الحرب الكونية… بين الـ«نعم» والـ«لا»

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية الأوضاع العالمية الراهنة مشيرةً إلى استحالة وقوع مواجهة روسية ـ أميركية، في حين أن هناك مخاوف من وقوع حوادث في أراضي دول ثالثة، على حدّ قول السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية، المقدّم ميشال بالدانزا إن الحرب مع روسيا سيناريو افتراضي. في تصريح أدلى به لـ«إيزفستيا». فيما يثق الخبراء الذين استطلعت الصحيفة رأيهم في الولايات المتحدة وروسيا، بأن نزاعاً حربياً حقيقياً بين الدولتين النوويتين غير ممكن.

ويقول المحلل السياسي الأميركي من جامعة نيويورك، المستشار السابق للخارجية الأميركية لشؤون أفغانستان وباكستان بارنيت روبين إن جنرالات البنتاغون لا يدفعون للحرب بين روسيا والولايات المتحدة، بل هم يخططون العمليات العسكرية استعداداً لوقوع حدث طارئ.

إن الأمر الرئيس الذي أرادوا الحديث عنه، أنّ الحرب العالمية الجديدة ستكون مدمرة جداً بشكل يفوق التصور. لذلك، فإن المخرج الوحيد لمشكلات الولايات المتحدة وروسيا يجب تسويتها معاً.

ويذكر أن الحديث عن الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا بدأ عقب إلقاء جنرالات البنتاغون خطبهم في المؤتمر يوم 4 من الشهر الجاري، حيث رأوا أن الحرب ستكون خاطفة ومميتة. وقد اشترك في هذا المؤتمر كبار ضباط الجيش الأميركي.

من جانبه، أشار نائب رئيس هيئة أركان القوات البرية الجنرال جوزف أندرسون إلى وجود خطر على الولايات المتحدة من جانب «الدول القومية المعاصرة التي تتصرف بعدوانية في التنافس العسكري». ويسأل: «مثل من؟»، ويجيب بنفسه على السؤال: «مثل روسيا!».

العسكريون الروس من ناحيتهم لا يصدقون تصريحات جنرالات الولايات المتحدة. فبحسب رأي رئيس أكاديمية المشكلات الجيوسياسية الفريق ليونيد إيفاشوف، البنتاغون يحاول إخافة روسيا.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً كتبه نائب وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق أناتولي آداميشين حول لقاء غورباتشوف وريغان عام 1986 في إيسلندا. وقال آداميشين إنّ كل من كان حاضراً في لقاء ريكيافيك قبل ثلاثين سنة بين غورباتشوف وريغان، يتذكر الرياح الشديدة التي هبت ذلك اليوم، ولكن لم يتصور أيّ من الحاضرين بأنها كانت رياح التغيير إلا بعد زمن.

وقال أيضاً: حينذاك، أفسد الطقس برنامج المبادرة الدفاعية الاستراتيجية. أما الآن فتفسدها الدرع الصاروخية التي تحاول الولايات المتحدة نشرها. علماً أن سباق التسلح حالياً لا يقل خطورة عن ذلك الذي كان قبل 30 سنة.

«إيزفستيا»: لا آفاق لحرب كونية

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية الأوضاع العالمية الراهنة مشيرةً إلى استحالة وقوع مواجهة روسية ـ أميركية، في حين أن هناك مخاوف من وقوع حوادث في أراضي دول ثالثة.

وجاء في المقال: قال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية، المقدّم ميشال بالدانزا إن الحرب مع روسيا سيناريو افتراضي. جاء ذلك في تصريح أدلى به لـ«إيزفستيا». من جانبهم، يثق الخبراء الذين استطلعت الصحيفة رأيهم في الولايات المتحدة وروسيا، بأن نزاعاً حربياً حقيقياً بين الدولتين النوويتين غير ممكن.

يقول المحلل السياسي الأميركي من جامعة نيويورك، المستشار السابق للخارجية الأميركية لشؤون أفغانستان وباكستان بارنيت روبين إن جنرالات البنتاغون لا يدفعون للحرب بين روسيا والولايات المتحدة، بل هم يخططون العمليات العسكرية استعداداً لوقوع حدث طارئ.

إن الأمر الرئيس الذي أرادوا الحديث عنه، أنّ الحرب العالمية الجديدة ستكون مدمرة جداً بشكل يفوق التصور. لذلك، فإن المخرج الوحيد لمشكلات الولايات المتحدة وروسيا يجب تسويتها معاً.

ويذكر أن الحديث عن الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا بدأ عقب إلقاء جنرالات البنتاغون خطبهم في المؤتمر يوم 4 من الشهر الجاري، حيث رأوا أن الحرب ستكون خاطفة ومميتة. وقد اشترك في هذا المؤتمر كبار ضباط الجيش الأميركي.

فمثلاً، أعلن رئيس هيئة أركان القوات البرّية مارك ميل أن النزاع المسلح بين واشنطن وموسكو أمر شبه مضمون. أما الجنرال وليام هيكز، فأكد أن الحرب ستندلع في المستقبل القريب، وأن البنتاغون بدأ يحضر لعمليات عسكرية كبيرة لم يسبق أن شاركت فيها القوات الأميركية منذ الحرب الكورية.

من جانبه، أشار نائب رئيس هيئة أركان القوات البرية الجنرال جوزف أندرسون إلى وجود خطر على الولايات المتحدة من جانب «الدول القومية المعاصرة التي تتصرف بعدوانية في التنافس العسكري». ويسأل: «مثل من؟»، ويجيب بنفسه على السؤال: «مثل روسيا!».

العسكريون الروس من جانبهم لا يصدقون تصريحات جنرالات الولايات المتحدة. فبحسب رأي رئيس أكاديمية المشكلات الجيوسياسية الفريق ليونيد إيفاشوف، البنتاغون يحاول إخافة روسيا. وأضاف، في حديث إلى «إيزفيستيا»، أن الولايات المتحدة تدرك أنه في حال نشوب حرب كونية، فلن يكون بالإمكان تجنب وقوع ضربات على أراضيها. البنتاغون يقول شيئاً ووزارة الخارجية شيئاً آخر. ولكن من الواضح إن هدف هذه التصريحات إخافة روسيا، وتقييد دورها في سورية.

أما النائب في الدوما الروسي فيكتور فودولاتسكي، فيقول: من الصعوبة تصوّر مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة. ويضيف أن الحديث عن حتميتها رأي شخصي لبعض الجنرالات.

من جانبه، يقول كبير الباحثين في مركز كارنيغي في بيروت يزيد صايغ إن الخلاف بين موسكو وواشنطن يظهر بوضوح في سورية. لكن تحليل الأوضاع السورية يقود إلى الاستنتاج بعدم وجود آفاق للحرب بين الدولتين.

لقد بيّنت الولايات المتحدة عبر تصرّفاتها في سورية أنها لا ترغب في الدخول في نزاع مسلح مباشر مع روسيا. كما أنه ليس من مصلحة موسكو وقوع مثل هذه الحرب مع واشنطن. ولكن قد تحدث مواجهات غير مباشرة عبر حلفائهما في سورية.

أما المحلل السياسي الأميركي الخبير في مركز «Gulf State Analytics» في واشنطن، ثيودور كراسيك، فأكد لـ«إيزفستيا» أن تصريحات الجنرالات الأميركيين هي آراء لـ«رؤوس ساخنة» تعود إلى جيل الحرب الباردة. فهؤلاء واثقون كما في السابق من أن الحرب العالمية أمر حتمي، ولكنهم لا يدركون أننا في واقع جيوسياسي مختلف. بيد أن هناك احتمالاً كبيراً بوقوع مواجهة بين المقاتلات الأميركية من الجيل الخامس ومنظومات الدفاع الجوي «S 300» الصاروخية. ولكن لا آفاق لنشوب حرب عالمية ثالثة، لأن تصعيد الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا سيؤدّي إلى زعزعة الاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط فقط، بل في أوروبا الشرقية والقطب الشمالي.

وفي تصريح أدلى به إلى «إيزفستيا»، أشار مدير مركز هدسون الأميركي للدراسات العسكرية والسياسية ريتشارد وايتز إلى عدم إمكان وقوع مواجهة حربية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، لأن ذلك يمسّ مستقبل العالم.

وأضاف أن واشنطن لا ترى هذا السيناريو واقعياً، على رغم احتمال حدوث صدامات تؤدي إلى سقوط ضحايا من الجانبين كما حصل عند إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا. لقد قال الجنرال ميل إن طبيعة الحرب اختلفت، فهي تبدأ باتخاذ قرار سريع وتنتهي بالدمار. لذلك، فإن الجيش يستعد لحروب متوقعة من خلال التدريب على صدامات محتملة مع أعداء مثل روسيا والصين، وكذلك على مكافحة الإرهاب وغيرها من العمليات العسكرية الأخرى. والخطر الرئيس يتمثل بتعرض هذه البلدان لهجمات الإرهابيين بهدف الاستيلاء على السلاح النووي. إذ يمكن للإرهابيين القيام بهذه العملية وكأنما تقف خلفهم دولة ما. لكن موسكو وواشنطن تتعاونان في هذا المجال. وبغضّ النظر عما يدور حالياً حول البلوتونيوم، آمل أن ينشط التعاون في هذا المجال.

«غارديان»: إغراق مدمّرة أميركية قبالة اليمنى ينذر بحدوث تصعيد كبير

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحليلاً أعدّه الكاتب سيمون تيسدال حول الحرب الدائرة في اليمن. ويقول تيسدال «إن محاولة الحوثيين، الذين تدعمهم إيران، إغراق مدمر أميركية قبالة السواحل اليمنية تنذر باحتمال حدوث تصعيد كبير في الصراع».

ويشير إلى أن هذا الهجوم تزامن مع وصول صاروخ باليستي إلى مسافة 325 ميلاً داخل الأراضي السعودية، وهو ما يدلّ على أن اندلاع حرب واسعة في المنطقة قد يكون أقرب مما كان يظنّ البعض.

ويذكر بأن الولايات المتحدة وبريطانيا يدعمون السعودية من دون أن يتورّطا في الصراع بشكل مباشر. لكن الولايات المتحدة قد تجد نفسها تورّطت بدرجة أكبر، بحسب المقال الذي أشار إلى أن المدمرة المستهدفة جاءت إلى المنطقة بعدما استهدف هجوم سابق للحوثيين سفينة إماراتية.

ويقول تيسدال إن الغارة التي قتلت 140 شخصاً في مجلس عزاء في صنعاء أقلقت الأميركيين الذين أدانوا الغارة وقالوا إنهم سيراجعون دعمهم العمليات الأميركية. ويتوقع أن هذا الموقف الغاضب قد يؤثّر على العلاقات مع الرياض.

«إيزفستيا»: المفاوضات حول سورية ممكنة فقط بعد معركة حلب

أجرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقابلة مع رئيس مجموعة «حميميم المعارِضة» إليان مسعد، شرح فيها رؤيته لتطوّر النزاع في سورية.

وجاء في المقال: تحدّث رئيس مجموعة «حميميم السورية المعارضة» إليان مسعد إلى «إيزفستيا»، موضحاً آفاق تطوّر الأزمة السورية على ضوء وقف التعاون الروسي ـ الأميركي، واحتمالات التسوية السلمية وموعد استئناف مفاوضات جنيف.

يقول مسعد، حول قرار الولايات المتحدة وقف تعاونها مع روسيا في سورية، إن الجانب الأميركي قطع الاتصالات عبر القنوات الدبلوماسية بالفعل. ولكن لحسن الحظ لا يزال التنسيق في المجال العسكري قائماً، ما يسمح بتجنب الصدام في الجو. فالولايات المتحدة تعيش فترة الانتخابات الرئاسية، لذلك ليس بإمكانها اتخاذ قرارات منطقية.

وإضافة إلى هذا، تجدر الإشارة إلى سعي بعض القوى في البنتاغون والخارجية الأميركية للحؤول دون التعاون مع روسيا في سورية. ومن الواضح أن للوزير كيري موقفاً أكثر ملاءمة، ولكنه لا يتمكن من تجاوز العراقيل. أما بالنسبة إلى موقف موسكو، فقد ظهرت فيه الثقة بأن التعاون المتبادل مع الولايات المتحدة يسمح بالسير في طريق تسوية الأزمة السورية سلمياً. ولكن أصبح الأمل في هذا ضئيلاً بعد قرار واشنطن وقف التعاون مع موسكو.

كما ينبغي الإشارة إلى موقف الرئيس أوباما غير الحازم في هذه المسألة. أي ان «حزب الحرب» في المؤسسة الأميركية انتصر في هذه المرحلة. لذلك، فإن سورية ستشهد تصعيد أعمال العنف وإراقة الدماء.

ومن المؤسف أن هذا يتعارض مع جهود روسيا. وفيما نحن في هذه الأيام نحتفل بالذكرى السنوية الأولى لبداية عمليات القوة الجو ـ فضائية الروسية ضدّ الإرهابيين في سورية، أودّ هنا أن أشير إلى أن تدخل موسكو الذي يطابق جميع المعايير الدولية، سمح بتغيير ميزان القوى في ساحة المعركة، ما أثمر عن إحراز تقدّم في مفاوضات جنيف.

والآن كل شيء يتوقف على موقف الولايات المتحدة: إما أن تستأنف التعاون مع روسيا، لتثبت أنها إلى جانب التسوية السلمية، أو أن يصبح واضحاً للجميع أنها تراهن على استخدام القوة في تسوية الأزمة.

وحول إعلان الخارجية الروسية أن واشنطن مستعدة «لعقد صفقة مع الشيطان» من أجل إطاحة بشار الأسد، يقول مسعد: «أعتقد أن هذه التصريحات الروسية تستند إلى معلومات عسكرية واستخبارية ودبلوماسية. وعموماً، يمكنني القول إن إدارة أوباما أوقفت التعاون مع موسكو تحت ضغط لاعبين خارجيين من بينهم من هم في أوروبا والشرق الأوسط إضافة إلى اللوبي الداخلي. وحالياً تقترب الولايات المتحدة من تجاوز الخط الأحمر وتباشر بتدمير سورية. أنا لا أتحدث عن إطاحة الأسد هنا، بل تدمير الدولة السورية. وفي هذا الاتجاه تعمل بعض بلدان الشرق الأوسط ومن بينها تركيا والأردن وملكيات الخليج».

وأضاف أن الخطورة تكمن حالياً في احتمال حصول الإرهابيين على أسلحة متطوّرة من ضمنها أسلحة الدفاع الجوّي لمواجهة الطائرات والمروحيات الروسية بهدف إجبار موسكو على إرسال قوات برّية إلى سورية. وهنا أكرّر أنه ما دام التنسيق بين العسكريين قائماً، فلا يحتمل وقوع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة.

وأكد مسعد أن لا بديل للتسوية السلمية، لذلك «أنا أصرّ دائماً على ضرورة التشاور بين أطراف المعارضة». ويضيف، لقد لعبت القوة الجو ـ فضائية الروسية دوراً مهماً في هذا المجال، حيث فصلت بين المعارضة التي فعلا تريد تسوية الأزمة سلمياً وبين المجموعات الإرهابية.

إضافة إلى هذا، تمكّنت روسيا من تعزيز مواقعها كوسيط لتسوية الأزمة. وهذا ما كوَّن لديّ انطباعاً بأنه بفضل نشاط موسكو وبالذات نشاط الممثل الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أصبح موقف بعض أعضاء اللجنة العليا للمفاوضات بناء في تسوية الأزمة السورية.

وختم حديثه بالقول: إذا تمكنت سورية من الانتصار في معركة حلب، فلن يبقى أمام الولايات المتحدة أيّ خيار سوى الضغط على المجموعات الموالية لها والجلوس إلى طاولة الحوار. وفي الوقت نفسه، تحاول تركيا والمملكة السعودية وقطر إطالة أمد الأزمة لكي يزداد حجم الدمار في سورية. أي أنّ الحوار ممكن فقط بعد انتهاء معركة حلب.

«أرغومينتي إي فاكتي»: الفشل الناجح

نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً كتبه نائب وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق حول لقاء غورباتشوف وريغان عام 1986 في إيسلندا.

كتب أناتولي آداميشين نائب وزير خارجية الاتحاد السوفيتي عام 1986:

كل من كان حاضراً في لقاء ريكيافيك قبل ثلاثين سنة بين غورباتشوف وريغان، يتذكر الرياح الشديدة التي هبت ذلك اليوم، ولكن لم يتصور أيّ من الحاضرين بأنها كانت رياح التغيير إلا بعد زمن.

كان اللقاء الذي جمع بين السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي والرئيس الأميركي يومَي 11 و12 تشرين الأول عام 1986 مكرّساً لنزع السلاح النووي، ولكنه انتهى بالفشل. فإذا كان اليوم الأول مخصصاً لمناقشة خطط تخفيض الأسلحة النووية بنسبة 50 في المئة، فإن الموقف المتعنت للولايات المتحدة في شأن برنامج المبادرة الدفاعية الاستراتيجية أفسد لقاء اليوم الثاني، حتى أن ريغان لم يحضر المؤتمر الصحافي الختامي. وكان غورباتشوف قد قال لريغان على مسمع من مراسلي وسائل الإعلام وهما يخرجان من قاعة الاجتماع: «لن نلتقي ثانية». كان غورباتشوف يقصد في إيسلندا، ولكن نظراً إلى وضع ريكيافيك المحزن، فهم الجميع من هذه الكلمات بأنهما لن يلتقيا لاحقاً.

