مقترح جزائري لحل الأزمة الليبية؟

أثنى رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، على الدور الذي تلعبه الجزائر لحل الأزمة في بلاده.

وقال السراج، في تصريحين بثهما التلفزيون الجزائري، بعيد لقاء جمعه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة: إن بلاده بحاجة إلى المزيد من الدعم الجزائري، لكي تتجاوز أزمتها السياسية.

وتأتي زيارة السراج للجزائر، تلبية لدعوة من الحكومة الجزائرية، في خضم المساعي الإقليمية والدولية لحل الأزمة المستعصية، التي تعيشها ليبيا.

ويبدو أن الجزائر تريد إمساك عصا الجهود الدبلوماسية من الوسط وتقديم تجربتها الخاصة في مجال المصالحة الوطنية والسلم الأهلي، لكي تكون أساساً يمكن لليبيين الاعتماد عليه، لتحاوز خلافاتهم.

ولا تخفي الحكومة الجزائرية إحباطها من كثرة المبادرات الدولية، التي لم تعط أي نتائج حتى الآن. لذا، فهي تخشى ضياع الملف الليبي في زحام المبادرات، التي يبحث أصحابها عن الحفاظ على بعض التوازنات الدولية المعقدة.

ويقول وزير الشؤون المغاربية والإفريقية الجزائري، عبد القادر مساهل، إن ما يميز مساعي بلاده، أنها تريد حلاً لليبيا بين الليبيين وفي ليبيا. ذلك، في إشارة منه، إلى أن الجزائر ترفض، بشكل قاطع، المبادرات التي تقدمها بعض الدول الغربية، خصوصا فرنسا، التي دعت الأسبوع الماضي، إلى اجتماع في باريس لأصدقاء ليبيا، من دون أن تدعو الجزائر.

وأكد مساهل، أن بلاده لا تعترف بهذه المبادرات المتعددة، بل تركز على الجهود المحلية داخل ليبيا، في إطار المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وبات واضحاً من الاستقبال الخاص الذي حظي به السراج ووفده، أن الجزائر تحضِّر للدخول إلى نادي المبادرين، لحل الأزمة الليبية.

ويقضي المقترح الجزائري لحلحلة أزمة ليبيا – انطلاقا من تجربة المصالحة الجزائرية – بجمع الأطراف كافة، من دون استثناء. وتفادي حصر المشكلة في جبهتين متنازعتين على السلطة. ويعني ذلك، إشراك الخصم الثالث للحكومتين القائمتين وهو المؤتمر الوطني العام، المحسوب على الإسلاميين، بالإضافة إلى إعادة فتح الحوار مع مناصري الزعيم الراحل معمر القذافي ورموز حكمه.

وتبدو حكومة الوفاق الوطني مقتنعة بالسير في هذا الاتجاه. إذ صرح وزير الخارجية في حكومة الوفاق، محمد سيالة، أن حكومة الوفاق طلبت من الجزائريين تقديم الأطر السياسية والقانونية الكفيلة بإنهاء النزاع.

ورغم الحديث عن لجوء حكومة الوفاق الوطني إلى الجزائر، باعتبارها قوة إقليمية، في مقابل مصر، التي تدعم خصوم الوفاق، فإن الجزائريين يؤكدون أن بلادهم تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف. وترفض تدخل أي طرف خارجي، أيا كان.

ويتوقع أن تعرض الجزائر مقترحها على اجتماع إقليمي حول ليبيا، يضم دول الجوار، سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى