العبادي: انتشار القوات التركية في العراق لن يكون نزهة
جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، تأكيده على أن حكومته لم تطلب من تركيا إرسال قوات إلى العراق، محذرا من «صراع» قد ينشب بين بغداد وأنقرة. ونبه القوات التركية إلى أن تواجدها في محافظة نينوى ليس «نزهة».
وقال العبادي في مؤتمر صحافي في بغداد، نقلته «السومرية نيوز»: لا يوجد مبرر لتواجد الأتراك في العراق. وهو أمر خطير والحكومة لم تطلب أي تواجد للقوات التركية. مؤكدا أن «العراق لا توجد فيه أي قوة أجنبية».
أضاف: إن السيادة العراقية خط أحمر. وعلى تركيا احترام سيادتنا. لافتا إلى: أننا لا نريد الدخول في صراع مع تركيا. ولا يظن الأتراك أن تواجدهم في العراق نزهة لهم.
إلى ذلك، طلبت وزارة الخارجية العراقية، رسميا، من مجلس الأمن الدولي، عقد جلسة طارئة لمناقشة «التجاوز» التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤون العراق الداخلية.
وأوضحت الوزارة، أمس، أنها دعت مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه العراق واتخاذ قرار من شأنه وضع حد لـ»خرق» القوات التركية للسيادة العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد جمال: إن وزارة الخارجية قدمت طلبا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، لمناقشة التجاوز التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤونه الداخلية، حيث سلم مندوب العراق الدائم في الأمم المتحدة، السفير محمد علي الحكيم، طلبا رسميا لرئيس مجلس الأمن الحالي، فيتالي تشوركين، لعقد جلسة طارئة للمجلس لمناقشة تجاوزات وتدخلات الجانب التركي، إضافة إلى قرار البرلمان التركي، الذي جدد بموجبه استمرار وجود القوات التركية المتسللة، داخل العراق.
يشار إلى أن وزارة الخارجية العراقية أعلنت، أمس الأول، الأربعاء، أنها قررت استدعاء السفير التركي في بغداد، على خلفية تصريحات تركية «استفزازية».
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أمس، أن أنقرة لا تعتزم سحب قواتها من العراق، رغم اعتراض سلطات بغداد على هذا الأمر.
وقال يلدريم: مهما قالت بغداد، فإن تواجدنا العسكري في العراق، الذي يلزم لمحاربة «داعش»، سيبقى مستمرا. وأضاف: إن أنقرة تهدف إلى منع تكرار مأساة إنسانية والحيلولة دون سفك المزيد من الدماء، في المنطقة. مشددا على أن الحكومة العراقية «تتجاوز حدها، متحدثة في تصريحاتها، بهذه الصورة، عن تركيا ذات التاريخ العريق في المنطقة».
وأشار إلى أن تركيز السلطات العراقية على الوجود التركي في أراضيها، أمر غير منطقي وليس ناجما عن نية طيبة، في حين تتغاضى بغداد عن تواجد قوات عسكرية من 63 دولة على أراضيها، بذريعة محاربة الإرهاب.
واتهم يلدريم الحكومة العراقية بعدم اتخاذ أي إجراءات، خلال السنوات الـ30-35 الأخيرة، بحق عناصر «حزب العمال الكردستاني» المتواجدين في أراضيها، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وجاءت تصريحات يلدريم، تعليقا على وصف نظيره العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، التواجد العسكري التركي في محيط الموصل، بأنه اعتداء على سيادة الدولة ويهدد باندلاع حرب إقليمية.
وكان المتحدث بإسم حكومة «إقليم كردستان» – العراق سفين دزيي، قال: إن القوات التركية المتواجدة في دوبردان وبعشيقة، في مركزين للتدريب، بالقرب من مدينة الموصل، جاءت بعد موافقة وزير الدفاع والحكومة العراقية، لتدريب الشرطة والمتطوعين من محافظة نينوى. وقد قدمت حكومة «إقليم كردستان» التسهيلات اللازمة لإنجاح هذه العملية.
أضاف: إن وزير الدفاع العراقي زار سابقاً هذه المراكز المخصصة للتدريب، بالإضافة إلى زيارته القوات التركية.
من جهته، أكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، أبو مهدي المهندس، أن قوات الحشد، ستتعامل مع القوات التركية كقوات محتلة.
وقال: إن قرار البرلمان التركي بتمديد تواجد القوات التركية تجاوز كبير وتدخل سافر. مشيراً إلى أنه سيتم التعامل معها كقوات محتلة. موضحاً أن قوات الحشد الشعبي ستدخل إلى مدينة الموصل، مع القوات المسلحة من الجيش والشرطة. مبيّناً أن هناك محاور عدة. وأن قوات الحشد الشعبي ستتولى ببعض المحاور.
وكان مجلس النواب العراقي صوت، الثلاثاء الماضي، على قرار يقضي برفض قرار البرلمان التركي تمديد مهمة القوات التركية في العراق وسورية لعام واحد. وطلب استدعاء السفير التركي في العراق وتسليمه مذكرة احتجاج.
يذكر أن البرلمان التركي صوت الأسبوع الماضي، لصالح تمديد وجود نحو 2000 من القوات التركية، في شمال العراق، لمدة عام للتصدي «للتنظيمات الإرهابية»، في إشارة، على ما يبدو، للمسلحين الأكراد و»تنظيم» الدولة الإسلامية داعش .