وفي الواقع، بقي كل شيء بعيداً عن الأضواء. فالمؤمن كان سيقول إن الوحي نزل على غورباتشوف وريغان، لأنهما فجأة أدركا أن الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة يسمعان ويفهمان أحدهما الآخر ويمكنهما التوصل إلى اتفاق. وحقاً، بعد فشل هذه القمة اتخذت العلاقات بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة زخماً وبدأت تتطور. فخلال السنوات الخمس التالية تم إبرام اتفاقيتين مهمتين: الأولى لحظر نوع من الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية «INF» واتفاقية «ستارت 1» التي حدّدت عدد الرؤوس النووية في كل من البلدين بستة آلاف رأس فقط.

لم تمت هاتين الاتفاقيتين، ففي السنة الجارية استنتجت المنظمة الدولية المؤثرة منتدى لوكسمبورغ لمنع الكارثة النووية أن حلول ريكيافيك هي حيوية في يومنا. حينذاك، أفسد الطقس برنامج المبادرة الدفاعية الاستراتيجية. أما الآن فتفسدها الدرع الصاروخية التي تحاول الولايات المتحدة نشرها. علماً أن سباق التسلح حالياً لا يقل خطورة عن ذلك الذي كان قبل 30 سنة. ومع ذلك، فلا مفاوضات حالياً في شأن الحدّ من التسلّح بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا يتوقع حدوثها.

ولكنني آمل أن يشعر قادة بلدينا بمسؤوليتهما العالية، كما حدث في عام 1986، حين التقى غورباتشوف وريغان في ريكيافيك.

«واشنطن بوست»: الحزب الجمهوري يعيش فوضى بسبب ترامب

تناولت صحف أميركية عدّة حالة الاضطراب في الحزب الجمهوري الأميركي عقب الفضيحة التي لحقت بمرشحه الرئاسي دونالد ترامب وأدائه الضعيف في المناظرة الأخيرة مع مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

وقالت «واشنطن بوست» في تقرير إن الحزب الجمهوري يتجه إلى فوضى عقب إعلان رئيس مجلس النواب الجمهوري بول رايان تخليه عن دعم ترامب في مناورة عاجلة للحفاظ على الغالبية الجمهورية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان رايان أنه لن يدافع عن ترامب أو يدعو إلى التصويت له قد أثار إدانات لاذعة من داخل مجلس النواب ومن قادة الحزب على نطاق الولايات المتحدة ومن ترامب نفسه، وعلقت بأن ما فعله رايان هو إعلان غير معتاد عن عداء شخصي بينه وبين المرشح قبل أربعة أسابيع فقط من الانتخابات.

وعلقت «واشنطن بوست» بأن إعلان رايان سيدمر أي مظهر من مظاهر الوحدة خلف المرشح الذي قال كثير من قادة الحزب الجمهوري إنهم لا يطيقونه بسبب توجهاته السلوكية والتكتيكات «التافهة» لحملته الانتخابية.

وأورد التقرير أن استطلاعات رأي جديدة أظهرت أن ترامب في حالة تراجع منذ نشر الفيديو الذي سجّل إساءات له للنساء الجمعة الماضي، وأن منافسته هيلاري كلينتون تتفوق عليه بـ11 في المئة حتى قبل المناظرة منذ أيام قليلة.

من جهة أخرى، تعهّد رئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري راينس بريباس خلال اجتماع مع أعضاء اللجنة بالوقوف الكامل مع ترامب، ونفى الإشاعات بأن الحزب الجمهوري أعاد توجيه موارده للحملات الانتخابية لعضوية الكونغرس بمجلسيه. أما زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، الجمهوري ميتش ماكونيل فقد أعلن التزامه الصمت تجاه دعم ترامب أو التخلّي عنه.

وفي وقت يتحارب الجمهوريون داخل قلعتهم، قالت الصحف إن حملة كلينتون نشرت مقاطع دعائية تعرض أقوالاً لمواطنين يوضحون فيها السبب وراء عزمهم التصويت لكلينتون رغم أنهم جمهوريون.

وذكرت «نيويورك تايمز» أنه وبعد ساعة واحدة من إعلان بول رايان عدم مساندته ترامب، دعا عدد كبير من النواب زملاءهم إلى عدم التخلّي عن ترامب ووبّخوا رايان على ما وصفوه باستسلام مبكر في السباق نحو الرئاسة.

وأوردت أن النائب من كاليفورنيا بمجلس النواب دانا روهراباشر وصفت المتخلين عن ترامب بـ«الجبناء»، في وقت يتملّك الخوف جميع الجمهوريين من مفاجآت مخزية لهم في الطريق من قبل مرشّحهم الرئاسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى