حزب الله: لولا قتالنا في سورية لكان لبنان ممزّقاً

تمحورت مواقف حزب الله أمس حول الأوضاع في سورية ولبنان و جبهة العدو «الإسرائلي»، فأكّد أنّ هذا العدو لا يمكنه أن يضمن الانتصار على لبنان في أيّ حرب، وأوضح الحزب أنّه لولا «القتال الذي خضناه في سورية لكنّا رأينا لبنان ممزّقاً مشتّتاً مدمّراً». وطالب بـ«توفير مظلّة سياسيّة تحمي البلد وتعيد إنتاج المؤسّسات الدستوريّة».

قاسم

وفي هذا السياق، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ «الأزمة السوريّة ليست مختصّة بسورية، وإنّما هي مدخل لإيجاد أزمات في كلّ المنطقة من أجل تغيير الأنظمة والتوجّهات، لتكون المنطقة بأسرها وكلّ بلدانها وشعوبها في خدمة أميركا وإسرائيل».

وقال قاسم، خلال مجلس عاشورائي في منطقة الشياح – مارون مسك: «دخلوا سورية ليخرِّبوها ويدمّروها من أجل أن يغيِّروا النظام فيها، كي يُسقطوا من كان يعمل إلى جانب المقاومة وفي محور المقاومة، ليستبدلوها بسورية التي تعمل لـ«إسرائيل» وإلى جانبها، ثمّ من بوّابة سورية يحاصرون لبنان، فيصبح محاصراً من «إسرائيل» وسورية ذات الاتجاه «الإسرائيلي»، ونحن نواجه البحر من جهةٍ ثالثة. كذلك يبدؤون بالضغط على العراق وإيران والمنطقة ليغيِّروا كل السياسات القائمة، لتبقى «إسرائيل» وحدها القويّة ونكون جميعاً ضعفاء».

أضاف: «الحمد الله، لقد وفّقنا الله في أن نقدّم مساهمة في سورية، وساعدت هذه المساهمة مع الجيش السوري وكلّ الشرفاء الذين قاتلوا إلى جانب سورية في أن تصمد ولم تسقط»، مؤكّداً «أنّنا سنستمر، وسندفع تضحيات كبيرة، وعلى عظمتها وأهميّتها هي أقلّ بكثير ممّا كان يمكن أن ندفعه لو بقي التكفيريّون منتشرون في القلمون والقصير إلى منطقة البقاع، وأقاموا إمارات في لبنان ووصلت سياراتهم المفخّخة إلى كل منطقة في لبنان من دون استثناء».

وأشار إلى أنّ «من نتائج الأزمة في سورية ملف النازحين في لبنان»، وقال: «نحن قلنا للحكومة اللبنانيّة ونكرّر، تستطيعون أن تحلّوا جزءاً من ملف النازحين لو أنشأتم لجنة وزاريّة مسؤولة من لبنان تناقش لجنة وزارية مسؤولة من سورية، تنسّقان كيفيّة معالجة مشكلة النازحين ويعود البعض إلى المناطق التي أصبحت آمنة في سورية، لكن هناك في لبنان من لا يريد أن تُشكَّل هذه اللجنة لأنّها تحل جزءاً من أزمة النزوح، وإذا حصل ذلك فهو يعطي شرعيّة للنظام الموجود في سورية، والمطلوب أن لا يأخذ النظام شرعيّة بحسب رأيهم حتى ولو قتل الآلاف وبلغ النزوح ما بلغ في لبنان».

رعد

بدوره، أكّد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال مجلس عاشورائي في كفررمان النبطية، أنّ «العدو «الإسرائيلي» لا يمكنه أن يضمن الانتصار على لبنان في أيّ حرب».

وقال: «إنّ جهوزيّة العدو «الإسرائيلي» لم تكتمل بعد، وهو يعرف أنّنا كمقاومة نزداد قوة وعدّة وعتاداً وتدريباً على أسلحة جديدة لم نستخدمها من قبل، وخبرة وقدرة مناورة وثبات وتنظيم»، لافتاً إلى «أنّ الإسرائيلي يعرف ما لدينا من ذخائر باستثناء المفاجآت التي يغفل عنها».

فضل الله

من جهته، تناول عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله خلال مجلس عاشورائي في بلدة كفرصير – النبطية، الوضع اللبناني، داعياً «السياسيّين للارتفاع إلى مستوى مظلّة الأمن والأمان التي وفّرتها جهود المقاومة والجيش والأجهزة الأمنيّة ووعي الشعب».

وطالب بـ«توفير مظلّة سياسيّة تحمي البلد، وتعيد إنتاج المؤسّسات الدستورية بطريقة تؤدّي إلى تسيير شؤون الدولة والناس وشؤون المجتمع»، موضحاً «أنّ ذلك يتطلّب إرادة وطنيّة جادّة، ويحتاج إلى تضافر جهود كلّ القوى والجهات في لبنان».

وأكّد «أنّنا بفضل دماء شهدائنا وتضحيات مجاهدينا وقرار مقاومتنا، استطعنا أن نحمي بلدنا، وأن نُبقي له وجوداً، ولولا هذا القتال الذي خضناه في سورية لكنّا رأينا هذا البلد ممزّقاً مشتّتاً مدمّراً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى