سورية… هكذا كانت قبل الحرب

هشام الهبيشان

في الآونة الاخيرة نشرت شبكة سي إن بي سي المتخصصة بالأخبار الاقتصادية، تقريراً تناول، بإيجاز، القطاعات السورية قبل بدء الأحداث في آذار من عام 2011.

أرقام التقرير أظهرت بشكل مباشر أنّ سورية، المصنّفة حينها بين الدول الأكثر أمانآ، كانت تخطو بثقة نحو تحقيق تنمية شاملة في مختلف قطاعاتها، خصوصاً الاقتصادية، قبل أن تبدأ الأحداث، وتحيل الاقتصاد السوري إلى مرحلة الانهيار ، الذي لطالما تغنى معارضون بأنهم أوصلوا اقتصاد وطنهم إلى هذه المرحلة.

قبل آذار من عام 2011 كان قطاع الأدوية السوري يغطي 90٪ من الحاجة المحلية ويصدّر الى 54 دولة حول العالم، كما انّ نسبة الأمية اقتصرت على 5٪ قبل ان تهدم الأعمال الإرهابية اكثر من 7000 مدرسة، كما جاءت محافظة حلب في الترتيب الأول من حيث تشغيل القوى العاملة ووصول هذه النسبة الى 94٪، هي بعض الإحصاءات التي نشرتها الشبكة الاقتصادية.

الناتج المحلي في سورية عام 2010 تجاوز 64 مليار دولار، مساهمة الحكومة من الناتج الإجمالي وصلت إلى 22٪، فيما حلّ القطاع النفطي السوري في المرتبة 27 عالمياً من حيث الإنتاج، والذي تجاوز الـ 400 ألف برميل يومياً، فيما بلغت الإيرادات النفطية 7 ٪ من الناتج الإجمالي.

الإنتاج الكهربائي في سورية بلغ 46 مليار كيلو واط ساعة، كان في عام 2010 كفيلاً، ليس فقط بتغطية الحاجة المحلية، وإنما كانت الدولة السورية تقوم بتصدير الفائض الى لبنان.

عدد المدارس تجاوز 21 الف مدرسة، فيما تضاءلت نسبة الأمية في البلاد إلى 5٪، بعد أن كانت تبلغ 70٪ عام 1970، وذلك بنسبة تحسّن قدّرت ب 8 كلّ خمس سنوات، حيث كان من ضمن الخطط الحكومية الطموحة أن تصل سورية إلى مرحلة محو الأمية بالكامل عام 2015، إلا أنّ الثورة المزعومة كان لها رأي آخر، حيث دمّرت الأعمال الإرهابية نحو 7 آلاف مدرسة، فيما استخدم الكثير من المدارس كمنطلق لأعمال العنف.

الإنتاج الدوائي كان يغطي نحو 90٪ من حاجة السوق المحلية، فيما شمل التصدير 54 دولة حول العالم، وضمن سياسة الحكومة في تقديم رعاية صحية مجانية للمواطنين، تمّ تخصيص مركز صحي لكلّ 10 آلاف نسمة في الريف ومراكز صحية لكلّ 20 ألف نسمة في المدينة،

وختمت الشبكة الاقتصادية تقريرها، موردة أرقاماً تناولت مستويات البطالة في سورية، والتي تضاءلت خلال أعوام ما قبل الأزمة لتصل إلى حدود 8.4 ، حيث اعتبرت محافظة حلب الأقوى في تشغيل اليد العاملة بنسبة 94 ، قبل أن تتولى الأعمال الإرهابية تدمير 113 ألف منشأة صناعية، منها 35 ألف منشأة في حلب.

ختاماً، إنّ الأرقام التي أوضحها التقرير الأخير، تظهر بشكل واضح لا يقبل أيّ تشكيك، بأنّ الدولة السورية كانت تسير باتجاه تعظيم نموها الاقتصادي والثقافي وحتى السياسي والاجتماعي، وهذا بمجموعه أغضب القائمين على المشروع الاميركي الصهيوني، فهم لا يريدون رؤية دول قوية ومقاومة تحيط بالكيان الصهيوني، هذه العوامل بمجموعها بالإضافة إلى مخطط تقسيم المنطقة العربية، هو ما أفرز في المحصلة مؤامرة الحرب على سورية.

كاتب وناشط سياسي الأردن

hesham.awamleh yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى