الشارع يتفاعل مع ملف الاحتلال التركي و5 أحزاب «كردستانية» تطالبه بالانسحاب

لا يزال توغل القوات التركية في الأراضي العراقية، يثير استنكار وشجب الحكومة العراقية وغالبية القوى السياسية والشعبية.

وشهدت العاصمة بغداد، تظاهرة أمام السفارة التركية، تطالب الحكومة التركية بسحب قواتها فورا، فيما دعا مراجع دين، الولايات المتحدة إلى «إقناع تركيا بسحب قواتها من نينوى». كذلك، طالبت خمس قوى كردستانية، تركيا بسحب قواتها.

وعلى الرغم من محاولة العراق إحاطة موقفه في الأمم المتحدة، بشيء من الاعتدال، بإدراج خلافه مع تركيا على جدول الأعمال، صعّدت أنقرة موقفها وأعلن وزير خارجيتها، جاويش أوغلو، أن «مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل لن تحقق السلام».

ورفضت الجامعة العربية، على لسان وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، التدخل التركي في الأراضي العراقية، بعد أن دعاها الوزير إلى تأكيد رفضها واتخاذ موقف داعم لبغداد.

وكان البرلمان التركي، قرر في الاول من تشرين الحالي، تمديد مهمة القوات العسكرية في العراق، لمدة عام آخر. وبعد يومين من هذا القرار، صوّت البرلمان العراقي على رفض قرار البرلمان التركي بتمديد بقاء قواته.

إلى ذلك، ذكرت كل من: «حركة التغيير»، «الاتحاد الوطني الكردستاني»، «الجماعة الإسلامية الكردستانية»، «الحركة الإسلامية الكردستانية» و«الحزب الشيوعي الكردستاني» في بيان مشترك، أن: قطعات من قوات الجيش التركي خرقت الحدود وتمركزت داخل «إقليم كردستان» خلال الفترة الماضية ، معتبرة أن «تواجد هذه القوات غير دستوري وخرق لقرار البرلمان وسيادة الإقليم».

وطالب البيان الجيش التركي بـ«الانسحاب الفوري من كردستان». مؤكدا عدم «القبول بتحويل «إقليم كردستان» إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية»، بحسب تعبير البيان.

يذكر أن تركيا نشرت، في 4 كانون الأول من العام 2015، مجموعة من عسكرييها في قاعدة بعشيقة، الواقعة شمالي مدينة الموصل، معلنة أن هذه الخطوة جاءت في إطار الجهود الدولية الرامية للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي وتلبية لطلب سلطات «إقليم كردستان» العراق.

وتقول أنقرة إن العسكريين الأتراك متواجدون في بعشيقة، من أجل تدريب القوات العراقية المحلية، بما في ذلك وحدات كردية بالدرجة الأولى، لتنفيذ عملية تحرير الموصل.

ويدخل ضمن المجموعة المنشورة في بعشيقة، رسميا، 150 عسكريا تركياً، لكن بعض وسائل الإعلام ذكرت أن عدد المقاتلين الأتراك هناك يبلغ مئات عدة.

ووجهت وزارة الخارجية العراقية، في 6 تشرين الأول الحالي، طلبا رسميا لمجلس الأمن الدولي، لعقد جلسة طارئة لمناقشة «التجاوز» التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤون العراق الداخلية.

وأوضحت الوزارة، أنها دعت مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه العراق واتخاذ قرار من شأنه وضع حد لـ«خرق» القوات التركية للسيادة العراقية.

وفي إطار الرد على هذه الخطوة، شددت أنقرة، على لسان نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، على أن الوجود التركي في العراق جاء تلبية لرغبة «إقليم كردستان»، مؤكدة أن هذا الأمر غير قابل للنقاش.

الجدير بالذكر، أن البرلمان التركي جدد تفويضه للحكومة، بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سورية والعراق، عند الضرورة، من أجل التصدي لأية هجمات محتملة قد تتعرض لها الدولة، من أي تنظيمات إرهابية. وهو ما انتقده البرلمان العراقي وطالب حكومة بلاده برفضه.

ميدانياً، أكدت وكالة «الأناضول» التركية، أن تنظيم «داعش» الإرهابي شن، أمس، هجوما على قاعدة بعشيقة في شمال العراق.

وأشارت، استنادا إلى مصادر في قوات الأمن المحلية، إلى أن المسلحين نفذوا هجومهم باستخدام قطع من سلاح المدفعية استولوا عليها سابقا، نتيجة المعارك مع الجيش العراقي.

وتابعت: إن العسكريين الأتراك الموجودين في القاعدة ، ردوا على الفور على الهجوم وتمكنوا من تدمير مواقع مدفعية تابعة لـ«داعش» وإسقاط طائرة من دون طيار للمسلحين، بوساطة صاروخ من طراز «ستينغر».

وشددت على أن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى بين العسكريين في القاعدة.

في السياق، حررت الفرقة العاشرة في الجيش العراقي، منطقة الزوية الغربية، بعد تحريرها الزوية الشرقية، في جزيرة البو نمر. ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها. وأعلنت حصارها لتنظيم «داعش» في منطقة الزوية الغربية.

وفي شرق صلاح الدين، أَحبط الجيش هجوماً لـ«داعش» استهدف حقول علاس وعجيل النفطية. وقتل أحد عشر مسلحاً للتنظيم، في اشتباكات مع الحشد العشائري، أثناء محاولتهم دخول الشرقاط، عبر قرية الخصم، جنوب القضاء الواقع شمال صلاح الدين.

وقصفت طائرات الجيش العراقي وكراً لـ«داعش» في منطقة حي البكر، بجزيرة هيت، غرب الأنبار. مما أدى إلى مقتل سبعة عناصر من التنظيم.

وكشفت مصادر عسكرية، أن قوات اللواء 92 من الفرقة 15 في الجيش العراقي، تمكنت من صد هجمات عدة لـ«داعش»، مستهدفة محور ناحية القيارة جنوب الموصل. وتمكنت من قتل عدد من الارهابيين، بينهم أربعة انتحاريين.

وأشارت مصادر أمنية إلى سقوط أربعة صواريخ «كاتيوشا» في محيط سد الموصل، شمال نينوى، من دون وقوع أضرار. مصدرها قرية بادوش، الخاضعة لسيطرة «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى