مجزرة اليمن تستدعي رفع الصوت عالياً

عباس الجمعة

المجزرة التي ارتكبها التحالف بحق الشعب اليمني العظيم في صنعاء، تستدعي رفع الصوت عالياً، لمصلحة من يذبح الشعب اليمني من قبل أنظمة أرادت ان تنفذ المؤامرة الاستعمارية الصهيونية القذرة، ولكن هذا الشعب العظيم الذي عرفناه بالوقوف الى جانب فلسطين وشعبها وقاتل وناضل في صفوف الفصائل الفلسطينية من أجل استعادة الأرض، ووقف الى جانب المقاومة في لبنان وسورية، سينتصر بصبره وصموده وتضحياته على أعتى وأقذر قوى الشر والعدوان الاستعماري وأدواتها الإرهابية في المنطقة، وسيكون لهذا الانتصار صداه الكوني وارتداداته في المنطقة والعالم.

ومن هنا نقول ونحن نتضامن مع الشعب اليمني الشقيق إنّ القوى الرجعية المسمّى التحالف بقيادة السعودية بعجرفتها وغرورها تسعى من خلال إجرامها ومجازرها بحق شعب لم يسئ يوماً إلى أحد، ولم يعتد على أحد، ان تقدّم خدمة للقوى الامبريالية والصهيونية، من خلال معاقبة شعب أراد عملية التغيير الديمقراطي في بلده، وانّ ما قامت به قوى التحالف يعبّر عن حقدها وممارساتها الاستعمارية التسلطية بحق اليمن الشعب والدولة منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اللحظة.

انّ صمود الشعب اليمني وبطولاته أوصل ما يسمّى قوى التحالف الى طريق مسدود، فعجزوا عن تحقيق ما أعلنوه من أهداف لعدوانهم آثم، وكلّ يوم يمرّ من عمر عدوانهم يتعمّق مأزقهم وتضيق الخيارات أمامهم، ويتقلص هامش حركتهم السياسية والإعلامية وتزداد الضغوط الإنسانية التي تعبّر عنها تقارير المنظمات الإنسانية ومطالبها بوقف الحرب، ورفع الحصار عن اليمن، والتي تتحمّل قوى التحالف بقيادة السعودية مسؤولية جرائمه وحصاره.

انّ هذه المجزرة المروّعة التي ارتكبها ما يسمّى التحالف العربي بقيادة السعودية، تكشف الوجه الدموي الوهابي المتصهين، وعن حقيقة حرب الإبادة التي يشنونها على الشعب العربي اليمني، والهادفة لتركيع هذا الشعب الأصيل وتدجينه، والتي تأتي ضمن فرض أجندة صهيونية أميركية على شعوبنا العربية تؤمّن مصالحهم بالمنطقة.

لذلك نقول انّ هذه الجريمة جاءت استحضاراً واستكمالاً للمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق شعوب المنطقة، وفي مقدّمها الشعب الفلسطيني، وتشجيعاً له لارتكاب المزيد منها بوحشية أعلى، الا أنّ دماء أطفال اليمن وفلسطين وسورية والعراق ستبقى لعنة تطارد هذه القوى المرتبطة بالمشروع الامبريالي الصهيوني.

إنّ صمت المجتمع الدولي الذي لا يكفّ عن العويل وذرف الدموع يومياً على الجماعات التكفيرية في سورية هو شريك في الدم اليمني المسفوك، والدمار المتواصل هناك، والذي يستهدف سلب ثروات الشعوب وممكناتها، وقتل روح المقاومة والانتماء لقضايا الأمة العربية المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الصراع العربي الصهيوني.

ان جرائم ومجازر قوى التحالف التي تدعم قوى الإرهاب التكفيري بحق أبناء الشعب اليمني يزيده الصمود والصبر والتحدي الذي يسطره اليمنيون بكبرياء واباء قلّ نظيره، يمثل علامة في سجل العدّ التنازلي.

كاتب سياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى