الأب مسلم ينتقد «أبو مازن» لمشاركته في جنازة بيريز: طُردتَ من قلوب الأحرار فابحث عن مغارة بين لصوص «إسرائيل»

بعبارات انتقاد لم يوجهها أي من السياسيين أو رجال الدين، إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن»، طالب الأب منويل مسلم، راعي كنيسة اللاتين في قطاع غزة، برحيل الرئيس، بسبب مشاركته في جنازة رئيس الكيان الصهيوني السابق، شمعون بيريز.

في صفحته على موقع «فيس بوك»، كتب الأب مسلم منشورا مطولا، حمل من بدايته إلى نهايته، انتقادات شديدة لـ«أبو مازن»، جاء في مطلعها انتقاده للدموع التي ذرفها على بيريز، خلال الجنازة، من خلال استخدامه المثل الشعبي: «كل أشي قرضة ودين، حتى دموع العين».

ثم كتب مستفسراً عن سبب الدموع، هل كان «أبو مازن» يرد تلك الدموع التي ذرفها شارون على الرئيس الراحل ياسر عرفات «أبو عمار» فكتب: «هل حضر شارون جنازة أبو عمار وتباكى عليه، يا سيادة الرئيس، حتى تسد الدين بدموع التماسيح على بيريز؟».

ودعا في منشوره «أبو مازن» لكشف السبب، أو الجهة الفلسطينية، التي طلبت منه حضور الجنازة، فقال: «وهل قُرِعت الاجراس في الكنائس وصدح صوت القرآن الكريم، على المآذن، حزناً، لِتنقل مشاعر لوعتك إلى بيت فقيد الصهيونية، قاتل شعبك ومحتل أرضك ومصّاص دماء شهدائك؟».

ولم يقف الأب مسلم، المعروف بمواقفه الوطنية، عند هذا الحد من الانتقاد، فأضاف قائلاً لـ«أبو مازن»: «اليوم بعملك هذا، احتلت «إسرائيل» حقا، فلسطين كلها. اليوم، سقط مشروعك الوطني. اليوم، سقطت السلطة الفلسطينية وجميع مؤسساتها. اليوم، أنت طُردتَ من قلوب الاحرار، فابحث لك عن مغارة بين لصوص «إسرائيل» تأوي اليها.

أضاف: اليوم، نصرخ في وجهك: عيب عليك أن تسكن قلوب «الاشكناز» و«السفرديم» و«البولونيين» و«الروس» الصهاينة، بدل قلوب الكرام الاجاويد المناضلين الاباة من شعبك.

وتابع: اليوم، ابتدأت نهاية نضالك وابتدأ نضال شعب فلسطين، ليقهر عدونا، لكي يموت ذليلاً مهيض الجناح كسيراً وهو يدافع عن قضيته الخرقاء الظالمة الصهيونية. اليوم، فهمنا مقولة الاسكندر الكبير: «أنا لا أخاف جيشاً من الأسود، يقودها خروف. لكنني، أخاف جيشاً من الخراف، يقودها أسد».

وأردف الأب مسلم، يخاطب «أبو مازن»: اليوم فهمنا لماذا لم يخاف منا العالم و«إسرائيل»، لغياب الاسد في قيادتنا».

الجدير بالذكر، أن الأب منويل مسلم، يشغل، إلى جانب رعايته كنيسة اللاتين في غزة، عضوية الهيئة الإسلامية – المسيحية لنصرة المقدسات وكذلك، رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وتحدث مسلم عن المخاطر التي تصيب منتقدي «أبو مازن»، فقال: نحن نعلم أننا سنكون في خطر إذا قاومناك، لأنك أنت في مركز قوة الباطل. وقد تكون حياتنا عرضة للمهانة وحتى الهلاك، لكننا سنحول كل آلامنا إلى شجاعة. ونقولها لك «الشعب يريد رحيل الرئيس».

يذكر أن أجهزة الامن الفلسطينية، اعتقلت ضابطا كبيرا يعمل في جهاز الارتباط العسكري، بعد كتابته منشورا على «فيس بوك»، انتقد فيه مشاركة «أبو مازن» في جنازة بيريز، بعد ساعات، فقط، من إيقافه عن العمل.

وظهرت، بسبب مشاركة «أبو مازن» في الجنازة، اعتراضات من قبل قياديين كبار في حركة «فتح»، حيث اعترض اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية للحركة على هذه المشاركة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى