باكلانوف لـ «التلفزيون السوري»: توقعات الأسد بشأن تمدّد الإرهاب تتحقق
وصف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أندريه باكلانوف سياسة الدول الغربية تجاه الإرهاب الدولي والتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية منذ بدايتها بـ «أنها مناقضة للمنطق»، مؤكداً «عدم وجود موقف موحد لدى هذه الدول تجاه مسألة الإرهاب، إذ أنّ كلّ تيار سياسي فيها ينظر إليها وفق تصوراته لها»، معتبراً في الوقت ذاته «أنّ القيادة السياسية الحالية في الدول الغربية قد تغير موقفها في المستقبل القريب».
وأكد باكلانوف «أنّ الرئيس بشار الأسد أوضح منذ بداية الأحداث في سورية أنّ المواقف المتذبذبة للدول الغربية لن تفيد أحداً، لذلك يجب اعتماد مبادئ واضحة وثابتة في المواقف السياسية»، لافتاً إلى «أنّ توقعات الرئيس الأسد في هذا الصّدد نراها اليوم تتحقق على أرض الواقع ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل وعلى النطاق العالمي أيضاً».
ونوه باكلانوف بالموقف الموحد بين سورية وروسيا إزاء مكافحة الإرهاب، مؤكداً «أنّ موقفهما من ضرورة أخذ موافقة الدولة السورية عند محاربة إرهابيي داعش على أراضيها هو حقيقة بديهية في القانون الدولي ويجب أن تحترم من كل الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة».
وعبّر باكلانوف عن أسفه، حيال تجاوز متطلبات الشرعية الدولية من قبل بعض الدول التي تعتبر أنّ مصالحها فوق كل المبادئ الإنسانية والأخلاقية وتقوم بشن العدوان على الدول الأخرى كما جرى في العراق.
ووصف باكلانوف هذه المعايير المزدوجة بأنها «باتت مقرفة»، داعياً إلى «رفع الصوت ضدّ هذه الممارسات وكذلك حثّ بقية دول العالم للحصول على دعمها وإخبارها بأنها لن تسلم من العدوان في حال الانزواء جانباً تجاه ما يجري، لأنّ ما يتم اليوم من خرق لسيادة دولة ما سيجري غداً مع دول أخرى».
وألقى باكلانوف باللوم على الغربيين في استخدامهم للمعايير المزدوجة وذلك عبر الابتعاد عن الاتفاقيات المتصلة بهذه المسائل، مشيراً إلى «أنّ مصيبة الدول الغربية هي في أنها محكومة، إلى درجة كبيرة، بمواقف الولايات المتحدة وخاصة أنها تعلن موقفاً ما تجاه أي طارئء في البداية، ثم تعيد النظر فيه ثانية، وهذا ما ينطبق أيضاً على موقفهم من الإرهاب الدولي».
وأشاد باكلانوف «بتمسك مجموعة كبيرة من دول العالم بقواعد محدّدة في قضية الإرهاب الدولي وغيرها من القضايا، مستندة بذلك إلى مبادئ منظمة الأمم المتحدة والقواعد الأخلاقية في العلاقات الدولية ومنها روسيا الاتحادية والصين الشعبية وبلدان منظمة شنغهاي للتعاون وغيرها، مؤكداً «أنّ هذه الدول متقاربة في مواقفها، وبالتالي ينبغي في تقييمنا للعلاقات الدولية الأخذ بالمواقف المعلنة من قبل هذه البلدان وليس بما تعلنه الدول الغربية».
وتطرق الدبلوماسي الروسي إلى موضوع استخدام شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان مشيراً إلى «أنها ذرائع تخفي خلفها أهدافاً خبيثة ما يدلّ بوضوح على صحّة الموقف الروسي منذ تحرك ما سمي ثورات الربيع العربي، كما أنها تؤكد الموقف الروسي المعلن من تحول السياسة إلى ديماغوجيا وعبث».
وسخر باكلانوف من العبارات الجميلة مثل «الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي تلفظ غالباً بغية تبرير ممارسات وأفعال خبيثة»، مطالباً «القوى العاقلة والسليمة في الشرق الأوسط وروسيا بتوحيد موقفها والتعاون من أجل تفنيد هذه المزاعم وعدم تكرارها لاحقاً».
وبالنسبة إلى موضوع اختطاف التنظيمات الإرهابية المسلحة 43 جندياً من قوات الأمم المتحدة في الجولان السوري، أعرب باكلانوف «عن إدانة بلاده لممارسات هذه التنظيمات ضدّ الجنود الأمميين المختطفين واستخدامهم كدروع بشرية ورهائن للمطالبة بتحقيق رغباتها».