رهانات واشنطن في ربع الساعة الأخير… تواجهها الصلابة الروسية ـ السورية
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تصريحات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد في شأن الأوضاع السورية وموقف روسيا قسطنطين كوساتشوف، الذي قال إن قرار الولايات المتحدة وقف التعاون مع روسيا في سورية يعني أنها تراهن على سيناريو استخدام القوة وتغيير النظام في سورية.
وأضاف أن من المؤسف توقع ما هو سلبي، لأن تسوية المشكلة السورية ممكنة فقط بتوحيد جهود القوات الحكومية و«المعارضة المعتدلة» ومعها المجتمع الدولي، أي بالدرجة الأولى روسيا والولايات المتحدة عبر موقفهما من محاربة الإرهاب. ولكننا حالياً نرى أن الأميركيين بقرارهم الخروج من العملية السياسية، يراهنون على تسليم السلطة إلى قوى يعدُّونها «معارضة معتدلة»، ثم في ما بعد العمل على محاربة الإرهاب في سورية وهذا درب إلى المجهول، لأن تغيير السلطة بالقوة بدعم من «المعارضة الخارجية»، سوف يكرر سيناريو ما يجري في العراق وليبيا ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار والتفكك. أي ما نراه حالياً هو سيناريو سلبي. ومع ذلك لا تزال روسيا تدعو إلى التسوية السياسية للأزمة السورية ووقف الحرب الأهلية وتوحيد الجهود في محاربة الإرهابيين.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً قالت فيه أن لا إجماع داخل الإدارة الأميركية حول ما يمكن أو يجب على الولايات المتحدة فعله لوضع حدّ لأعمال القتال، ووقف ما يبدو سقوطاً حتمياً على نحو متزايد لمدينة حلب بيد القوات الحكومية. وقالت الصحيفة إنّ وزارة الخارجية بدت متأكدة من أن البنتاغون بدّل رأيه في خصوص العمل العسكري في سورية وفق ما يقول عدد من المسؤولين الكبار في حديثهم عن النقاش الدائر خلف الأبواب المغلقة.
أما صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، فنشرت تقريراً تناولت فيه تلويح واشنطن باتخاذ إجراءات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية واقتصادية ضدّ روسيا مشيرة إلى احتمال توسيع العقوبات ضدّ موسكو بسبب سورية. ونقلت الصحيفة عن المتحدّث بِاسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر قوله إنّ الولايات المتحدة تدرس خيارات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية واقتصادية، ردّاً على تصعيد النزاع في سورية.
ولبحث الخطوات اللاحقة في سورية، عقد ممثلو وزارات خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لقاء في برلين حيث لا يستبعد أن تنصح واشنطن حلفاءها بفرض عقوبات جديدة على روسيا، هذه المرة بسبب سورية.
«إيزفستيا»: الولايات المتحدة تراهن على تغيير السلطة في دمشق
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تصريحات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد في شأن الأوضاع السورية وموقف روسيا.
وجاء في المقال: قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف إن قرار الولايات المتحدة وقف التعاون مع روسيا في سورية يعني أنها تراهن على سيناريو استخدام القوة وتغيير النظام في سورية.
وأضاف أن من المؤسف توقع ما هو سلبي، لأن تسوية المشكلة السورية ممكنة فقط بتوحيد جهود القوات الحكومية و«المعارضة المعتدلة» ومعها المجتمع الدولي، أي بالدرجة الأولى روسيا والولايات المتحدة عبر موقفهما من محاربة الإرهاب. ولكننا حالياً نرى أن الأميركيين بقرارهم الخروج من العملية السياسية، يراهنون على تسليم السلطة إلى قوى يعدُّونها «معارضة معتدلة»، ثم في ما بعد العمل على محاربة الإرهاب في سورية وهذا درب إلى المجهول، لأن تغيير السلطة بالقوة بدعم من «المعارضة الخارجية»، سوف يكرر سيناريو ما يجري في العراق وليبيا ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار والتفكك. أي ما نراه حالياً هو سيناريو سلبي. ومع ذلك لا تزال روسيا تدعو إلى التسوية السياسية للأزمة السورية ووقف الحرب الأهلية وتوحيد الجهود في محاربة الإرهابيين.
