سبعة خواطر في سبعة أيام قويمة اليوم الخامس الثلاثاء 16 تشرين الاول 1973
يكتبها الياس عشّي
ينتابني شعور بالخوف..
السبب؟
أتمنى لو أدري!
لكنّ خطاب أنور السادات، برغم رصانته، تركني فريسة للضياع والخوف، ولولا تفاؤلي لقلت: للرفض، وأكثر..
تذكرت للحال التقرير الذي نشره اللورد كارادون واضع القرار الشهير بالرقم 242، في التايمس اللندنية في 2 آذار 1973، بعد جولة أخيرة قام بها إلى الشرق الأوسط، وممّا جاء في التقرير:
«أنا لا أقول إنّ ثمّة سبباً للارتياح بل على النقيض، فإنّ أعمال البناء الجديدة القائمة في القدس العربية والمستوطنات الجديدة على الأرض العربية من جهة، واستمرار إذلال اللاجئين من جهة أخرى، تقوّي الحلقة المفرغة وتزيد اليأس والبغض. لقد بدأ الإسرائيليون يؤمنون أنهم يستطيعون الاحتفاظ، دون عقاب، بما احتلّوه في الحرب. أما العرب فيشعرون برسوخ الاعتقاد القائل إنّ الإسرائيليين مصمّمون على الاستمرار في توسعهم«.
السؤال الذي سأطرحه الآن:
هل ستكفّ إسرائيل عن حلمها في التوسّع برغم الإنجازات العسكرية التي حقّقها الجيش العربي؟
هل هذا العقاب، الذي لم تكن تنتظره، كاف لردعها؟
هل غيّرت إسرائيل نظرتها إلى الإنسان الفلسطيني؟ وهل هي على استعداد لتخرجه من بؤسه؟
لا أعتقد، فالإسرائيلي يطمح إلى حكم المنطقة، ولن نمنعه من ذلك بالديبلوماسية الهادئة والكلمة السياسية الرصينة، علينا أن نسحب تفوّقه.
خطاب السادات كان غصن زيتون في غمد سيف!
تمنيت لو كان الغصن سيفاً، إذن لكنا، مساء السادس عشر من تشرين، في وضع نفسي أفضل.
نشر في ملحق النهار الثقافي ــ الأحد 8 تشرين الثاني 1973
دردشة غد: الاثنين 22 تشرين الأول.