صباحات

في مثل هذا القوس من ضوء الشمس وحزمة الأشعة الضاربة على تلك الزاوية من الحقول، كانوا يخطّون بأقدامهم وطلقاتهم ونبضات قلوبهم يوماً تاريخياً في السادس من تشرين. يحجزون لأمتهم مقعداً بين الأمم الجالسة على مائدة الشمس، ويستردّون لها كرامتها التي باعها حكامها في سوق النخاسة كأمة متسكعين خانعين. في السادس من تشرين كتب صوت حافظ الأسد بنقر شيفرة النبضة الأولى والطلقة الأولى معادلة الحرب والعرب والنصر، فعبروا وحضروا، وانتصروا. ولأنه سار بالعرب عكس عقارب ساعة العبودية، جاءت حرب الانتقام من سورية. وها هو بشار الأسد يصحّح المعادلة ويكتب العرب بلا آل سعود يرسمون مستقبل البشرية كما رسموه قبل آلاف السنين في المرة الأولى، قبل أن يدخل بينهم بنو سعود، فعبرت أرواح رجال الله والأرض والإنسان كنسمة صباح وقالت نداء تشرين حيّ فينا والحرب هي الحرب والعدوّ هو العدوّ والنصر هو النصر.

هل ينتبه المتابعون أنّ قرار المساء بوقف التعاون الأميركي مع روسيا في سورية، هو ردّ على قرار صباحي للرئيس بوتين بنفاد الصبر ووقف التعاون بتعليقه اتفاقية تدوير الوقود النووي البلوتنيوم والعودة إلى استعماله في الصواريخ العابرة، بسبب عدم تطبيق واشنطن التزاماتها؟ ووراء التلكّؤ الأميركي مصالح بعشرات مليارات الدولارات سنوياً لشركات صناعة السلاح النووي لحساب النبتاغون؟

واشنطن تعلن تعليق التعاون مع موسكو حول سورية، وتسحب العناصر المولجين بذلك، دي ميستورا معهم بالتأكيد.

عاشوراء لكم وليست للحسي. فهي عبرة وحكمة، ومنهج حياة يجسّده من يخلص لخيار المقاومة ومَن يعتبر واجبه فيها تكريماً وتخليداً للحسين. فليتذكر تكريمه وخلوده حيث كان ينتظر الرضا والطاعة عند خالقه وتكريمه شهيداً وخلوده بين يدي جدّه في الجنة. التكريم لمن يفهم المعنى ويترجم المبنى. يا ليتنا كنّا معكم لنفوز فوزاً عظيماً، يردّدها المحتفون بالذكرى وهم يعلمون استحالة تحقيقها. فهي وعد لحاضر يترجمون المعنى وليست لماضٍ لا يفيد فيه بكاء. وكم أمامنا من كربلاء! فلسطين نموذجاً، تبصروا بروح حسينية أو إنسانية فترونها وتتّخذونها دليلاً في كلّ حروبكم، بوصلة لا تتوهون بعدها.

الخبز والملح، أو للموت حرمة، معادلات يستخدمها السياسيون لتبرير السقوط الأخلاقي بعنوان أخلاقي. كما العين لا تقاوم المخرز، و«اللي بياخد أمّي بيصير عمّي»، أمثلة شائعة لتبرير الانهزام وتسويق الاستسلام. لماذا ينسون معادلات مثل «اللي بيرفع إيدو بوجهك اكسرها»، و«العين اللي بتتطلع بالشرّ اقلعها»، و«صاحب الحق سلطان»، و«واثق الخطوة يمشي ملكاً»، «لكل مقام مقال ولكلّ حسب نياته».

لماذا يهتمّون لحلب ولم يهتمّوا للفلوجة يوم أحرقها الأميركيون؟

حقق بوتين في سورية بسنة ما عجزت عنه أميركا في أفغانستان بخمس عشرة سنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى