام وبيانات مرعبة تمسّ كافة القطاعات كالبطالة والتصحر وضعف النظام التربوي والحروب. لكن خلال 5 سنوات ازداد منسوب الكارثة. فالحروب التي نتجت عن انهيار دول بكاملها أدت إلى مزيد من الهدر. القاعدة الشبابية التي تواجه التخدير المادي والعطالة فضلاً عن التخدير المعنوي الذي تتولاه وسائل الإعلام والذي يهدف إلى سلب الوعي من الشباب. فالشباب هو الضحية الأكبر للحروب».
وختم: «من هنا لا بدّ من حثّ العقل العربي على القيام بالمهام التالية:
ـ ضرورة الدخول في عهد الوعي الجيوستراتيجي بقضاياه باعتبارها جزءاً من معادلة كونية.
ـ التصالح مع أيديولوجيا خلاّقة متجدِّدة موصولة بالتغذية المعرفية المستدامة.
ـ اعتبار المقاومة هي الحدّ الأدنى الذي يجب عدم التنازل عنه.
ـ توسيع مفهوم الأمّة وتجديد مضمونها الروحي.
ـ المبادرة إلى إطلاق حركة إصلاح ديني من الفكر إلى السياسة في أفق تصالح الإمكان الإسلامي مع الإمكان الحداثي.
ـ وضع معايير نهضوية في سياق النهوض بقطاع التربية والتكوين في النظام التربوي العربي.
ـ تنهيض السياسة، الثقافة، التربية، الخطاب والفن، أي ربط كلّ النشاط الجماعي العربي بسؤال النهضة.