وأعرب السيناتور الروسي عن أمله في عودة الولايات المتحدة إلى التعاون مع روسيا للحؤول دون أي صدامات جوية. وبحسب قوله، فإنه في الوقت نفسه تزداد الخطورة على العسكريين الروس العاملين في سورية، ولكن لدى روسيا ما يكفي من القوة والمعدات لضمان أمنهم.
ويذكر أن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري كان قد أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بقرار واشنطن وقف التعاون مع موسكو في سورية مشيراً إلى استمرار المشاورات بين العسكريين لمنع أي صدام في الجو.
من جانبها، أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لقرار واشنطن. وجاء في البيان الصادر عن قسم الإعلام في الوزارة أن «الولايات المتحدة في حقيقة الأمر لم تضغط على «جبهة النصرة» قط. ولم تفعل أي شيء من أجل فصل المعارضة المعتدلة عنها، رغم استمرار عملياتها الدموية. وفي غضون ذلك، عارضت واشنطن بشدة قيامنا بأي عمل ضدها. أي أن قرار واشنطن هذا يعكس عجز إدارة أوباما عن تنفيذ الشروط الأساسية لاستمرار تعاوننا من أجل تجاوز النزاع السوري، أو عموماً عدم وجود مثل هذه النية لديها».
كما أن «السعي لتغيير النظام في دمشق، جعل واشنطن «تتفق مع الشيطان» من أجل ذلك، والاتفاق مع الإرهابيين، الذين يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ونشر أفكارهم اللاإنسانية بالقوة».
ولم تكتف موسكو بالكلمات. فقد أمر الرئيس بوتين بوقف العمل باتفاقية إعادة تدوير البلوتونيوم الموقعة مع الولايات المتحدة. وعلى رغم أن هذا الأمر لا يتضمّن أيّ اشارة إلى قرار وقف واشنطن تعاونها مع روسيا، فإنه يتضمن عبارة «الأعمال العدائية» للولايات المتحدة، وهذا دليل على العلاقة بين الجانبين. هذا ما صرح به لـ«إيزفستيا» مدير مركز التحليل الحربي السياسي في معهد هادسون، خبير منتدى «فالداي» ريتشارد ويت.
وأضاف الخبير أن للقرار الخاص بالبلوتونيوم خلفية تكتيكية، حيث كان على موسكو إعلانه قبل أن تعلن واشنطن وقف التعاون العسكري مع موسكو في سورية. وفي الوقت نفسه لن يؤثر القراران في العلاقة بين البلدين. صحيح أن القيادة الروسية والادارة الأميركية رفضتا تقديم التنازلات في شأن هذه المسألة، ولكن لحسن الحظ ليس في المجالات كافة.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي للمبعوث الخاص لسكرتير الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أنه على رغم وقف التعاون بين موسكو وواشنطن، فإن الجهود لتسوية الأزمة السورية مستمرة. أما دي ميستورا فأعرب عن «أسفه العميق» لعدم توصل المفاوضات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة في شأن استئناف وقف إطلاق النار في حلب وسورية عموماً إلى نتائج ايجابية»، ما أدى إلى تعليق التعاون الدبلوماسي الأميركي ـ الروسي في هذا المجال.
أما معلق مجلة «الحياة الدولية» الصادرة عن وزارة الخارجية الروسية سيرغي فيلاتوف، فيقول إنه من غير المرجح حدوث تغييرات جذرية في الأزمة السورية إلى حين إجراء الانتخابات الأميركية، ومع ذلك يجب ألا تؤثر أجندات السياسة الداخلية في الولايات المتحدة في ضمان المصالح الروسية.
وأضاف أن الأوضاع الجديدة في النزاع السوري وحوله هي نتيجة للحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، حيث تصطدم مصالح المجموعات التي رشحت دونالد ترامب وهيلاري كلينتون لخوض الانتخابات الرئاسية. وهذا يتجلى بوضوح: فمثلاً وقع الدبلوماسيون مع موسكو اتفاقية الهدنة، في حين بذل البنتاغون كل ما في وسعه من أجل إفشالها. وفي الوقت نفسه، تدرك روسيا أن الولايات المتحدة لا تفهم سوى لغة القوة. فخلال العمل من أجل تنظيم الحوار، شعرت واشنطن بأن كفة الميزان تميل إلى جانبها. ولكن عندما استعرضت القيادة الروسية استعدادها للخروج من المفاوضات وعززت مواقفها، وجد الأميركيون أنفسهم في وضع آخر.
وبحسب اعتقاد فيلاتوف، لم تكن موسكو لتتخذ هذه الخطوات الجذرية، لو لم تدرك أن الأميركيين سيرجعون القهقرى.
«واشنطن بوست»: لا إجماع داخل الإدارة الأميركية على كيفية منع سقوط حلب
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً قالت فيه أن لا إجماع داخل الإدارة الأميركية حول ما يمكن أو يجب على الولايات المتحدة فعله لوضع حدّ لأعمال القتال، ووقف ما يبدو سقوطاً حتمياً على نحو متزايد لمدينة حلب بيد القوات الحكومية.
وقالت الصحيفة إنّ وزارة الخارجية بدت متأكدة من أن البنتاغون بدّل رأيه في خصوص العمل العسكري في سورية وفق ما يقول عدد من المسؤولين الكبار في حديثهم عن النقاش الدائر خلف الأبواب المغلقة.
وأضافت: لكن يوم الخميس الماضي، وفيما انتقل النقاش إلى سلسلة اجتماعات لمسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض، أوضح كبار المسؤولين في وزارة الدفاع أن موقفهم لم يتغير. أوصوا بزيادة تسليح مقاتلي «المعارضة» لكنهم قالوا إن على الولايات المتحدة تركيز قوتها النارية العسكرية على مهمة قتال «داعش» بدلاً من المخاطرة في مواجهة مباشرة مع روسيا.
مسؤول كبير في وزارة الدفاع قال: ما زلنا نعتقد أن هناك عدداً من الطرق لدعم «المعارضة» من دون أيّ تنازل في مهمة قتال «داعش»، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة: وسط التوتر الداخلي المتزايد أكّد مسؤول أميركي أن كلاً من «المعارضة السورية» وحلفاء أميركا ضغطوا باتجاه مواصلة المفاوضات وتثبيط الحديث عن التدخل العسكري، مشيراً إلى أن موقف أوباما لا يزال ثابتاً. وقال نحن لا نعتقد أن هناك حلاً عسكرياً لهذا الصراع. هناك عدد من التحدّيات التي ستنجم عن استخدام القوة العسكرية.
وقالت إنه لم تقدَّم أيّ اقتراحات لأوباما من أجل اتخاذ قرار في هذا الشأن، فيما يعتقد البعض في الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض مستعدّ لترك الوقت ينفد في حلب للحفاظ على خيارات للإدارة الجديدة.
«أرغومينتي إي فاكتي»: ستة أسباب تمنع موسكو وواشنطن من الاتفاق حول سورية
عرضت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية لرأي المحلّل السياسي ميخائيل نيجماكوف بالنسبة إلى الأسباب التي تحول دون توصّل روسيا والولايات المتحدة إلى حلّ وسط في شأن سورية.
وجاء في المقال: أوقفت الولايات المتحدة في بداية هذا الأسبوع التعاون مع روسيا في شأن الهدنة في سورية. وقد علّلت الخارجية الأميركية ذلك بأن موسكو لم تنفّذ التزاماتها في حين أن الخارجية الروسية وصفت قرار الولايات المتحدة بأنه «صفقة مع الشيطان». كلّ هذا يشير إلى أن الطرفين لن يتمكّنا من التوصّل إلى أيّ اتفاق خلال الفترة المقبلة.
يقول رئيس مركز تحليل السياسة العالمية ميخائيل نيجماكوف إن أسباب عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، هي:
1 ـ الولايات المتحدة في «فترة خلوّ العرش» وعلى تخوم إدارتين. يلعب رؤساء الولايات المتحدة في نهاية فترة رئاستهم دور «الشرطي الشرير» في السياسة الخارجية، وعلى خلفيتهم يبدو الرئيس الجديد «شرطياً طيباً». ويبدو ذلك واضحاً في الأحداث التي وقعت في نهاية ولاية جورج بوش الابن، حيث توقع الكثيرون أن تغزو القوات الأميركية إيران. أما بالنسبة إلى باراك أوباما، فإنه يريد أن يتحقق تقدّم ملموس في المسألة السورية في نهاية فترة رئاسته. ولكن التقدّم السريع لم يحدث. لذلك، فإن البيت الأبيض حالياً يظهر عناده ولا يقدّم التنازلات تاركاً المسائل غير المحلولة في النزاع السوري إلى الرئيس الجديد للولايات المتحدة.
2 ـ استمرار النزاع السوري يجلب ليس المشكلات فقط، بل يعود على الولايات المتحدة بالفائدة. إن استمرار النزاع ومشاركة روسيا فيه يزعج حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لأن عدم وضوح الموقف يدفعهم أكثر إلى أحضان واشنطن، ودعوتها إلى الضغط على موسكو. وعملياً، فإن إطالة المفاوضات مع روسيا أو تخلّي الولايات المتحدة عنها، هي اللعبة المفضلة لواشنطن في «الفوضى الموجّهة».
3 ـ اختلاف وجهات النظر في النخبة الأميركية حول النزاع السوري. هل تتذكرون ما قيل عن رئيس البيت الأبيض في المسلسل التلفزيوني «بيت من ورق»: الرئيس مثل شجرة وحيدة في حقل مقفر، تتمايل مع الرياح. من الممكن أن يدعو «الصقور» علانية إلى مهاجمة قوات الحكومة السورية، وليس «عرضياً» لنتذكر الطلب الذي أرسله العاملون في الخارجية الأميركية في حزيران 2016 . أما الأميركيون المعتدلون، فهم على استعداد للموافقة على بقاء الرئيس السوري الحالي في منصبه على الأقل «خلال الفترة الانتقالية» غير المحدّدة. وأوباما هو تلك «الشجرة الوحيدة». فهو مضطر لتحقيق توازن بين مختلف القوى في النخبة الأميركية. وهذا هو أحد أسباب تغيّر لهجة واشنطن في شأن النزاع السوري، الأمر الذي يسبّب إطالة المفاوضات.
4 ـ رفض الولايات المتحدة الاتفاق مع روسيا حول المشكلات لا علاقة له بسورية بما في ذلك العقوبات. كان الكثيرون يأملون في السنة الماضية بأن دور روسيا في النزاع السوري سيسمح لها بالحصول على تنازلات من الجانب الأميركي في شأن المشكلات الأخرى، خصوصاً في مسالة العقوبات المفروضة. ولكن واشنطن لا تنوي التراجع في هذه المسألة، لأن العقوبات بالنسبة إليها حجة جيدة للمساومة، ولن تتخلى عنها إلا بعدما تجني منها على أكثر ما يمكن من الفائدة.
5 ـ الاتفاقات التكتيكية الموقتة بين البلدان الضالعة في النزاع. فمثلاً في آب الماضي توصلت روسيا وتركيا إلى حلّ وسط موقت في شأن سورية. ولكن إذا تمكنت أنقرة من إضعاف موقف الوحدات الكردية في شمال سورية، فإنها سوف تطلب من موسكو وطهران تنازلات أكثر في مسألة مستقبل سورية. مثل هذه العوامل تؤثر أيضاً في المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة.
6 ـ عدد المشاركين في الأزمة السورية. من الصعوبة التوفيق بين مصالح جميع الأطراف وبالتالي التوصل إلى اتفاق طويل الأمد. فحتى إذا توصلت موسكو وواشنطن إلى اتفاق تام، فسيظهر عدد من اللاعبين الإقليميين الذين سيعارضون الاتفاق لأنه لا يستجيب لمصالحهم.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: الولايات المتحدة تجمع ائتلافاً جديداً ضدّ روسيا
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تلويح واشنطن باتخاذ إجراءات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية واقتصادية ضدّ روسيا مشيرة إلى احتمال توسيع العقوبات ضدّ موسكو بسبب سورية.
وجاء في المقال: تدرس الولايات المتحدة خيارات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية واقتصادية، ردّاً على تصعيد النزاع في سورية. هذا ما أعلنه المتحدّث بِاسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في إيجازه الصحافي.
ولبحث الخطوات اللاحقة في سورية، عقد ممثلو وزارات خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لقاء في برلين حيث لا يستبعد أن تنصح واشنطن حلفاءها بفرض عقوبات جديدة على روسيا، هذه المرة بسبب سورية.
وقال تونر: إن قرارنا وقف التعاون مع روسيا في سورية، لا يعني أننا أوصدنا الأبواب أمام اتخاذ إجراءات متعدّدة الأطراف إذ إن الإدارة الأميركية تناقش طرقاً مختلفة للتأثير في أزمة حلب. ولكنني أعتقد أن موقفنا لم يتغير. لقد تخلّينا بدرجة معينة من خيبة الأمل عن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع روسيا. بيد أننا مع ذلك لا نزال نفكر بأنه لو نُفذ الاتفاق لضَمِن تقدّماً جيداً، وكان يمكن أن يكفل العملية السياسية.
أضاف تونر أن لقاء برلين ليس لقاء لممثلي المجموعة الدولية لدعم سورية، رغم دعوة ممثلي البلدان الأعضاء فيها. وقال ردّاً على سؤال حول عدم دعوة روسيا الرئيس المناوب للمجموعة إلى برلين، إن جميع الأسئلة يجب طرحها على الطرف المستقبل… ألمانيا.
وقد مثّل الولايات المتحدة في لقاء برلين نائب وزير الخارجية، لأن جون كيري غادر إلى واشنطن لحضور اجتماع «لجنة الشخصيات الأولى» في البيت الأبيض. وبحسب معلومات «واشنطن بوست»، كان موضوع الاجتماع، الخيارات البديلة لتسوية الأزمة السورية، التي من بينها عمليات عسكرية من جانب الولايات المتحدة.
وتضيف الصحيفة: استناداً إلى تصريحات أحد المشتركين في الاجتماع، أن مناقشة سيناريو التدخل العسكري بهدف إجبار الرئيس بشار الأسد على تنفيذ اتفاق الهدنة، جرى في الأسبوع الماضي. لقد طرح خلال الاجتماع الذي حضره ممثلو وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية وهيئة الأركان المشتركة، القيام بعملية هجينة في سورية، أي مهاجمة مواقع قوات الحكومة السورية من دون تفويض مجلس الأمن الدولي. وقد اقترح ممثلو وكالة الاستخبارات المركزية وهيئة الأركان المشتركة مهاجمة المطارات السورية بالصواريخ كجزء من العمليات العسكرية في سورية حيث يتعارض، وفق وجهة نظرهم، سقوط «المتمرّدين» المحتمل في حلب مع الأهداف الأميركية في محاربة الإرهاب.
وقد علّق نيقولاي توبورنين، الأستاذ في معهد موسكو للعلاقات الدولية، على الدعوة إلى لقاء برلين، وقال: الأرضية لفرض العقوبات موجودة دائماً. ولم يستبعد أن يكون الأميركيون قد اقترحوا على حلفائهم توسيع العقوبات، على سبيل المثال حظر توريد مكونات الأغراض العسكرية التقليدية. كما يمكنهم حظر قرض أموال أو عمليات في السوق لشركات المجمع الصناعي العسكري الروسي. علينا أن نعي بأنه ستنعقد في بروكسل يومي 20 و21 من الشهر الجاري قمة الاتحاد الأوروبي، حيث يتضمن جدول أعمالها مسألة العلاقات مع روسيا فضلاً عن موضوع اللاجئين والنمو الاقتصادي. ومن المحتمل أن يعرض الأميركيون في الكواليس مقترحات مختلفة ستكون موضع مناقشة في القمة الأوروبية.
وعلى خلفية مناقشة سيناريو التدخّل العسكري في سورية، تحاول واشنطن تسوية قضية دونباس. من أجل ذلك، وصلت إلى موسكو مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأوراسية والأوروبية فكتوريا نولاند، وأجرت مباحثات مع ممثلي السلطات الروسية من بينهم مساعد الرئيس الروسي فلاديسلاف سوركوف.
وقد علّق أندرو وايس المدير السابق لشؤون روسيا وأوكرانيا وأوراسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي على الأحداث الجارية بقوله: مع اقتراب نهاية ولاية أوباما، تحاول الإدارة الأميركية إحراز تقدّم في مسألتَي سورية وأوكرانيا، ورغم فشلها في سورية، فإن هناك بصيصاً من الأمل في تحسّن الوضع الأمني في شرق أوكرانيا. إن زيارة نولاند مهمة في هذا المجال باعتبار أنها المفاوض الرئيس من جانب الولايات المتحدة. كان يفضل ان تكون أجواء زيارتها أفضل، ومع ذلك فهي كزملائها الألمان والفرنسيين تعمل بنشاط مع موسكو وكييف.
وأشار وايس إلى أن الخطوة الأولى في المبادرة الألمانية ـ الفرنسية، كان الاتفاق على سحب الأسلحة على امتداد خط المواجهة. وختم قائلاً: مع مرور الوقت، إذا بقي مستوى العنف في هذه المناطق منخفضاً، فإنه سيصبح هدفاً لزيادة عدد مثل هذه المناطق.
«بيلد»: شتاينماير يحذّر من المواجهة بين روسيا وأميركا
حذّر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، من العودة إلى عصور المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، وذلك نظراً إلى تنامي التوترات بين البلدين.
وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة «بيلد» الألمانية، قال شتاينماير إن الصراع بين روسيا وأميركا آخذ في التصعيد، كما أن بقايا الثقة بينهما تبدو متداعية، وإذا استمر الحال على ذلك، سنعود إلى عصور المواجهة بين قوتين عظميين.
في الوقت نفسه، أعرب شتاينماير عن اعتقاده بأن من الخطأ تشبيه الوضع الحالي بالحرب الباردة، وقال إن العصور الجديدة مختلفة، وأكثر خطورة، ففي الماضي كان العالم منقسماً إلى جزئين لكن موسكو وواشنطن كانتا تعرفان خطوطهما الحمراء وكانتا تحترمان هذه الخطوط.
وفي سياق متصل، حذر فولفجانج إيشينجر، رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، من تصعيد الوضع، وقال إن خطر المواجهة العسكرية كبير، ولم يكن هذا الخطر بمثل هذا الحجم في العقود السابقة، كما أن الثقة بين الغرب والشرق لم تكن بمثل هذه الضآلة التي هي عليها الآن.
واتهم إيشينجر، السفير السابق لدى واشنطن ولندن، موسكو باستغلال الفترة الانتقالية ومعركة الانتخابات الرئاسية في واشنطن لتقويض بقايا السلام في أميركا.
«غارديان»: ماذا بعد معركة الموصل؟
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحليلاً لتبعات العملية العسكرية المرتقبة للقوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش».
وبحسب الصحيفة، فإن تحقيق القوات العراقية النصر في المعركة من أجل السيطرة على ثاني أكبر المدن في البلاد يبدو أمراً محتمل الحدوث، لكنه قد يثير التساؤلات حول مستقبل المدينة والبلاد في ما بعد.
ومن بين الأسئلة التي تطرحها الصحيفة، كيف ستتمكن الحكومة المركزية في بغداد من التعامل مع سكان المدينة الذين يقتربون من المليون نسمة، إلى جانب إعادة النظام وحكم القانون إلى المدينة التي عانت من حكم التنظيم المتشدّد طوال سنتين.
كذلك، تشير الصحيفة إلى المسألة الطائفية حيث تقول إن الجيش الحكومي الذي يهمين عليه أبناء الطائفة الشيعية سيكون عليه أن يستعيد ثقة أبناء المدينة وغالبيتهم من السنّة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمنيّ عراقيّ قوله: عندما يكون هناك مليون شخص يسكنون المدينة، يجب علينا أن نكون في منتهي الحرص عندما نشنّ الهجوم. فمن يقول إن الأمر سيستغرق أسبوعين أو شهرين لا يعرف عمّا يتكلم. كذلك لا نريد أن يتكرّر ما حدث في الرمادي عندما دُمّر ما يقارب 80 في المئة من المدينة، فهذا سيخلق زيادة رهيبة في معدّلات البطالة، وهذا سيشكل بيئة حاضنة لنسخة أكثر وحشية من تنظيم «داعش».